وأنا أعرفها جيّدا مدينة ترير الألمانية الواقعة في غربها والمتاخمة لأمارة اللوكسمبورغ ... أفقنا باكرا وحضنتُ أحفادي وركبنا السيارات واتّجهنا الى تلك المدينة التي تُعتبر من أقدم مدن المانيا بل أوروبا .. حيث فيها كنيسة قديمة بناها الأمبراطور قسطنطين ابن القدّيسة هيلانة . بناها بوقت تلائم مع بناء كنيسة المهد في بيت لحم ... ترير المدينة والكنيسة التي تحتفظ برداء المسيح الذي كان عليه ساعة القبض عليه وفي المحاكمة وساعات جلده ويوم حمل الصليب و مسيرته في طريق الجلجلة ليُصلب على قمّتها ... نعم ذاك الرداء الذي أقتسم عليه الجنود الذين قاموا بعملية تنفيذ حكم الصلب .. وأذكر في الستينات من القرن الماضي كنّا على موعد سنويا مع فلم الرداء للممثّل العالمي فيكتور ماتور .
نعم وصلنا الى القرب من الكنيسة .... وبعد ان دلّنا احد المتبرّعين وهم كثر في المدينة واللابسين سترات تدل على انّهم من مكتب الأستعلامات ...دلّنا على موقف للسيارات قريب .... اتّجهنا الى الكنيسة التاريخية .... وكم اندهشنا للجموع الغفيرة الموجودة والأفواج الآتية بشكل جماعات ومجموعات حاجّة لتحج الى رؤية الثوب المبارك ... وبعد ان اصطففنا مع الجموع الغفيرة ولفترة تزيد على الثلاث ساعات دخلنا تلك الكنيسة ذي الأبواب الحديدية الصنع والقديمة جدا حتى قد مال لونها الى الأخضرار ... وقد قسّموا الوافدين الى مدخلين مدخل للأفواج الجماعية ومدخل للأفراد .
وبدأنا نترافق مع مشلولين وعميان ومعاقين مع أهاليهم ونسير في مواكب متراصّة أضعاف واضعاف ما يتوافد على الأماكن المقدّسة الأيام العادية والتي زرتها انا ايضا في الستينات مع زيارة البابا الراحل بولس السادس . اجل كانت الحشود الغفيرة تتحرك ببطء شديد للدخول الى الكنيسة . وما ان دخلنا الى الكنيسة حتى بهرتنا ما تحويه من تماثيل واشياء غاية في القدم والروعة والجمال .... وبدون شعور مني وجدتُ نفسي أغرّد ببعض التراتيل الدينية السريانية والعربية ومن كان قريبا مني غمرته حلاوة نغمات تراتيلنا فعبّر اغلبهم عن سرورهم وفرحتهم بما أنشدتُ .
ونحن نقترب من صحن الكنيسة وممسك بيد حفيدتي الصغيرة المدلّلة سيلين ... ولم نشعر واذ نحن .... وجها لوجه في مواجهة الثوب المقدّس ضمن صندوق زجاجي كبير موضوع على طاولة .!!!!!!
وقفتُ معتوها ومأخوذا أحادث نفسي عن جمال وروعة وحلاوة هذا الثوب وفي لفتة سريعة الى حولي وورائي ورحل فكري الى دور الأزياء في العالم ومدى كثافة روادها ليتمتّعوا على اجمل الأزياء فيها ..... ولكن اين هم من تلك الأنامل المقدّسة للعذراء مريم حين خاطته لولدها فجماله يفوق ويفوق احلى واجمل الأزياء والشاهد هو هذه الكثافة من المعجبين .
سجدّتُ الى الأرض مقبّلا الزجاج وواضعا يدي عليه وحاملا بيدي الأخرى رزمة من الأيقونات والصلبان والسلاسل من البيت ووضعتها على الصندوق للبركة بهذا الثوب المقدّس .. قبّلتُ الصندوق عدة مرات انظر وأُمتّع عيناي بهذا الجمال ... واحادث نفسي قائلا
الله نفسه خالق الأرض والسماء وكل شيء بشخص المسيح قد لبس هذا الثوب !!! يا للروّعة ويا لروعة اللباس وقدسيته ... كم احتملتَ يا الهي من السياط من الجنود بهذا الثوب ؟؟؟!! كم قطرة دم سالت من جسمكَ القدّوس بهذا الثوب ؟؟؟!!! كم تعرّقتَ يا مسيحي وانت مرتديا هذا الثوب ؟؟!!
