العذراء وهارون الرشيد

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 17070
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

العذراء وهارون الرشيد

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

مريم العذراء و هارون الرشيد :mary:
فى زمان خلافة هارون الرشيد حكم مصر والى ظالم إضطهد المسيحيين و أذاقهم ألوان العذاب، و أمر بهدم الكنائس. فأرسل قواداً من أعوانه لكل مكان و معهم أومر مشددة من الخليفة بهدم كل كنيسة فى طريقهم، و استمروا على هذه الحال ينتقلون من بلد لأخرى حتى وصلوا مدينة تسمى أتريب، و كان بها كنيسة على إسم السيدة العذراء، و كانت مبنية بناء فاخر، و بها أعمدة من الرخام، و مغشاة بالذهب – و ما أن شعر كاهن الكنيسة بوصولهم حتى دخل الكنيسة و صلى صلاة حارة بدموع، و طلب من السيدة العذراء صاحبة البيعة أن تعينه فى تلك الساعة الرهيبة. ثم خرج إلى الأمير و أتى به إلى الكنيسة و أراه ما بها من نفائس، و ذهب و أراه أيضاً أيقونة السيدة العذراء و قال للأمير: إمهلنى ثلاثة أيام حتى آتيك بأمر الخليفة الرشيد بإعفاء هذه البيعة من الهدم. فضحك الأمير قائلاً : إن الخليفة فى بغداد، و بيننا و بينه سفر لا يقل عن شهرين، فكيف تقول أنت إنك تأتى منه بأمر بعد ثلاثة ايام؟ هذا ليس بمعقول. فقال الكاهن: إنى بكل تأكيد سأحصل على هذا الأمر، حتى و لو كان الخليفة أبعد من هذه ، و إنى فى هذه الثلاثة أيام ملزم بنفقات إقامتك أنت و من معك. و أخرج الكاهن من جيبه 300 دينار و سلمها للأمير. و بعد إلحاح شديد رأى الأمير أن يمهل الكاهن هذه الأيام الثلاثة قائلاً له: إعلم تماماً إنه لابد من أن تهدم هذه الكنيسة بعد ثلاثة أيام. فأجاب الكاهن: إن لى الأمل العظيم فى أن السيدة العذراء التى حلت الحديد و خلصت متياس قادرة على أن تمنع عنا تهديدك هذا و هى تحامى عن بيعتها.
ثم هرع الكاهن إلى حيث أيقونة السيدة العذراء و جثا أمامها و صلى بحرارة قائلاً
: غيثينا أيتها الطاهرة و لا تجعلى أعداءنا يشمتون فينا، و إن كنا قد أخطأنا فسامحينا. و إننا قد ألقينا هذا العبء الثقيل عليكِ فإسألى ابنك عنا. فهذا هو الوقت الذى تظهر فيه قوتك العظيمة، فإسرعى يا سيدتى لنجدتنا، و كيف يمكن أن نصير عاراً بين البشر و أنتِ معنا يا أم الله! و هكذا أخذ الكاهن يصلى و دموعه تسيل و هو لم يذق طعاماً حتى خارت قواه و هو مازال متمسكاً بإيمانه و رجائه.
فنطقت العذراء من الأيقونة قائلة: أنا العذراء المعينة لكم، لا تخافوا من تهديد الأمير فقد عملت لك كل ما طلبت و سوف يأتيه الأمر بالعفو عن هذه البيعة من رئيسه الأعلى فى الحال.
و فى أثناء صلاة الكاهن و كان ليلاً، كان الخليفة نائماً فى بغداد، فإذ به يرى نوراً ساطعاً فإستيقظ من نومه مرتعداً فرأى العذراء والدة القدير، فإضطرب لساعته و فزع جداً من منظرها المهيب فقالت له: أنا مريم أم يسوع الذى فعلت معه كل هذه الشرور و دبرت حيلك و أمرت بهدم الكنائس، فكيف تنام هادىء البال و بسببك أصبح المسيحيون فى كل مكان فى اشقى حال؟ أنا العذراء أم الإله الذى بأرادته أعطاك هذه السلطان، فإرجع و تب عن أعمالك و أخش الله و إلا سيكون لك عذاب أليم و تقاسى شداد مٌرة، و أتعاباً كثيرة حتى تشتهى موتك. فإرتجف الخليفة و أجاب قائلاً: كل ما تريدينه يا مولاتى أفعله لكِ، و لا تؤذيننى يا سيدتى. فقالت: أريد أن تكتب حالاً مرسوماً بخط يدك و تختمه بخاتمك و ترسله لأعوانك الذين فى إتريب ليصلهم اليوم و يمنعهم من تخريب الكنائس و الإعتداء على المسيحيين. فقال لها الخليفة: و كيف يصل اليوم، هذا لا يمكن لا بالبحر و لا بالبر. فأجابته: إكتب أنت المرسوم، و بعون الله سوف يكون فى يد الأمير قبل أن يقوم من نومه. فإرتعد الخليفة من هذا السلطان الذى كانت تكلمه به، و كتب بيده مرسوماً إلى الأمير الذى فى أتريب:
