أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرّام ، وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر (يو2،1:1) .



من المزي أن ننظر إلى الآلام مهما كان نوعها ، كرسول سماوي يأتي لنا بشيء من عند الله . فمع أنها من الناحية الأرضية قد تظهر ضارة ، وأحياناً بالغة الضرر ، لكنها في الوقت نفسه من حيث نتائجها الروحية نافعة ومُباركة . إن كثير من البركات العظيمة التي انحدرت إلينا من الماضي إنما هي ثمر الحزن والألم ، ويجب ألا ننسى أبداً أن الفداء ، وهو أعظم البركات التي ينالها الإنسان ، هو ثمر أعظم الآلام التي رأتها الأرض . ففي كل أوقات آلامنا ، عندما تتعمق السكين ويشتد الألم ، يكون من دواعي التعزية القوية أن نذكر قول الرب : {{ وأبي الكرّام }} (يو1:15) . إن الكرّام وهو يُقلّم الكرمة يظهر كأنه يُتلفُها ، ولكنه في حقيقة الأمر ينظر إلى المستقبل ويرى أن ما يعمله الآن سيجعل الكرمة فيما بعد مُحمّلة بعناقيد العنب الحلو الثمين . أحياناً توجد بركات لا نستطيع أن نحصل عليها إلا إذا دفعنا ثمنها تضحيات . ليتنا نستودع نفوسنا لله أبينا الحكيم ليعمل فينا وبنا ما يؤول إلى مجده وفائدتنا !


حسيب يعقوب