تعني جمعة الأربعين مرور أربعين يوماً على الصيام الذي يسبق عيد القيامة، وهو بحسب ما جاء في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح بعد أن اعتمد من عبده يوحنا، أخرجه الروح إلى البرية، وكان هناك في البرية أربعين يوماً يجربه الشيطان، وكان مع الوحوش والملائكة تخدمه، ويذكر لنا الإنجيلي متى أنه صام أربعين نهاراً وأربعين ليلةً
وعندما جاع أخيراً تقدم إليه المجرِّب وقال له
أولاً : إن كنتَ ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً (متى 4 : 3)
وقال له ثانية : إن كنت ابن الله فأطرح نفسك إلى أسفل (متى 4 : 6)
وقال له ثالثة : أعطيك هذه كلها إن خررت لي ساجداً (متى 4 : 9)، وفي كل مرة كان السيد المسيح يعطي جواباً يؤكد من خلاله أنه ابن الله، خاصة في المرة الأخيرة عندما قال له : أذهب يا شيطان (متى 4 : 10)، وعندما تركه إبليس جاءت الملائكة وكانت تخدمه. فجمعة الأربعين هي ذكرى هذه التجارب التي تقوي الصائم، وتدفعه لكي يكمل جهاده الروحي نحو حياة أفضل مع المسيح، وفيه أيضاً ذكرى جميع الموتى المؤمنين.
ترتيلة : امنح الموتى حياة
امنح الموتى حياة وانبعاثاً من رميم
وأعطهم ربي نجاة من عذاب وجحيم
فروميون: بحمد جزيل، وشكر عميم، وتكريم فائق، نتقرب منك أيها الرب غير المحدودة عظمته، والدائمة أزليته، والمستمر سلطانه، يا من أهّلتنا لنَصِلَ إلى ختام الصيام بسلام، ونستقبل آلامك المخلصة، ونبتهج بفصحك الإلهي، الصالح الذي به يليق الحمد والشكر في هذا الوقت.
سدرو: أيها المخلص الكريم، يا من صمت من أجلنا، وبصومك مهَّدت لنا سبيل الحياة، إذ غلبت الثلابّ في نهاية صومك، أهّلنا يا رب بنعمتك لمواهبك السامية وعطاياك الإلهية، ومتّعنا باللذة التي أعددتها لصانعي مشيئتك، وامنحنا الأجر الصالح الذي هيأته للأبرار والصالحين، وأهّلنا في ختام صيامنا للمحاسن الكريمة المعدة للمحسنين والغلبة التي للمجاهدين، وإلى الفرح مع أصحاب البر، وأعطنا ربنا ميراث الأبرار والوعود المقطوعة للرحماء الأسخياء، وأحصنا مع المضطهدين من أجل برك ومحبتك الذين وصلوا إلي ميناء الراحة الأبدية، وأجلسنا في الوليمة المعدة للصالحين والتي يسرّ به الحزانى والمكروبون، لكي نلهج بتمجيد اسمك القدوس مع المتزهدين والقديسين. وفي ختام صيامنا أحصنا مع الصائمين المتواضعين، وأهّلنا لنسبحك مع الملائكة الروحانيين ونفرح مع طغمات النورانيين، وهب لنا عقولاً نيّرة وأفكاراً طاهرة، لكي بألسنة شاكرة مع الأطفال الودعاء نخرج للقائك بالشعانين ونتألم معك صحبة الرسل القديسين. ومع يوسف ونيقوديموس نكّرم دفنك، ومع لص اليمين نقوم معك ونفرح بسلامك الذي أعطيته لتلاميذك، ونقتبل حلول روحك القدوس علينا، ونصعد معك إلى السماء ونجلس عن يمين أبيك، وهناك نرفع لك مجداً وشكراً ولأبيك ولروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة إنجيل متى 4 : 1 ـ 11
ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً. فَأَجَابَ مَكْتُوبٌ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ. ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لَهُ انْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ مَكْتُوبٌ أَيْضاً لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا. وَقَالَ لَهُ أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ ﭐذْهَبْ يَا شَيْطَانُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ. ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
*الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ثُمَّ صَعِدَ الرُّوحُ بِيَسُوعَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، لِيُجَرَّبَ مِنْ قِبَلِ إِبْلِيسَ. ترينا هذه التجربة من الشيطان أن الرب يسوع كان إنساناً، كما أنها أعطت الرب يسوع الفرصة لإثبات خطة الله في خدمته. كما تقدم لنا مثالاً نحتذيه عندما نتعرض لتجربة. لقد كانت تجربة يسوع هامة لأنها أثبتت أنه كامل قدوس بلا خطية، فهو يواجه التجربة ولكنه لا يستسلم لها.
