هل أنا مسيّر أم مخيّر ؟؟

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

هل أنا مسيّر أم مخيّر ؟؟

مشاركة بواسطة ابن السريان »

هل أنا مسيّر أم مخيّر ؟؟
صباح الخير أصدقائي ..... أحد مبارك عليكم
صراع الأفكار الخاطئة الفاسدة التي نعيش معها والتي تعصف بنا في طريق الحياة مع الله وهي :
هل أنا مسيّر أم مخيّر ؟؟, هل الإنسان مثل قطع الشطرنج التي يحركها الله كما يشاء دون إرادة من الإنسان؟؟ هل الحياة عبارة عن فيلم سبق وأن كتب الله السيناريو الخاص به ويستخدمنا لكي نلعب أدواره المختلفة ( مقدر ومكتوب )؟؟ هل الزواج قسمة ونصيب وعلى الإنسان الرضا بما قسمه الله لكن منّا , أم أنه يتركنا نختار شريك الحياة ( قسمة ونصيب )؟؟ هل الله قضى بالأمور أن تحدث وقدرها للإنسان بغض النظر عن إرادة الإنسان ( قضاء وقدر ) ؟؟ هل الله عندما لا يعجبه أداء شخص ما أو مجموعة فيُبليها بداء أو كارثة وعلى العكس من ذلك يُعينها ( يُبلي ويٌعين ) ؟؟
هل يوجد حدود لسلطان الله ؟؟ هل السلطان يجعله يفعل مايشاء ووقتما يشاء ؟؟ كيف يتوافق سلطان الله مع مسؤولية الإنسان ؟؟
" أشهد عليكم اليوم السماء والأرض , قد جعلتُ قُدامك الحياة والموت , البركة واللعنة , فاختر الحياة لتحيا أنت ونسلك "
" I call heaven and earth to record this day against you, that i have set before you life and death, blessing and cursing : therefore choose life , that both thou and thy seed may life . "
عندما نفهم من هو الرب وماهي صفاته بشكل صحيح وماهي القوانين التي وضعها منذ البداية , نستطيع بعدها أن نفهم رحلة الحياة كلها والأحداث التي تُحيط بنا , وإزالة المفاهيم الخاطئة عن إدارة وعدل وصلاح ومحبة ربنا لنا .
بدايةً أصدقائي دعونا نتفق على حقيقة جوهرية ألا وهي بأن الله الخالق قد وضع قوانين لحكم الخليقة , وهو نفسه يحترمها وإذا لم يحترمها فلن يستطيع مطالبتنا باحترامها وهذه القوانين هي صالحة جدا.
خلق الشيئ ووضع القوانين التي تحكمه وتحفظه وتُسيّره , لأنه وبالمنطق والعلم وجود الشيئ يستلزم وجود القانون الذي يحكمه وإلا فقد كينونته ( مثلاً صنعت جهاز كومبيوتر ولم أعمل له السوفتوير الذي يُشغله , أكون عملت حديدة فقط ).
نلاحظ في الإصحاح الأول والثاني من سفر التكوين ثلاثة أنواع من الخلائق في عالمنا الذي نعيش فيه :
1 - الرب عمل الخليقة الماديّة ( الذرة الجزيئات - كواكب نجوم وعناصرها ... الخ ) ووضع قوانين تنظمها ( قانون الجاذبية , قانون الكهرومفناطيسية ...الخ )
2 - الخليقة البيولوجية ( لكل ما هو حي ) والقوانين التي تنظمها ( قانون الحياة , الغريزة , التنفس , الإخراج .... الخ )
3 - الخليقة الأدبية لها إرادة حرة ( الإنسان ) : والقانون الذي ينظمها ( القانون الأدبي الذي يحكم العلاقات بينها وبينها وبين الله )
فبعد أن عمل الرب الخليقة المادية والبيولوجية خلق الإنسان تاج الخليقة له شخصية وإرادة على صورة خالقه , ووضع له القوانين الأدبية , فالإنسان غيرأنه يخضع للقوانين المادية والبيولوجية لتُحافظ عليه أيضاً وضع له القانون الأدبي ( القدرة والحرية على الإختيار ) لأن له شخصية أدبية ( إرادة حرة , إحساس بالذنب ... الخ )
