وناسور الولادة هو فتحة بين قناة الولادة والمثانة أو المستقيم تنجم عن الولادة المُتعسِّرة المسؤولة عن 6 في المئة من جميع وفيات الأمهات في العالم تقريبا. وتؤدي الإصابة به إلى حدوث سلس مستمر في البول أو البراز، وهو ما يؤدي غالبا إلى الوصم والإقصاء الاجتماعيين، فضلا عن حدوث التهابات جلدية وأمراض مصاحبة أخرى تشمل اضطرابات الكلى.
في المئة من حالات ناسور الولادة في أفريقيا جنوب الصحراء تعود إلى الولادات المنزلية بدون إشراف طبي
وشددت منظمة الصحة العالمية على أنه بالإمكان الوقاية والعلاج من الإصابة بناسور الولادة، وذلك في بيان لها الجمعة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة الموافق للثالث والعشرين من مايو من كل سنة، والذي تنظمه الأمم المتحدة منذ 2013 بهدف التوعية بالمشكلة الصحية التي تهدد الآلاف من الأمهات والحث على توفير الرعاية الصحية اللازمة للوقاية والعلاج.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن النساء اللاتي يعانين من ناسور الولادة غير المصحوب بمضاعفات يمكنهن العلاج عبر الخضوع لجراحة بسيطة لإصلاح الثقب الذي حدث في المثانة أو المستقيم، حيث إن أغلبية حالات ناسور الولادة يمكن إغلاقها عن طريق الجراحة.
ويعد تجنب الحمل في سن مبكرة وخاصة خلال سنوات المراهقة من بين أبرز إجراءات الوقاية التي يجدر اتخاذها، فضلا عن توفير خدمات القبالة والتوليد عالية الجودة في الوقت المناسب لتجنب حدوث هذه الإصابة أثناء الولادة ولاسيما منها المتعسّرة.
وتشهد حالات الإصابة بناسور الولادة التي تسبب الاكتئاب والعزلة الاجتماعية، تناميا بالخصوص في المناطق النائية والفقيرة أو التي تشهد حروبا ونزاعات حيث تفتقر الحوامل إلى الرعاية الصحية المناسبة وذات الجودة ويعانين من سوء التغذية والفقر والأمية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتم سنويا تسجيل 100 ألف حالة جديدة من حالات ناسور الولادة على مستوى العالم وأكثر من مليوني فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم يتعايشن مع الناسور غير الخاضع للعلاج. ويزيد بالآلاف من الحالات الجديدة سنويا، بالإضافة إلى أن تسعة في المئة من حالات ناسور الولادة تؤدي إلى ولادة جنين ميت.
ناسور الولادة من الحالات الطبية الحادة والمسببة للعديد من المشكلات الصحية والاجتماعية. وينشأ هذا المرض نتيجة لمضاعفات الولادة
ويمكن أن تحدث الإصابة بناسور الولادة بعد بدء فترة المخاض لدى المرأة الحامل، واستمرارها لعدة أيام، مع عدم تلقي الرعاية الطبية اللازمة للحالة، مما يؤدي إلى الضغط على منطقة الحوض وقطع الأنسجة، وبالتالي المعاناة من آلام شديدة الحدة، مع احتمالية التعرض لبعض المضاعفات.
ويعتبر ناسور الولادة من الحالات الطبية الحادة والمسببة للعديد من المشكلات الصحية والاجتماعية. وينشأ هذا المرض نتيجة لمضاعفات الولادة، خصوصا في الحالات التي لا تحصل فيها المرأة على الرعاية الصحية اللازمة أثناء عملية الولادة، لذلك يعد فهم أسبابه وأعراضه وطرق العلاج ضرورة لتخفيف العبء الصحي والاجتماعي الناجم عنه.
وناسور الولادة هو فتحة غير طبيعية تتكون بين قناة الولادة والأعضاء المجاورة مثل المثانة أو المستقيم. ويحدث هذا النوع من الناسور بسبب الضغط طويل المدى على أنسجة الحوض أثناء الولادة، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إلى تلك الأنسجة، ومع استمرار هذا الانقطاع، تموت الأنسجة المتضررة، فتتكوّن الفتحة أو الناسور.
ومن الحالات الشائعة التي يسببها ناسور الولادة هي ناسور مثاني مهبلي، والذي يحدث بين المثانة والمهبل، وكذلك ناسور مستقيمي مهبلي. وهذه الحالات تعتبر تحديا صحيا كبيرا لما تسببه من اضطرابات نفسية وجسدية كبيرة.
وفي البلدان النامية، يعتبر سوء وصول النساء إلى خدمات الرعاية الصحية أثناء الولادة أحد الأسباب الأساسية لتزايد حالات الناسور.
وتشير دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 80 في المئة من حالات ناسور الولادة في أفريقيا جنوب الصحراء تعود إلى الولادات المنزلية بدون إشراف طبي. وتسلط هذه الدراسة الضوء على الدور المحوري للرعاية الصحية المتخصصة في الوقاية من الناسور