أثبت توقيت التجربة أن يسوع كان حقيقة "ابن الله"، قادرا على الغلبة على الشيطان وتجاربه، فلا يمكن لشخص أن يثبت طاعته الكاملة إذا لم تواته الفرصة للعصيان. ونقرأ في سفر التثنية (8: 2) قاد الله بني إسرائيل إلى البرية ليختبر إيمانهم. أراد أن يكشف ماذا سيكون رد فعلهم، وهل سيطيعونه حقيقة أم لا. ولابد أيضاً من أن نجرب، ولأننا نعلم أن التجربة آتية، يجب أن نكون متيقظين مستعدين لها، حتى لا تغلبنا (انظر مت 26: 41). اذكر أن حقيقتك لا تظهر إلا متى تعرضت للامتحان.
لقد جرب الشيطان حواء في جنة عدن، وهنا يجرب الرب يسوع في البرية. وما الشيطان إلا ملاك ساقط، وهو حقيقة وليس رمزاً. وهو في حرب مستمرة ضد من يتبعون الله ويطيعونه. وتجارب الشيطان حقيقية، فهو يحاول دائماً أن يجعلنا نتصرف حسب هواه أو هوانا وليس حسب طريق الله. وسيملك الرب يسوع يوماً ما على كل الخليقة، لكن الشيطان أراده أن يعلن ملكوته قبل الأوان، فلو أن الرب يسوع استجاب له، لضاعت رسالة تجسده على الأرض، وهي أن يموت لأجل خطايانا، ويمنحنا فرصة لنوال الحياة الأبدية. وعندما تبدو التجارب عنيفة بشكل خاص، أو عندما تظن أنه يمكن تبريرها، فاحذر! فالشيطان يحاول إحباط مقاصد الله لحياتك.
لقد تجرب الرب يسوع من الشيطان، لكنه لم يخطئ أبداً. حتى وإن كنا نشعر بشيء من التلوث بعد تعرضنا للتجربة، لكن علينا أن نتذكر أن التجربة في ذاتها ليست خطية، فإننا نخطئ عندما نستسلم للتجربة ونعصى الله، وتذكرنا ذلك يساعدنا على الابتعاد عن التجربة.
لم يجرب الرب يسوع في الهيكل أو عند معموديته، بل في البرية، وهو متعب ووحيد وجائع، أي في أحرج الظروف. والشيطان كثيراً ما يجربنا ونحن أضعف ما نكون عندما نكون متعبين، وعندما نشعر بالوحدة، وعندما نواجه قرارات خطيرة، أو يساورنا الشك. ولكن الشيطان يحب أيضاً أن يجربنا في مواضع قوتنا حيث نكون عرضة للكبرياء. فيجب أن نكون دائماً على حذر من هجماته.
تركزت تجارب الشيطان على ثلاث جبهات حاسمة :
أ ـ رغبات جسدية.
ب ـ الممتلكات والسلطان.
ث ـ الكبرياء
ولكن الرب يسوع لم يستسلم. ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين (4: 15، 16) إن الرب يسوع تجرب مثلنا ولكنه لم يستسلم مطلقاً ولم يخطئ أبداً، فهو يعرف معرفة اختبارية كاملة ما نتعرض نحن له، وهو قادر وعلى استعداد دائم أن يعيننا في مصارعاتنا. فعندما تتعرض لتجربة اطلب منه هو القوة.
للملائكة دور هام كرسل من الله، وهم كائنات روحية، وكانوا في خدمة الرب يسوع في حياته على الأرض :
1 ـ فقد أعلنوا مولده لمريم العذراء.
2 ـ أكدوا الأمر ليوسف.
3 ـ أعلنوا أن اسمه "يسوع".
