الشر في الأيام الأخيرة!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54982
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الشر في الأيام الأخيرة!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس
ص 3


ولكن اعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة
لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين
بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح
خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله
لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء
فإنه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت، ويسبون نسيات محملات خطايا، منساقات بشهوات مختلفة
يتعلمن في كل حين، ولا يستطعن أن يقبلن إلى معرفة الحق أبدا
وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء أيضا يقاومون الحق. أناس فاسدة أذهانهم ، ومن جهة الإيمان مرفوضون
لكنهم لا يتقدمون أكثر، لأن حمقهم سيكون واضحا للجميع، كما كان حمق ذينك أيضاً.

الشرح
إذ تحدث عن المباحثات الغبية والمفسدة بدأ يتحدث عن الضلال خاصة من جهة السلوك، فغالبًا ما ترتبط الهرطقات والبدع بالحياة الشريرة، إذ هي في جوهرنا تقوم على حب الأنا والمجد الباطل وحب الانشقاق، فيتلاحم الفكر المنحرف عن الحق بالسلوك الشرير.
ولكن اعلم هذا:
أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة.
لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم.
يقصد بالأزمنة الأخيرة بعد مجيء الابن الكلمة المتجسد، فإن كان في ملء الزمان تقدم الله بإعلان الحب بتحقيق خلاصنا خلال صليب ابنه، فإن الشيطان بدوره يثير العاملين لحسابه لمقاومة الحق. إنها أزمنة النعمة بالنسبة للمؤمنين، وأزمنة صعبة بالنسبة للمخدوعين بحيل إبليس وأضاليله.

على أي الأحوال في كل عصر يعلن الله محبته، وفي نفس الوقت يثير إبليس أتباعه للتضليل، وقد قدم الرسول بولس مثالًا بعصر موسى النبي، إذ يقول: وكما قاوم يَنِّيس وَيَمْبِرِيس موسى، كذلك هؤلاء أيضًا يقاومون الحق، أناس فاسدة أذهانهم، ومن جهة الإيمان مرفوضون. إذن فالعيب ليس في الزمان، وإنما في قلب الإنسان الشرير. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: لا تُلِم الأيام والأزمنة بل الناس عبر الأزمنة، فقد اعتدنا الحديث عن أزمنة صالحة وأزمنة شريرة، وذلك خلال الأحداث التي تحدث لنا بواسطة الناس.
أما جذر الشر وأساسه فهو الأنا أي محبة الإنسان لذاته، فيتقوقع حولها ويقيمها إلهًا له، يود أن الكل يخدمها عوضًا عن أن يخدم الآخرين، فيضر نفسه وهو لا يدري. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: من يهتم بأمور الآخرين إنما يهتم بشئونه الخاصة... ومن يستهين بأمورإخوته يهمل ما يخصه هو. فإن كنا أعضاء الواحد للآخر، فإن نفع أخينا لا يعود عليه وحده، إنما يعود على الجسد كله، والضرر الذي يصيب أخانا لا يقف عنده وحده، إنما يصيب بقية الجسد بالآلام. هكذا في الكنيسة إن كنت تستخف بقريبك إنما تضر نفسك. و أيضًا يعلق على كلمات الرسول: لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم.
لاحظ القديس يوحنا الذهبي الفم في تعليقه على العبارات السابقة أن كل خطية تنتج الخطية التالية لها، إذ يقول: تصدر محبة المال عن محبة الإنسان لذاته... وعن محبة المال تنبع محبة العظمة، وعن حب العظمة الكبرياء، وعن الكبرياء التجديف، وعن التجديف التحدي وعدم الطاعة... فمن يتكبر على الناس يتكبر على الله بسهولة. هكذا تتولد الخطايا وترتفع من أسفل إلى أعلى، فمن يكون تقيًا في تعامله مع الناس يكون هكذا بالأكثر مع الله. ومن يكون وديعًا مع العبيد زملائه يكون بالأكثر وديعًا مع سيده. إذ يحتقر العبد زميله ينتهي به الأمر إلى احتقار الله نفسه. إذن ليتنا لا نحتقر بعضنا البعض، لأن هذه خبرة شريرة تُعلِّمنا احتقار الله. هكذا لاحظ القديس أن الخطايا بدأت موجهة ضد الناس وانتهت موجهة ضد الله نفسه.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: الشر في الأيام الأخيرة!

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

أما جذر الشر وأساسه فهو الأنا
إذن ليتنا لا نحتقر بعضنا البعض

{ إذن فالعيب ليس في الزمان،وإنما في قلب الإنسان الشرير }
[/size]

شكراً لك شمّاس على ماتقدمت به ، هذه هي الحقيقة والكلام السليم .
ومن يقول غير ذلك ، يضحك على نفسه .
تقبّل تحيّاتي
وفقك المولى .
فريد
[/size]
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“