الروح وليس الحرف!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54970
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الروح وليس الحرف!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

يركز القديس بولس الرسول على عبارتين: السلوك حسب الروح، والاهتمام بالروح (رو1:8،6).
ولا شك أن المتهمين بالروح، يهتمون بالروح في سلوكهم بروح الوصية، وليس بحرفيتها.
وذلك لآن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى (2كو6:3). وهكذا يقول الرسول في نفس الآية:
جعلنا خدام عهد جديد: لا الحرف، بل الروح.
الذي يسلك بالحرف، هو إنسان فريسي أو ناموسى..
مثل اليهود في موقفهم في وصية حفظ السبت!
الفريسيون كانوا يتمسكون بالحرف، كما فعلوا مع الرب في وصية السبت مثلًا. حتى أنه حينما منح البصر للمولود أعمى، وكان ذلك في يوم سبت، قالوا هذا الإنسان ليس من الله، لأنه يحفظ السبت.(يو16:9)، وقالوا للمولود أعمى أعط مجدًا لله. نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ (يو24:9).
ولما شفى المسيح له المجد مريض بيت حسدا، بعد مرضه 38 عامًا، يقول الكتاب إن اليهود: كانوا يطلبون أن يقتلوه، لأنه فعل ذلك في يوم السبت (يو16:5).
إنه الحرف الذي يقتل، لأنه يدل على عدم فهم لروحانية الوصية.
كيف يسلك بالروح إذن؟
السجود:‏ الإنسان الروحي لا يدخل في حرفية السجود، إنما في روحه، فليس السجود مجرد انحناء الجسد إلى الأرض، إنما أيضاً انحناء الروح مع الجسد، فلا يقتصر الأمر على خشوع الجسد، إنما أيضاً خشوع الروح. والذي يكتفي بمجرد حرفية المعني من السجود دون روحه، لا يكتسب خشوعاً لا في الجسد ولا في الروح، وأنت يا أخي حينما تسجد أمام الله ليكن في قلبك وذهنك الشعور بأنك تراب ورماد، تنحني أمام خالقك الذي صنعك ومنحك هذا الجسد الذي تسجد به‏.
الصلاة: حرفياً يظنها البعض أنها الحديث مع الله، ولكن ما هي الصلاة الروحية؟ من واقع عبارة الصلاة واضح أن معناها الصلة بالله، وقد يصلي إنسان، أو يظن أنه يصلي، بينما لا توجد هذه الصلة بينه وبين الله‏!!‏ إنه يكلم الله بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنه بعيدا‏!‏ والله يريد القلب قبل كل شيء، أتظن يا أخي أنك تصلي، بأنك تحرك شفتيك أمام الله؟‏!‏ بينما تكون الصلاة بلا روح، ولا مشاعر، ولا خشوع، ولا اتضاع، وربما لا تعني عمق ما فيها من ألفاظ، أتريد أن ترضي ضميرك من جهة الصلاة، حتى ولو كانت هكذا؟ أم تصلي بروحك، وتصلي بذهنك، وتقصد كل كلمة تقولها في صلاتك، صدق أحد الآباء الكبار حينما قال عن مثل تلك الصلاة التي بلا روح‏:‏ إذا حوربت بمثل هذه الصلاة، فقل لنفسك‏:‏ أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظا‏!!
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
marta
عضو
عضو
مشاركات: 289
اشترك في: الاثنين مارس 04, 2013 7:35 pm

Re: الروح وليس الحرف!

مشاركة بواسطة marta »

لأن كثيرين يهمهم أن يطيلوا الصلاة بغير فهم، ويفرحوا بهذا! دون أن يدخلوا في عمق المعاني التي في ألفاظ الصلاة، وبالمثل يفعلون ذلك في كل التراتيل والتسابيح، المهم عندهم هو الحرف وليس الروح، وتستريح ضمائرهم لأنهم قاموا بواجبهم الروحي في العبادة، بينما لم تصعد تلك الصلوات إلي الله، ولا تلك التسابيح، لأنه في كل ذلك لم تكن هناك صلة بينهم وبين ربهم، ولم تشترك الروح ولا القلب في أثناء الصلاة.شكرأ لك ملفونو اسحاق على هذا الموضوع الرائع دمت بالف خير
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“