ومن دون شعور واحساس غصتُ في بكاء ودموع دون ارادة لجمال المشهد واصابعي تلمس كافة انحاء الصندوق وزواياه .
استغربتُ تصرّف حفيدتي الصغيرة حيث تركت يدي وبدأت تدور حول الصندوق بنظرات متسائلة وكأنّها تفتّش على شيء ما .... وهنا كان سؤالها لي الصدمة الكبيرة من الفخر لن انساه ما دمتُ حيا
قالت لي جميلتي ... جدّو هل تعلم الجزء الذي لمسته تلك المرأة من هذا الثوب كما قصصتَ علينا البارحة تلك المرأة المريضة وشُفيت من علّتها ؟؟؟؟
هنا استغربتُ سؤالها وصُدمتُ به لأني حكيتُ للعائلة عن تلك المرأة ... ولم اعرف كيف اجيب على سؤالها غير
ولماذا تسألين يا حبيبة جدّو ؟؟؟
ردت علي ... كي المسه وأشفى من هذا السعال الذي انتابني منذ يومين لتناولي كمية من الآيس كريم !!!؟؟؟؟
نظرتُ اليها بعيون الأطمئنان وشكرتُ صاحب الثوب القدوس وحمدتُه على هذا الأيمان البسيط القوي الذي زرعتُه في أفئدة أحفادي .
قبّلتُ وجنتيها وانا اجول بعيني وأفتّش عن تلك الزاوية التي لمستها تلك المرأة مع اني واثق ومؤمن ان من يضع يده على ذلك الصندوق ....
..... يبرأ من أيــــــــــــّة علّة فيه
خرجنا وانا اتمتم ...... ربي والــــــــــــــــــهي
بقلم حنا خوري
الثــــــــــوب المقدّس حنا خوري
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54795
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
Re: الثــــــــــوب المقدّس حنا خوري
مشكور أستاذي الكريم حنا على هذه القصة القصيرة الرائعة
اطلب من ربي ان يديم الصحة والعافية عليك وعلى عائلتك وعلى الحفيدة المدللة سيلين
اطلب من ربي ان يديم الصحة والعافية عليك وعلى عائلتك وعلى الحفيدة المدللة سيلين




Re: الثــــــــــوب المقدّس حنا خوري
حبيبي الغالي اســــــــــــــــحق
اخوي انا قوول نحن ايمنّا على قدنا هو مو نريد نزيدو صدقني مقد حبة خردل لخ ... جنكي مسيحنا قال من لديه ايمان بحجم حبة خردل يستطيع ان يحرّك الجبال من اماكنها ..
ولذلك اللي ف فادنا انا قوول يكفينا ش خلاص نفسنا .. ولا اعتقد ان هناك انسان باستطاعته ان يخلّص انسانا آخر .. فكل شخص مسؤول عن خلاص نفسه فقط ... طبعا هناك وسائط ومساعدات ولكن الخلاص هو بقوة وايمان الشخص نفسه .
اشكر مرورك اللي يهينك الفاد وووو
بركة عزرت آزخ معك
[/color]اخوي انا قوول نحن ايمنّا على قدنا هو مو نريد نزيدو صدقني مقد حبة خردل لخ ... جنكي مسيحنا قال من لديه ايمان بحجم حبة خردل يستطيع ان يحرّك الجبال من اماكنها ..
ولذلك اللي ف فادنا انا قوول يكفينا ش خلاص نفسنا .. ولا اعتقد ان هناك انسان باستطاعته ان يخلّص انسانا آخر .. فكل شخص مسؤول عن خلاص نفسه فقط ... طبعا هناك وسائط ومساعدات ولكن الخلاص هو بقوة وايمان الشخص نفسه .
اشكر مرورك اللي يهينك الفاد وووو
بركة عزرت آزخ معك