مجدوا الله في أجسادكم وفي ارواحكم!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54894
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

مجدوا الله في أجسادكم وفي ارواحكم!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي، لكن لا يتسلط علي شيء الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة، والله سيبيد هذا وتلك. ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب، والرب للجسد. والله قد أقام الرب ، وسيقيمنا نحن أيضا بقوته. ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية ؟ حاشا! أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد؟ لأنه يقول: يكون الاثنان جسدا واحدا؟ وأما من التصق بالرب فهو روح واحد. اهربوا من الزنا. كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، لكن الذي يزني يخطئ إلى جسده. أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ "كل الأشياء حلال لي"، وقد استغلت الكنيسة هذا القول أسوأ استغلال في أوقات كثيرة، فكان بعض المسيحيين يبررون الكثير من خطاياهم بالقول إن :
1 ـ المسيح قد رفع كل خطية، فأصبح لهم الحرية أن يعيشوا كما يشاءون.
2ـ إن ما يفعلونه غير ممنوع منعاً باتاً في الكتاب المقدس. ولكن بولس أجاب على هذه التبريرات :
أ ـ صحيح أن المسيح قد رفع خطايانا ولكن هذا لا يعطينا الحرية في مواصلة عمل ما نعلم أنه خطأ، والكتاب المقدس ينهى بالتحديد عن الكثير من الخطايا.
ب ـ بعض الأفعال ليست خطايا في ذاتها، ولكنها لا تليق لأنها يمكن أن تسيطر على حياتنا وتبعدنا عن الله.
ج ـ ليس من الصواب أن تفعل ما يعثر الآخرين أكثر مما يساعدهم.
ـ يرى عدد من ديانات العالم أن النفس هي المهمة، أما الجسد فغير مهم، وقد تأثرت المسيحية في بعض الأوقات بهذه الآراء، ولكن الحقيقة هي أن المسيحية تهتم بالجسد إلى أبعد حد، فنحن نعبد الله الذي خلق العالم المادي وقال عنه إنه حسن، وقد وعدنا بأرض جديدة يحيا فيها الناس حياة جسدية، وليس في سحابة وردية تسبح فيها النفوس مجردة من الأجساد، تصغي إلى أنغام القيثارات. ولب المسيحية هو أن الله أخذ جسدا ودما وعاش بيننا ومنحنا شفاء في الجسد والروح أيضا. ونحن البشر، مثل آدم، مزيج من التراب والروح، وكما تؤثر حياتنا الروحية في أجسادنا، كذلك تؤثر حياتنا الجسدية في نفوسنا، ولا نستطيع أن نرتكب الخطية بأجسادنا دون أن نؤذي نفوسنا لأن أجسادنا ونفوسنا في وحدة بلا انفصام. وفي الأرض الجديدة ستكون لنا أجساد القيامة التي لا تفسدها الخطية، وعندئذ سنستمتع بملء خلاصنا.
ـ الحرية إحدى سمات الإيمان المسيحي، الحرية من الخطية والإثم، والحرية لاستخدام كل ما يأتي من الله والاستمتاع به، ولكن يجب على المسيحيين ألا يسيئوا استخدام هذه الحرية، فيؤذوا أنفسهم أو يؤذوا الآخرين. فشرب الخمر كثيرا يؤدي إلى الإدمان، والشراهة تؤدي إلى البدانة. فتأكد من أن ما سمح الله أن تستمتع به، لا يتحول إلى عادة سيئة تتحكم فيك. وللاستزادة من المعرفة عن الحرية المسيحية والسلوك اليومي.
ـ كان هذا التعليم المختص بالخطية الجنسية والبغاء في غاية الأهمية للكنيسة في كورنثوس لوجود هيكل الآلهة، وكان به أكثر من ألف من البغايا، وكان الجنس جزءا من طقوس العبادة، ولكن الرسول بولس يوضح بكل جلاء أن المسيحيين يجب ألا يشاركوا في الخطايا الجنسية مهما كانت مقبولة ومحبوبة في البيئة المحيطة بهم.
ـ نحن، كمسيحيين، نختار بإرادة حرة أن نكون بكل طاقاتنا للرب، لكننا لسنا أحرارا في البعد عن الله. لقد خلق الله الجنس ليكون عنصراً جميلاً وضرورياً في الزواج، أما الخطية الجنسية، أي الجنس خارج العلاقات الزوجية، فلابد أن تؤذي شخصا ما، وهي إساءة إلى الله لأنها تثبت أننا نفضل أتباع أهوائنا عوضا عن الانقياد للروح القدس، كما أنها تؤذي الآخرين لأنها تنتهك حرمة الالتزام الضروري جدا للعلاقة. كما أنها كثيرا ما تنقل الأمراض الخطيرة، وتؤثر تأثيرا بالغا في شخصياتنا التي تعاني أشد المعاناة عندما نؤذي أنفسنا جسدياً وروحياً.
ـ ماذا يعني الرسول بولس بقوله إن أجسادنا ملك لله؟ يقول الكثير من الناس إن لهم الحق في أن يفعلوا بأجسادهم ما يشاءون، ومع أنهم يعتبرون أن هذه هي الحرية، إلا أنهم في الحقيقة مستعبدون لشهواتهم. وعندما نصبح مؤمنين، يملأ الروح القدس حياتنا ويحيا فينا، فلا يعود لنا سلطان على أجسادنا. وإذا كنت تعيش في بناء يمتلكه شخص آخر، فإنك لا تتعدى على قوانينه، وحيث إن جسدك هو ملك لله، فعليك ألا تتعدى على معاييره للحياة.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.


:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“