لاتحبوا العالم!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54982
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

لاتحبوا العالم!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

رسالة يوحنا الرسول الأولى
الأصحاح 2
܀ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب
لأن كل ما في العالم : شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم
والعالم يمضي وشهوته ، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له كل المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
܀ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب.
لا تحبوا العالم ليس المقصود أن لا نحب الناس فهذا ضد ما ينادى به الكتاب المقدس. وليس المقصود أن لا نحب الطبيعة الجميلة التي نسبح الله عليها لكن المقصود :
1. العالم الشرير الذى يخلو من الله.
2. أن لا نحب أحداً أكثر من الله من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى... (مت37:10).
ولا الأشياء التي في العالم الله خلق العالم والأشياء التي فيه لنستعملها فمن يتعلق بالأشياء التى فى العالم، ويخلو قلبه من محبة الله يكون كزوجة تتعلق بهدايا زوجها ولا تحبه هو لشخصه.
إذن المطلوب أن لا يجعل المرء قلبه على الأمور الزمنية، ولا يتعلق بما هو فانى وباطل تاركاً الله. الله خلق العالم لنستعمله لا لنعبده ويكون هو هدفنا، نحزن إن خسرناه وننتفخ لو حصلنا على الكثير منه. من يحب العالم هكذا لن يكون فى قلبه متسع لكى يحب الله، لذلك قيل أن محبة العالم عداوة لله (يع4:4). بل لا يستطيع إنسان أن يحب الحق (الله) والباطل (العالم) معاً إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب.

بل الله يقول يا إبنى إعطنى قلبك ومن يستطيع أن يفعل ويحب الله من كل قلبه سيملأ الفرح قلبه. أما الذى قلبه منقسم بين محبة الله ومحبة العالم فلن يعرف الفرح. بل إن محبة العالم تدفع الناس للصراع حتى يحصلوا على أكبر نصيب منه. أما من يحب الله فلن يسقط فى هذا الصراع، بل ستكون له القناعة إذ هو شبعان بالله (فى4 :11، 12). علينا أن نشعر أن الله يعطينا أفضل شىء يوصلنا للسماء.

وفضلاً عن أن محبة العالم ستشغلنا عن محبة الله، فإننا نرى فى الأية القادمة لماذا لا يجب أن نحب العالم.
܀ لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم
شهوة الجسد شهوة الجنس والأكل. هذا إنسان لا تحركه سوى حواسه وغرائزه.
شهوة العيون كل ما تراه العيون تشتهيه، حب إقتناء وحسد الغير.
تعظم المعيشة عدم قناعة الإنسان بوضعه، دائماً يطلب الرفاهية الزائدة ويطلب مديح الناس والشهرة.
ولقد جرب عدو الخير السيد المسيح فى هذه الأمور الثلاثة.
شهوة الجسد إرضاء الرغبة الجسدية وإشباعها تحويل الحجارة إلى خبز.
شهوة العيون أراه كل ممالك العالم ومجدها ليشتهيها.
تعظم المعيشة شهوة ما ليس في إستطاعة البشر كعمل المعجزات إطرح نفسك فلا يصطدم بحجر رجلك هذه معجزة باهرة حينما يراها الناس لابد سيؤمنوا، لكن المسيح رفض وإختار الصليب.
وبنفس الأسلوب جرب عدو الخير أبوينا الأولين آدم وحواء.
شهوة الجسد رأت حواء الشجرة جيدة للأكل.
شهوة النظر رأت حواء الشجرة بهجة للنظر.
تعظم المعيشة أرادت الأكل من الشجرة لتصبح كالله عارفة الخير والشر.
مرة أخرى الله خلق العالم لنستعمله، والله لا يحزن ولا يغضب إن أكلنا وشربنا ولبسنا مما أعطاه لنا، ولكن الله لا يريد لنا أن ننشغل عنه بما أعطاه لنا، الله لا يريد أن نفرغ قلوبنا من محبته لنحب ما أعطاه لنا.
المسيح صار زمنياً (دخل فى الجسد) ليجعلنا نحن الزمنيين، أبديين. . . فلماذا نصر أن نبقى زمنيين (أى متعلقين بالعالم).
فلنستعمل العالم شاكرين الله على عطيته قانعين بما أعطاه وقسمه لنا.

. والعالم يمضي وشهوته ، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد
العالم يمضى فكل شىء مصيره الفناء، فلماذا نتمسك بهذا الفانى. أما الذى يصنع مشيئة الله أى يحب الله ويعطى كل قلبه لله، ويطيع الله الذى أحبه فيثبت إلى الأبد يجد لذته في الله للأبد، ويثبت في المسيح أي يثبت في حياة أبدية. كأن الرسول يوجه سؤالاً لنا. هل تريد أن تصبح أبدياً أم أن تظل زمنياً. ولاحظ أن الرسول لم يقل وأما الذى يحب الله فيثبت. لأن من يحب الله سيصنع مشيئته (يو14 :21 ، 23).
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين


آخر رفع بواسطة إسحق القس افرام في الأربعاء ديسمبر 04, 2013 5:41 pm
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“