4 ـ أعلنوا مولده للرعاة.
5 ـ حافظوا على يسوع بإرسال العائلة إلى مصر.
6 ـ قاموا بخدمته في جثسيماني. ووووووووو الخ
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين
6/4/2012
وعندما جاع أخيراً تقدم إليه المجرِّب وقال له
أولاً : إن كنتَ ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً (متى 4 : 3)
وقال له ثانية : إن كنت ابن الله فأطرح نفسك إلى أسفل (متى 4 : 6)
وقال له ثالثة : أعطيك هذه كلها إن خررت لي ساجداً (متى 4 : 9)، وفي كل مرة كان السيد المسيح يعطي جواباً يؤكد من خلاله أنه ابن الله، خاصة في المرة الأخيرة عندما قال له : أذهب يا شيطان (متى 4 : 10)، وعندما تركه إبليس جاءت الملائكة وكانت تخدمه. فجمعة الأربعين هي ذكرى هذه التجارب التي تقوي الصائم، وتدفعه لكي يكمل جهاده الروحي نحو حياة أفضل مع المسيح، وفيه أيضاً ذكرى جميع الموتى المؤمنين.
ترتيلة : امنح الموتى حياة
امنح الموتى حياة وانبعاثاً من رميم
وأعطهم ربي نجاة من عذاب وجحيم
فروميون: بحمد جزيل، وشكر عميم، وتكريم فائق، نتقرب منك أيها الرب غير المحدودة عظمته، والدائمة أزليته، والمستمر سلطانه، يا من أهّلتنا لنَصِلَ إلى ختام الصيام بسلام، ونستقبل آلامك المخلصة، ونبتهج بفصحك الإلهي، الصالح الذي به يليق الحمد والشكر في هذا الوقت.
سدرو: أيها المخلص الكريم، يا من صمت من أجلنا، وبصومك مهَّدت لنا سبيل الحياة، إذ غلبت الثلابّ في نهاية صومك، أهّلنا يا رب بنعمتك لمواهبك السامية وعطاياك الإلهية، ومتّعنا باللذة التي أعددتها لصانعي مشيئتك، وامنحنا الأجر الصالح الذي هيأته للأبرار والصالحين، وأهّلنا في ختام صيامنا للمحاسن الكريمة المعدة للمحسنين والغلبة التي للمجاهدين، وإلى الفرح مع أصحاب البر، وأعطنا ربنا ميراث الأبرار والوعود المقطوعة للرحماء الأسخياء، وأحصنا مع المضطهدين من أجل برك ومحبتك الذين وصلوا إلي ميناء الراحة الأبدية، وأجلسنا في الوليمة المعدة للصالحين والتي يسرّ به الحزانى والمكروبون، لكي نلهج بتمجيد اسمك القدوس مع المتزهدين والقديسين. وفي ختام صيامنا أحصنا مع الصائمين المتواضعين، وأهّلنا لنسبحك مع الملائكة الروحانيين ونفرح مع طغمات النورانيين، وهب لنا عقولاً نيّرة وأفكاراً طاهرة، لكي بألسنة شاكرة مع الأطفال الودعاء نخرج للقائك بالشعانين ونتألم معك صحبة الرسل القديسين. ومع يوسف ونيقوديموس نكّرم دفنك، ومع لص اليمين نقوم معك ونفرح بسلامك الذي أعطيته لتلاميذك، ونقتبل حلول روحك القدوس علينا، ونصعد معك إلى السماء ونجلس عن يمين أبيك، وهناك نرفع لك مجداً وشكراً ولأبيك ولروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة إنجيل متى 4 : 1 ـ 11
ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً. فَأَجَابَ مَكْتُوبٌ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ. ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لَهُ انْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ مَكْتُوبٌ أَيْضاً لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا. وَقَالَ لَهُ أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ ﭐذْهَبْ يَا شَيْطَانُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ. ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
*الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ثُمَّ صَعِدَ الرُّوحُ بِيَسُوعَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، لِيُجَرَّبَ مِنْ قِبَلِ إِبْلِيسَ. ترينا هذه التجربة من الشيطان أن الرب يسوع كان إنساناً، كما أنها أعطت الرب يسوع الفرصة لإثبات خطة الله في خدمته. كما تقدم لنا مثالاً نحتذيه عندما نتعرض لتجربة. لقد كانت تجربة يسوع هامة لأنها أثبتت أنه كامل قدوس بلا خطية، فهو يواجه التجربة ولكنه لا يستسلم لها.