"أنا الخليفة هارون الرشيد أكتب بيدى هذا المرسوم ، إسرعوا بالحضور حالاً و لا تتعرضوا للمسيحيين فى هدم كنائسهم ".
ثم ختم خطابه و بهت متحيراً ماذا سيحدث بعد ذلك. و إذ بطائر له منقار أتى و خطف الخطاب من يده و طار بسرعة ثم إختفت العذراء من أمامه، و بعد برهة وجيزة كان الطائر فى مدينة أتريب و جاء حيث كان الأمير جالساً و رمى الخطاب عليه و طار.
فتح الأمير الخطاب و هو مذهول، و إذا به من الرشيد يأمره بضرورة العودة فى الحال. قرأه مرة و أعاد قراءته، ثم أمعن النظر فى الختم و فى خط الرسالة فإذا به كله من الرشيد، فتعجب و تحير و لكنه ارتاب، فأرسل للكاهن ليحضر بسرعة و قال له: إخبرنى ماذا فعلت، و من خلصك هذا الخلاص العجيب و أتى لك بهذا العفو الشامل؟
حينئذ أجابه الكاهن بملء الإيمان و بقلب مملوء إبتهاجاً: إن هذا ليس عمل إنسان منظور، بل إنه فعل أم النور والدة الإله التى تسهل لنا كل طريق، و تحمل عنا كل ثقل. ثم قص عليه الكاهن صلاته و استجابتها من الأيقونة فبهت الأمير و آمن بالسيد المسيح، و دخل إلى الكنيسة و قبَل أيقونة السيدة العذراء و تضرع إليها لكى تسمع له هو أيضاً و تحرسه فى سفره. ثم أخرج الأمير الثلثمائة دينار التى أعطاها له الكاهن و ردها له، و أعطاه عليها مئة دينار أخرى كتذكار. ثم قام مسرعاً و ترك الكنائس و ذهب إلى بغداد حيث قابل الخليفة فوجده متحيراً. و بعد تبادل السلام سأل الأمير فوراً: يا مولانا جاءتنا منك رسالة فهل هذا صحيح أم تزوير؟ قال له الخليفة: إن الرسالة منى، و لكن إعلمنى سريعاً عما جرى لك. فقص الأمير على الخليفة كل ما رآه فى مدينة أتريب، و قصة الكاهن و الخطاب و الطائر. فقام الخليفة فى الحال و قال: سوف نبنى كنيسة للمسيحيين على اسم السيدة العذراء لتكون عونى فى حياتى و تخلصنى من كل الشرور المحيطة بى، و تكون هذه الكنيسة أفخر من سائر المعابد التى رأيناها فى حياتنا.
و فعلا بدأوا بإجتهاد فى بناء الكنيسة و وضعوا بها نفائس كثيرة و أيضاً أيقونة للسيدة العذراء. و هناك فى تلك البيعة الجديدة إجتمع المسيحيون المشتتون.. إجتمع المسيحيون المعذبون المضطهدون للصلاة بفرح و تهليل بعد أن كانوا فى زوايا الأرض و كهوفها و مغاورها مختبئين خائفين من هول ما وقع عليهم من العذاب.
و هكذا بفضل شفاعة العذراء إنتصرت المسيحية و ارتفعت راية الصليب و بطلت مشورة المعاندين>
بركة امنا الطاهره مريم تكون مع جميعنا
:manqol:
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: العذراء وهارون الرشيد

مشاركة بواسطة ابن السريان »

ميلاد مجيد وعام سعيد
أشكرك أختي الغالية على نقل هذه القصة الواقعية الرائعة
أجل أمنا الطاهرة وربنا له المجد لن يتخلوا عنا أبداً
لنصلي بحرارة قائلين : غيثينا أيتها الطاهرة و لا تجعلى أعداءنا يشمتون فينا، و إن كنا قد أخطأنا فسامحينا. و إننا قد ألقينا هذا العبء الثقيل عليكِ فإسألى ابنك عنا. فهذا هو الوقت الذى تظهر فيه قوتك العظيمة، فإسرعى يا سيدتى لنجدتنا، و كيف يمكن أن نصير عاراً بين البشر و أنتِ معنا يا أم الله! ليحمي الرب بشفاعة أمه الطاهرة سورية ويعيد لها الأمن والسلام ويحمي أهلنا وأخوتنا السوريين
بركة الرب معك

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 17070
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: العذراء وهارون الرشيد

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

أسعدني مرورك وسعدت أكثر بتحديدك الصلاة باللون الاحمر
:tawdee: ابن السريان
وكل عام وأنت بخير
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“