يا دمشق ... بقلم حنا لبيب خوري

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
حنا خوري
عضو
عضو
مشاركات: 1252
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 2:39 pm

يا دمشق ... بقلم حنا لبيب خوري

مشاركة بواسطة حنا خوري »


ومن عادتي الكريهة وحين أجلس الى تناول الغداء .. أُحبّ ان اتناوله مع كأسي على أنغام قديمة وقيّمة .. كأمّ كلثوم وفيروز . واليوم بالذات وانا أتصفّح الأنترنيت وقبل الغداء بلحظات أستوقفتني مجموعة لفيروز بحدود 47 أغنية وأغلبها من الأدب العربي ووتتغنّى بدمشق وبردى .
وبما أنّني أعيش نفسيا وعاطفيا وروحيا بالثورة التي في بلدي وعلى ضفاف بردى .. ورأس العين .. رغبتُ ان أعود الى عدة عقود من الزمن لأسمع الجميل والراقي .
نعم .... قرأتُ مجدَكِ في قلبي ... مرّ بي بردى ... والقديم من الشعر العربي

ورجعت بي الذاكرة كيف كانت هذه الأغنيات ايام معرض دمشق الدولي وكيف كانت احدى حفلات فيروز وهذه الأغاني السبب المباشر لعملية الأنفصال من دولة الوحدة .. فقد كان عدة ضبّاط في القيادة من الحضور في تلك الحفلة ومن شدّة تأثّرهم بالكلمات القومية .. خرجوا بعد الحفل مباشرة الى الأذاعة وقاموا باذاعة البلاغ رقم واحد للأنفصال وعادوا الى القطرية السورية وجمال الشخصية الدمشقية والسورية حين ذاك .
نعم كان الأدباء والشعراء العرب المسيحيون اللبنانيون هم من حافظ على اللغة العربية من التتريك والأنقراض ... ولما جاء دور الرحابنة وفيروز خلّدوا هذه الألحان والأغنيات المفعمة بالأدب العربي .
واليوم ما أسمعه في حوادث راس العين والثورة السورية ... وانا من مؤيّدي الثورة قلبا وليس بهذه الأشكاليات ... وما سمعتُه عن تلك الفصائل الغريبة التي عاثت فسادا في رأس العين ... وما يجري في القامشلي وديريك من أجواء تُخيّب الآمال في نتائج الثورة
أُريد ان أُشَدّد
على ان العنصر المسيحي هو من المكوّنات الأساسية في المجتمع الجزراوي والسوري .. ولا أُريد ان ارجع الى ما قبل آلاف السنين فتلك عادة لا أُحبّها .
ولكن اليوم وعلى أنغام فيروز وكلمات الأندلسية ... أُشيد بكافّة الفصائل المسلّحة التي لبست ثوب الثورة .. ان لا تحيد عن أهداف ثورتنا المباركة وان يعلموا ولا ينسوا ... اننا اي الشعب المسيحي والكردي والأرمني والآشوري والسرياني كلُّنا أخوة لا فرق لدينا بين مسلم ومسيحي وفيروز غنّت للشام وجبل الشيخ وبردى والأندلس وليست سلفية .
وأقف عند صديقي زهير البوش الذي كتب يقول
نناشد الجيش الحر الذي بنينا عليه آمال كبيرة في انجاح ثورتنا السورية العظيمة ان يعمل فورا لآستئصال كل الفصائل والكتائب التي تمارس سلوك خاطىء ورفعها لرايات وشعارات تتنافى مع منهج الثورة .
وأعود لأقول
يكفينا فخرا نحن هذه الأجيال اننا سمعنا أغاني ك .. رُدَّني الى بلادي لفيروز ...واننا لم نكن في أيام نبوخد نصر ... وتيمور لنك .. والمعتصم بالله ... وحتى آشور بانيبال
بل نحن من مَن كان يسمع لفيروز وام كلثوم وعبد الوهاب ووديع الصافي وفريد الأطرش وصباح فخري .

ولتبقى هذه الباقة تفوح رائحتها ..... مدى الأجيال
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ حـــدث فـــى مثـــل هـــذا الـــيوم!“