وتتضمن التمارين المناسبة “ممارسة 150 دقيقة أسبوعيا من التمارين الرياضية متوسطة الشدة، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات أو حتى البستنة، مع التدرج في المدة للمبتدئين”. أما الأشخاص النشطون فيُنصحون بـ75 دقيقة أسبوعيا من التمارين عالية الشدة، كالجري أو السباحة. كما تساعد تمارين تقوية العضلات، سواء باستخدام الأثقال أو الأنشطة اليومية مثل حمل الحقائب الثقيلة، في تقليل المخاطر.
وتوصي مؤسسة سرطان البروستاتا باستشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج رياضي جديد، خاصة لمن يعانون أمراضا مزمنة مثل أمراض القلب أو الرئة أو مشاكل المفاصل.
ويرتبط خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بعوامل مختلفة تشمل: العمر والتاريخ العائلي والعرق. ويبدأ الخطر بالارتفاع بعد سن 50 عاما، وينخفض العمر إلى 45 عاما في حال وجود عوامل إضافية مثل البشرة السوداء أو وجود أقارب مصابين.
وتدعو جمعية سرطان البروستات في المملكة المتحدة إلى مراجعة الطبيب في حال وجود عوامل خطر أو ظهور أعراض، لإجراء التقييمات والفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن المرض.
بدورها أكدت جمعية مساعدة مرضى السرطان الألمانية أن ممارسة الرياضة تحظى بأهمية كبيرة لمرضى السرطان، إذ إنها تعمل على تحسين الحالة الصحية للجسد والنفس على حد سواء.
ممارسة تمارين تقوية العضلات تسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية لمرضى السرطان وتقوية العظام والأربطة لديهم
وأوضحت الجمعية أن ممارسة تمارين تقوية العضلات تسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية لمرضى السرطان وتقوية العظام والأربطة والأوتار لديهم، في حين تعمل ممارسة رياضات قوة التحمل، مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجة الهوائية، على تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
وأضافت الجمعية أن ممارسة الرياضة تعمل أيضا على تحسين الحالة النفسية والمزاجية لدى مرضى السرطان، كونها تعد سلاحا فعالا لمحاربة الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي.
ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة، أوصت الجمعية مرضى السرطان بالجمع بين تمارين تقوية العضلات ورياضات قوة التحمل، مشيرة إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب ممارسة الرياضة بمعدل 3 مرات في الأسبوع لمدة 60 دقيقة في المرة، أو بمعدل 5 إلى 6 مرات أسبوعيا لمدة 15 إلى 30 دقيقة في المرة.
ومن المهم أيضا اتباع برنامج تدريبي معتدل ومصمم وفق القدرات الفردية للمريض. ومن الضروري أيضا اتباع نظام غذائي مصمم بصفة خاصة للبرنامج الرياضي حتى لا يُرهق الجسم.
وثبت أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها تأثير كبير على مستويات الهرمونات في الجسم، بما في ذلك هرمون الإستروجين، المرتبط بأنواع معينة من السرطان. وهرمون الإستروجين هو هرمون يلعب دورا حاسما في تطور ونمو أنسجة الثدي والرحم. ويمكن أن تزيد المستويات المفرطة من هرمون الإستروجين من خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالهرمونات، مثل سرطان الثدي وبطانة الرحم.
ويساعد الانخراط في النشاط البدني المنتظم على تنظيم مستويات الهرمون، بما في ذلك هرمون الإستروجين، بعدة طرق. أولا، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تقليل الدهون الكلية في الجسم، حيث إن الدهون الزائدة في الجسم هي مصدر لإنتاج هرمون الإستروجين. ومن خلال الحفاظ على وزن صحي بممارسة الرياضة، يمكن للجسم خفض مستويات هرمون الإستروجين وتقليل خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالهرمونات.
كما يمكن أن تؤدي التمارين أيضا إلى تحسين حساسية الأنسولين وتقليل مستويات الأنسولين في الجسم. الأنسولين هو هرمون ينظم مستويات السكر في الدم، ولكن المستويات العالية من الأنسولين يمكن أن تحفز نمو بعض الخلايا السرطانية. من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يصبح الجسم أكثر كفاءة في استخدام الأنسولين، مما قد يساعد على خفض مستويات الأنسولين وتقليل خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالأنسولين.
وثبت أن التمارين الرياضية لها تأثير إيجابي على إنتاج واستقلاب الهرمونات الأخرى، مثل الكورتيزول والأدرينالين. وتشارك هذه الهرمونات في استجابة الجسم للإجهاد، ويمكن للإجهاد المزمن أن يعطل توازن الهرمونات ويساهم في تطور السرطان. كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد على تقليل مستويات التوتر وتعزيز التوازن الهرموني الصحي
.