أثبت توقيت التجربة أن يسوع كان حقيقة "ابن الله"، قادرا على الغلبة على الشيطان وتجاربه، فلا يمكن لشخص أن يثبت طاعته الكاملة إذا لم تواته الفرصة للعصيان. ونقرأ في سفر التثنية (8: 2) قاد الله بني إسرائيل إلى البرية ليختبر إيمانهم. أراد أن يكشف ماذا سيكون رد فعلهم، وهل سيطيعونه حقيقة أم لا. ولابد أيضاً من أن نجرب، ولأننا نعلم أن التجربة آتية، يجب أن نكون متيقظين مستعدين لها، حتى لا تغلبنا (انظر مت 26: 41). اذكر أن حقيقتك لا تظهر إلا متى تعرضت للامتحان.
لقد جرب الشيطان حواء في جنة عدن، وهنا يجرب الرب يسوع في البرية. وما الشيطان إلا ملاك ساقط، وهو حقيقة وليس رمزاً. وهو في حرب مستمرة ضد من يتبعون الله ويطيعونه. وتجارب الشيطان حقيقية، فهو يحاول دائماً أن يجعلنا نتصرف حسب هواه أو هوانا وليس حسب طريق الله. وسيملك الرب يسوع يوماً ما على كل الخليقة، لكن الشيطان أراده أن يعلن ملكوته قبل الأوان، فلو أن الرب يسوع استجاب له، لضاعت رسالة تجسده على الأرض، وهي أن يموت لأجل خطايانا، ويمنحنا فرصة لنوال الحياة الأبدية. وعندما تبدو التجارب عنيفة بشكل خاص، أو عندما تظن أنه يمكن تبريرها، فاحذر! فالشيطان يحاول إحباط مقاصد الله لحياتك.
لقد تجرب الرب يسوع من الشيطان، لكنه لم يخطئ أبداً. حتى وإن كنا نشعر بشيء من التلوث بعد تعرضنا للتجربة، لكن علينا أن نتذكر أن التجربة في ذاتها ليست خطية، فإننا نخطئ عندما نستسلم للتجربة ونعصى الله، وتذكرنا ذلك يساعدنا على الابتعاد عن التجربة.
لم يجرب الرب يسوع في الهيكل أو عند معموديته، بل في البرية، وهو متعب ووحيد وجائع، أي في أحرج الظروف. والشيطان كثيراً ما يجربنا ونحن أضعف ما نكون عندما نكون متعبين، وعندما نشعر بالوحدة، وعندما نواجه قرارات خطيرة، أو يساورنا الشك. ولكن الشيطان يحب أيضاً أن يجربنا في مواضع قوتنا حيث نكون عرضة للكبرياء. فيجب أن نكون دائماً على حذر من هجماته.
تركزت تجارب الشيطان على ثلاث جبهات حاسمة :
أ ـ رغبات جسدية.
ب ـ الممتلكات والسلطان.
ث ـ الكبرياء
ولكن الرب يسوع لم يستسلم. ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين (4: 15، 16) إن الرب يسوع تجرب مثلنا ولكنه لم يستسلم مطلقاً ولم يخطئ أبداً، فهو يعرف معرفة اختبارية كاملة ما نتعرض نحن له، وهو قادر وعلى استعداد دائم أن يعيننا في مصارعاتنا. فعندما تتعرض لتجربة اطلب منه هو القوة.
للملائكة دور هام كرسل من الله، وهم كائنات روحية، وكانوا في خدمة الرب يسوع في حياته على الأرض :
1 ـ فقد أعلنوا مولده لمريم العذراء.
2 ـ أكدوا الأمر ليوسف.
3 ـ أعلنوا أن اسمه "يسوع".
4 ـ أعلنوا مولده للرعاة.
5 ـ حافظوا على يسوع بإرسال العائلة إلى مصر.
6 ـ قاموا بخدمته في جثسيماني. ووووووووو الخ
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين
6/4/2012