فبقيَ يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر .. وباركه هناك (تك 29،24:32)

يا لها من ليلة .. ليلة المصارعة هذه ! لقد ظن البعض أنها صورة تشبيهية للّجاجة والمثابرة التي يجب ان تتوفر لدينا عند الصلاة . ولكن الكتاب لا يقول إن يعقوب هو الذي كان يُصارع ، بل {{ صارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر }} ، وهذا الإنسان الذي لا يُذكر أسمه ، صارع يعقوب طوال الليل حتى طلوع الفجر . لقد كان يعقوب مصمماً على المقاومة ، ولكن الله أيضاً صمم على أن يكسر عناد يعقوب واعتماده على قدرته الشخصية وذلك لكي يباركه . أيها القارىء العزيز : هل أمضيت ليلة مع الله ؟ .. إنها لحظة البركة عندما تنفرد النفس مع الله . ويعقوب هنا بقيَ وحده واقترب منه الله بقصد بركته . أيها الصديق : هل يتعامل الله معك ؟ هل يصارعك ؟ هل يضع يده عليك بالمرض أو بالظروف غير الموفقة ؟ إن لدى الله طرقاً عديدة ليستخدمها ليجذب الإنسان إليه . فإذا كان الله يتعامل معك ، لا تقاومه ، فإن مصيرك الأبدي يتوقف على خضوعك لله .


