من العادات السيّئة والقبيحة في المهجر .. حنا لبيب

[حنا خوري]

من العادات السيّئة والقبيحة في المهجر

بقلم ... حنا لبيب خوري

ذهبنا اليوم انا وزوجتي لمراجعة مكتب لعدة أطباء اخصّائيين وجلسنا في غرفة الأنتظار لحين مناداتنا وبدأنا ومن باب الغلاظة انا وهي نقيّم كل من يدخل لغرفة الأنتظار هذه والتعليق الهادئ والنقد للموقف اذا استطعنا لنقتل الوقت ونحاول ان نقول كلمة في خلاصة شخصيته او رغباته ..
فبعضهم مجرد دخوله يتهالك على اقرب كرسي حتى لو كان بين امرأتين وآخر يخطف له مجلة وأكتشف انا انه لا يفقه غير حل الكلمات المتقاطعة فقط وذاك يجلس ويبدأ بجولة عامة في عينيه ويدقق بوجه كل شخص .. وتلك توزّع نظرها هنا وهناك تأمل ان يسوقها موضوع لتدخل على الخط .. وهكذا .
وأقبل زوجان رجل وامرأة بلغا الثمانين من العمر بصحة جيدة وقفا برهة في المدخل وبعد ان قرّرا الجلوس اتّجها لمقعدين فارغين . هنا انتظر الرجل العجوز حتى خلعت زوجته جاكيتها فتناوله الملفونو منها بكل احترام كأنه نادل في احد المطاعم وذهب وتناول علاقة ثياب وعلّقه في المكان المخصص وعاد الى مجموعة المجلات والجرائد وناولها ما قالت له بكل تقدير مع ابتسامة وكلمة حب خفيفة ثم جلس مخرجا كتابا كان في محفظته الصغيرة وبعد ان اطمأن على جلستها وراحتها اخذ نظرة عامة فينا وبدأ ثقافته ومطالعته .
بلغا الثمانين من العمر وترى المحبة والمودّة تسيل من نظراتهم وكلماتهم لبعض .. وهنا تذكّرنا انا وزوجتي مجتمعنا وأخلاقنا وبدأنا نقارنها مع هذا المشهد الغريب على ثقافتنا . فشعبنا عندما يهاجر ويأتي الى اوروبا لا يفقه من الحضارة الا ان يترك زوجته ام اولاده بعد كذا عقد من الحياة الزوجية ... فقد قال لي اكثر من رجل دين ان كل مطران لديه ما لايقل عن 1000 دعوى طلاق .... اقول هنا لماذا ؟؟؟ اخشى ان يكون هذا العمل من الغرب على امتنا او شعبنا ؟؟؟
على علمي ان ديننا المسيحي وحسب طقوس الزواج ان من اجبروه او من اجبروها الأهل على الزواج عنوة تستطيع في باب الكنيسة وأمام الكاهن تقول او يقول لا وألف لا وتنتهي الحفلة كلها .
فالكنيسة هي عبارة عن شاهد لا اكثر على ان هذين العريسين قررا ان يعيشا سوية على السرّاء والضرّاء والفقر والنقر والغنى والعوز .
نعم بعد ثلاثين سنة واربعين سنة احيانا ومتى ابتسم لهم القدر ووصلوا الى السويد او المانيا او هولندا او بلجيقا فمن الحضارة الأوربية ان يفكر احدهم بترك الآخر .
حقا انه فرق شاسع بين اخلاقياتنا والغرب ومستوى تمسكنا بالدين والضياع الموجود في الهجرة فعندنا الدين والتمسك بالعادات المسيحية بينما هنا الأنفلات والرزيلة وعدم وجود قيم و ... و ... و ... والله أعلم
خرجنا بقناعة انا وزوجتي بأن ما شاهدناه بالفعل منظر مسيء ومشهد مقرف للنظر .... شرقيا !!!!
ولـــــذلك وضعت هذا البند في خـــانة ـــ المناظر المقرفـــة ـــ

[فريد توما مراد]

أخي وعزيزي أبو لبيب .
ربما لم أستوعب المضمون بشكل جيد
لهذا أرجو أن تأخذني على قد فهمي
وتتكرَّم وتوضح لي لماذا وضعتم المشهد
في خانة ( المناظرالمقرفة ) ؟
أهذا المشهد أقبح ، أم الطلاقات التي
نوَّهت عنها في سردك للقصّة ؟
وكما قلتُ في البداية ، ربما لم أستوعب
الفكرة بشكل جيّد .
لكَ أجمل التحيّات .
فريد

[/size]

[حنا خوري]

اخي وحبيبي ابو بولص
انا من طبيعتي ومن اول يوم في حياتي تعرّفتُ على الحياة الثقافية ... فُتنتُ بالأدب الساخر وكل مؤَلَّف يحوي بين سطوره معنى خفي وظاهره عادي ... وأعتقد جازما انّكم فهمتم القصد من وضع اكتشافي لظاهرة المحبّة الدائمة بين الرجل والمرأة مدى الحياة ... في مجتمعاتنا الشرقية الراقية هي استحياءا من عيب المجتمع ولذلك لا ترى انفصالات كثيرة بين الرجل والمرأة هناك في بلادنا ... ولكن بعد ان يأتون الى هنا .. فلا يلتفتوا الى النواحي الحضارية الاّ الى هذه الظاهرة وهو الأنفصال ولذلك تراها منتشرة بين جماعتنا ومعارفنا ... بينما ظاهرة كالتي شاهدتُها بين هذا الشيخ وزوجته ... أكيد هي من المشاهد المقرفة حسب حضارتنا نحن الشرق اوسطيين ..

وهذا كان قصدي من تسمية هذه الظاهرة انها من المظاهر القبيحة

اشكرك حبيبي ووو
بركة عزرت آزخ معك

[إسحق القس افرام]

[حنا خوري]

حبيبي الغالي ومدير الموقع أســـــــــــــــحق

ف بختك وقعتو ... لا تكبّر ف راسي ... أخاف لا يقوووول بلاق
العفو حبيبي انا لا ارتدي لباسا شاذا على شخصيتي ... بأن أدّعي الهداية او التشدّد بقيمنا الشرقية .. فاترك هذه الأمور الأخلاقية لكنيستنا التي على كاهلها ان تقوم بتربية الأجيال الفتيّة وتُرسّخ فيهم قيمنا وعاداتنا المسيحية الجميلة وهي هنا في اوروبا كثيرة وممتازة .. وبالأضافة الى التشبّث بتراثنا الأجتماعي المسيحي حبّذا ان يقوم رجال الدين ان يشرحوا للأجيال التي ستنمو وتعيش هنا ان يشرحوا لهم التقاليد والأخلاق والمزايا العديدة التي هنا في المجتمع الغربي وتنقصنا نحن الشرقيين
ولذلك تراني حبيبي انني وصمتُ هذا التصرّف الذي صدر من هذا الشيخ .. أنّه شاذ وقبيح .. بالنسبة الى ما قد عشناه هنا من عادات بأن عليه ان يكون مفصولا عن زوجته كما فلان من جماعتنا .. وكان المفروض ان يكون في واد وزوجته في واد آخر

اشكر مرورك الجميل حبيبي ووو
بركة عزرت آزخ معك