منحتني حياةٌ ورحمة ، وحفظت عنايتك روحي (أي12:10) .



نطق أيوب بهذه الكلمات وهو في مرضه المُذل الذي أصابه من رأسه إلى قدميه ، فكم بالأحرى يجدر بنا نحن ان نقولها يومياً ونقولها من كل قلوبنا . دعنا نقتنع ان كل يوم جديد في عمرنا ، وكل ليلة نوم هادئة ، وكل وجبة نتناولها ، وكل دقيقة من الصحة والأمان في حياتنا ، وكل حركة نتحركها ، بل كل نَفَس نتنفّسه ، إنما هي جميعها من كَرَم الرب وجوده . والمؤمن الحكيم يرى يد الله في كل شيء فيقول : {{ مَن كان حكيماً يحفظ هذا ، ويتعقل مراحم الرب }} (مز43:107) . إن صلاح الله يكمن خلف كل بركاته الدائمة لنا ، والطبيعة من حولنا تنطق به ، والتاريخ يشهد له ، واختباراتنا تؤيده ،وكلمته تُعلنه . لذلك ثق في صلاح الله سواء فهمت معاملاته أو لم تفهمها ، وكُن مستعداً للشكر في كل الظروف . {{ إنه من إحسانات الرب أننا لم نفنَ ، لأن مراحمه لا تزول ، هي جديدة في كل صباح ، كثيرةٌ أمانتك }} (مراثي23:3) .
