إنجيل لوقا ص 10
وإذا ناموسي قام يجربه قائلًا يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟؟. فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرأ. فأجاب وقال تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب أجبت افعل هذا فتحيا. وأما هو فإذ أراد أن يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي؟
الشرح
الناموسيون يتخصصون في ناموس موسى أي كتب موسى الخمسة، أمّا الكتبة فيهتمون بالكتاب كله. وهذا الناموسي في أدب مصطنع قام ليس احترامًا إنما بخبث لكي يجربه فهو تصوًّر أن المسيح سيهاجم الناموس وبهذا يوقعه. ولاحظ أن هذا عمل الشياطين، فهم يجربون الإنسان ليوقعوه في فخ.
كيف تقرأ لو كان هذا الناموسي يقرأ بروح الصلاة لطلب فهم كلمات الله، لكان الروح القدس قد أرشده لاحتياجه للمسيح الذي تنبأت عنه النبوات. لكن هذا الناموسي كان يقرأ ليزداد معرفة فينتفخ على الناس. ونحن كيف نقرأ؟ هل للمعلومات فقط، أم لمعرفة المسيح الذي يشفي طبيعتنا. إفعل هذا فتحيا في سؤال مماثل، حينما سألوا المسيح ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله.. أجاب يسوع.. أن تؤمنوا بالذي أرسله (يو28:6-29) وبهذا نفهم أن المسيح لن يعلن وصايا جديدة، هو لم يأتي ليعلن وصايا جديدة، بل إذ رأى الإنسان عاجزًا عن تنفيذ وصايا الناموس أتى المسيح ليعطينا طبيعة جديدة بها نحفظ الناموس، ولكن هذا لمن يؤمن أولًا. وبدونه لا نقدر أن نفعل شيء (يو5:15+ رو3:8-4). وكأن قول المسيح للناموسي يعني.. إن كنت تستطيع بدوني أن تنفذ الناموس فنفذه، ولكنك لن تقدر أن تنفذه وحدك، وها أنت تحيا كناموسي ولكنك بسؤالك تكشف فشلك في أن تعرف طريق الحياة الأبدية الذي هو أنا. ولقد عبر التلاميذ صراحة عن صعوبة حفظ وصايا الناموس (أع10:15). والناموسي سأل سؤال آخر ليبرر نفسه إذ أن إجابة المسيح أحرجته أمام الناس، إذ أظهرته أمامهم غير عارف بالناموس، فكيف وهو ناموسي معلم للناموس يسأل سؤالًا بسيطًا واضحًا كهذا، وهل هو لا يحفظ الوصايا. ولاحظ رقة المسيح في إجابته إذ يعرف أن هذا الناموسي يجربه، لكنه يشجعه قائلًا بالصواب أجبت لعله يجذبه للإيمان. تحب الرب إلهك من قلبك، القلب هو مركز الشعور والقرار والعواطف والكيان. لذلك حينما يطلب الله يا ابني أعطني قلبك المقصود أن تكون لله بالكلية، لا ينقسم قلبك بين الله والعالم. ومن كل نفسك، النفس هي مركز العواطف (كالحزن والقلق والفرح..) والغرائز كالشهوات. والإنسان الجسداني يشتهي الجسدانيات أمّا الروحاني فهو يشتهي الحياة مع الله إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس. بنفسي اشتهىتك في الليل (إش8:26-9). وبولس الرسول يقول: لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. فالقلب الذي اتخذ قرارًا باختيار الله يفرح بالله ويتذوق الله، وهنا تبدأ النفس تشتهي لذة العشرة مع الله.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.