التجلّي
- القس جوزيف ايليا
- عضو VIP
- مشاركات: 279
- اشترك في: الأحد فبراير 22, 2015 1:02 pm
التجلّي
وهو من الأعياد المهمّة لدى المسيحيّين
فكلّ عامٍ والعالم أجمع في أعيادٍ ومسرّاتٍ دائمةٍ
وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ
فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ : يَارَبُّ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ : لَكَ وَاحِدَةٌ وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ
وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:
هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ لَهُ اسْمَعُوا وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ
: قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ.
الإنجيل المقدّس بحسب القدّيس متّى ١٧ : ١ - ٨
بعدَ أيّامٍ " يسوعٌ " صعِدا
جبلًا أيضًا بلطفٍ أصعَدا
" بطرسًا " " يعقوبَ " " حنّا " كي يقيْ
فكْرَهم مِنْ زلَلٍ فيهم بدا
أصبحتْ هيئتُهُ رائعةً
وكشمسٍ وجهُهُ فيهِ غدا
وكذا أثوابُهُ مشرقةً
أصبحتْ كالنّورِ ليلًا أبعَدا
وإذا " موسى " و " إيلْيَا " ظهرا
وحديثًا معهُ قد ردَّدا
" بطرسٌ " قالَ : أيا ربّيْ هنا
سيكونُ المكْثُ حلوًا جيّدا
ليتنا نبني مظالًّا لكمُ
كي بكم نبقى بأرضٍ أسعَدا
وإذا ظلُّ سحابٍ قد أتى
وبهِ الصّوتُ تعالى منشِدا :
إنّهُ ابني سرّني فاستمِعوا
لحبيبٍ سوفَ يسمو مرشِدا
سمعَ الأصحابُ خافوا سقطوا
فأتاهم ولهم مدَّ اليدا
قالَ : لا تخشَوا فإنّي معكم
وبدُنياكم أصيرُ السَّنَدا
رفعوا العينَ فلمْ يكتشفوا
معهُ ممّن أتاهم أحدا
القس جوزيف إيليا
٦ - ٨ - ٢٠١٩
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54770
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
Re: التجلّي
وبالشرح نقول مايلي:
التجلّي هو دخول بالنفس إلى تذوّق الحياة الأخرويّة، لترى عريسها قادمًا في ملكوته، معلنًا لها أمجاده الإلهيّة بالقدر الذي يمكنها أن تحتمله وهي بعد في الجسد. هذا العمل الإلهي الذي تحقّق بطريقة ملموسة على جبل تابور أمام ثلاثة من التلاميذ ونبيين من رجال العهد القديم، يتحقّق بصورة أو أخرى داخل القلب من حين إلى آخر، لكي يقدر أن ينسحب نحو العُرس الأبدي مشتاقًا إلى الانطلاق نحو الحياة الإنقضائيّة، فيحمل دفعة روحيّة قويّة تسند الإنسان في حمله الصليب والشهادة للمسيح يسوع له المجد.
التجلّي هو إعلان الملكوت السماوي الممتد فوق كل حدود الزمان، يقدّم للنفس البشريّة التي قبلت أن تكون إيجابيّة فيه بحمل صليب عريسها الملك، والدخول معه إلى الموت يوميًا للتمتّع بقوة قيامته. إنه يمثّل دفعه قويّة يهبها الملك ورب الارباب لجنوده الروحيّين للجهاد المستمر ضدّ إبليس وأعماله، ليهب فيهم الحنين نحو المكافأة الأبديّة والتمتّع بشركة الأمجاد السماويّة.
إذن فالتجلّي الذي تحقّق مرّة في حياة ثلاثة من التلاميذ، صار رصيدًا قدّم الرب يسوع المسيح له الكرامة لحساب الكنيسة كلها، تسحب منه كل يوم فيتزايد. تطلبه فتجده خبرة يوميّة تقويّة، يعيشها المؤمن على جبال الله المقدّسة، أي وصاياه، خلال الكنيسة سواء في عبادته الجماعيّة أو العائليّة أو الشخصيّة، كما يتذوّقها أثناء عمله بل ونومه، وفي تعامله مع الأتقياء كما مع الأشرار. إنه لقاء مستمر مع ربّنا يسوع المسيح على الدوام، فيه يكشف أمجاده جديدة في كل لحظة من لحظات حياتنا، حتى نلتقي به وجهًا لوجه في مجيئه الأخير.
باركك الرب ابونا وكل عيد وانتم بالف خير.
التجلّي هو دخول بالنفس إلى تذوّق الحياة الأخرويّة، لترى عريسها قادمًا في ملكوته، معلنًا لها أمجاده الإلهيّة بالقدر الذي يمكنها أن تحتمله وهي بعد في الجسد. هذا العمل الإلهي الذي تحقّق بطريقة ملموسة على جبل تابور أمام ثلاثة من التلاميذ ونبيين من رجال العهد القديم، يتحقّق بصورة أو أخرى داخل القلب من حين إلى آخر، لكي يقدر أن ينسحب نحو العُرس الأبدي مشتاقًا إلى الانطلاق نحو الحياة الإنقضائيّة، فيحمل دفعة روحيّة قويّة تسند الإنسان في حمله الصليب والشهادة للمسيح يسوع له المجد.
التجلّي هو إعلان الملكوت السماوي الممتد فوق كل حدود الزمان، يقدّم للنفس البشريّة التي قبلت أن تكون إيجابيّة فيه بحمل صليب عريسها الملك، والدخول معه إلى الموت يوميًا للتمتّع بقوة قيامته. إنه يمثّل دفعه قويّة يهبها الملك ورب الارباب لجنوده الروحيّين للجهاد المستمر ضدّ إبليس وأعماله، ليهب فيهم الحنين نحو المكافأة الأبديّة والتمتّع بشركة الأمجاد السماويّة.
إذن فالتجلّي الذي تحقّق مرّة في حياة ثلاثة من التلاميذ، صار رصيدًا قدّم الرب يسوع المسيح له الكرامة لحساب الكنيسة كلها، تسحب منه كل يوم فيتزايد. تطلبه فتجده خبرة يوميّة تقويّة، يعيشها المؤمن على جبال الله المقدّسة، أي وصاياه، خلال الكنيسة سواء في عبادته الجماعيّة أو العائليّة أو الشخصيّة، كما يتذوّقها أثناء عمله بل ونومه، وفي تعامله مع الأتقياء كما مع الأشرار. إنه لقاء مستمر مع ربّنا يسوع المسيح على الدوام، فيه يكشف أمجاده جديدة في كل لحظة من لحظات حياتنا، حتى نلتقي به وجهًا لوجه في مجيئه الأخير.
باركك الرب ابونا وكل عيد وانتم بالف خير.



