الفلبين.. ما قصة رجال الأسماك في الغوص تحت الماء؟

[إسحق القس افرام]

يشربون رشفة من الماء المالح، ثم يغوصون لساعات طويلة تحت الماء، دون الحصول على دقيقة للتنفس في الهواء.. إنهم رجال الأسماك أو أفراد قبيلة من مقاطعة فلبينية معزولة عن العالم، أتقنوا العيش فوق وتحت مياه البحر.
يتعلّم أطفال قبيلة بادجاو الغوص الحر منذ ولادتهم، وفقاً لما ذكره زعيم القبيلة سانتاراوي لاليسان، (85 عاماً)، خلال حديثه عن رحلة إتقان شعبه لفن الغوص الحر على مدى أجيال طويلة جداً. وكان في شبابه يصمد لساعات تحت الماء، لكن مع تقدمه بالعمر لم يعد يصمد لأكثر من 5 دقائق متواصلة.
وتعلّم فلاليسان نون الغوص من والده، حتى أصبح محترفاً، ويجد في البحر كل ما يحتاجه ليعيش من الشعاب المرجانية والصخور والأسماك.
وليتمكن من الصمود لوقت طويل تحت الماء، يرتشف القليل من الماء المالح ليشعر بالانسجام مع البحر، ثم يغوص.
كذلك تعلّم قروي آخر فن الغوص عن والده، وورث منه السهم والنظارات الخشبية لمواصلة تقاليد الصيد، الذي يعتبره رابطاً مقدساً يستعيدون معه لحظات وثيقه مع أسلافهم وآبائهم، الذين صنعوا مجدهم.
طفرة نادرة في الطحال
فيما يرجح البعض أن سر قدرة شعب الـبادجاو على حبس أنفاسه لساعات طويلة إلى التدريب المتكرر، أرجع الباحثون السبب إلى طفرة فريدة في الطحال، تجعل دمهم قادراً على حمل كميات كبيرة من الأوكسجين، حسب صحيفة ديلي ستار.
وتضم قرية بادجاو منازل قائمة على ركائز خشبية متينة، تربط بينها جسور من الخيزران والأخشاب الطافية المتهالكة. ولكن يعرف السكان المحليون بالضبط أين يسيرون لمنع أنفسهم من السقوط، ولكن حتى لو سقطوا فهذا ليس مهماً، لأن أطفال بادجاو يتعلمون السباحة مع تعلمهم المشي.