فإذاً ولأن الله هو واضع هذه القوانين فهو يحترمها ويتعامل معها من خلالها ولا يسمح لنفسه على الإطلاق أن يكسر أي منها أو يستهين بإحداها, وهذا على النقيض تماماً مما يحدث بمجتمعاتنا فواضع القوانين يظن نفسه فوق هذه القوانين ويُعطي لنفسه كل الحق أن يكسره وقتما يشاء وكيفما يشاء ,فهذه القوانين هي مطلقة فماذا يعني مطلقة ؟ أي أن القانون البشري ليس مُطلق بل وضعي يجب أن يوجد أحد لينفذه ( وجود شرطي , قاضي , محكمة ...الخ ) وهي قوانين وقتية غير ثابتة في زمان ومكان معينين فهي متعرضة للتغير بتغير الزمن والظروف التي وُضعت من أجلها , أما القوانين التي وضعها الله فهي مُطلقة تٌنفذ نفسها بنفسها مثل قانون الجاذبية ( أي لا يوجد ملائكة مثلاً تقوم بتنفيذ الجاذبية كل ما وقع شيء أو على رأس كل واحد منا يوجد ملاك يثبتنا لكي لا نطير ... الخ ) القانون البيولوجي لجسم الإنسان فهو يٌنفذ نفسه بنفسه ( التنفس التلقائي - المناعة - أي خلل نتيجة فيروس أو عامل وراثي يسبب الأمراض والإعاقات والموت ..الخ) فهو الذي وضع القوانين وهو أول من احترمها ليعلمنا احترامها فإذاً هذا يؤدي إلى أن القوانين التي وضعها بإرادته وسلطانه هي التي تحّد من سلطانه الكلي لكي تُنظم العلاقة بينه وبين الخليقة وهي بالروعة والعظمة مترتبة فهذه الخلائق مترتبة بشكل رائع , فالله يتدخل ليكسر القانون المادي من أجل القانون البيولوجي وبالبيولوجي من اجل الأدبي لمصلحة الإنسان ( مثال عندما تدخل الرب وكسر القانون الطبيعي المادي المطلق من أجل القانون الأدبي الذي يُنظم علاقته مع الإنسان فجعل البحر يابسة من أجل موسى ليعبر شعب اسرائيل , وأيضاً عندما انتهر يسوع العاصفة عندما استنجدوا به التلاميذ ...الخ) وهذا التدخل ليس معناه أن الرب يكسر قوانينه التي وضعها وقتما يشاء بل لا يتدخل ويكسر القانون المادي والبيولوجي إلا لصالح القانون الأدبي لمصلحة الإنسان ( وهذا مايحدث عندما يشفي الرب شخصاً ما فيكسر القانون البيولوجي لصالح الأدبي )
فالقانون الأدبي الأخلاقي (هو قانون الإرادة الحرة ومسؤولية الإنسان ) أي كما أن الإنسان خاضع للقانون المادي الجاذبية مثلاً كذلك خاضع للقانون الأدبي وهذا معناه أن الله أعطاه حرية اخلاقية فالإنسان مسيّر بأشياء مادية + بيولوجية ( أي في العائلة في الجنس في اللون في نسبة الزكاء في الشكل....الخ ) لكنه مٌخيّر وله حرية الإختيار في الأخلاق واختيار محبة الله أو عدم الإعتراف به ونكرانه , جوهر القانون الأدبي وفحواه هو اختيار محبة الله , وتترتب على هذه الحرية مسؤولية عن ما نختاره .
وعندما قال الرب لأدم يوم تأكل من شجرة معرفة الخير والشر "موتاً تموت" هل أرسل الرب ملاكاً ليقتله ؟؟!!! أكيد لأ , بل هو من وقت أن أكل منها القانون نفذ نفسه بنفسه العقوبة متضمنة في القانون نفسه ومات روحياً بالبعد عن الله وليس بيولوجياً ( جسدياً لأنه عاش 930 سنة بعد السقوط ) , الرب كان يعلم أنه سيأكل منها , مثال أكلت السّم ( السّم هو نفسه يٌميتني أي نتيجة طبيعية لأكلي للسّم ) عندما أفصل نفسي عن الرب عن النور سأعيش في الظلمة , فالموت هو نتيجة طبيعية لكسر القانون وليس عقاب , الفكرة هذه تساعدنا على فهم كيفية تعامل الرب معنا .
أتحمل نتيجة اختياري بقدر المعرفة والحرية المتاحة فما يزرعه الإنسان إياه يحصد, فنحن لسنا حجار شطرنج بل الرب منحنا الحرية للإختيار , الإتهام الذي وضعه إبليس للرب هو هل الله بعد وضعه للقوانين يقف يُشاهد ؟؟ دون تحريك ساكن ؟؟ !!!!
علم الرب المسبق عن ما سنختاره وماسيحصل معنا لا يُلغي حريتنا ومسؤوليتنا , الرب يتدخل ليُبقي القوانين تعمل يتدخل لخلاص البشرية وليُبقي على الحق معلن والقدرة على الإختيار ممكنة ولكي تبقى حرية الإختيار للإنسان بين الخير والشر متاحة, هناك فرق بين تدخل الله في التاريخ من خلال إبقاء الحق مُعلن عن طريق الأنبياء وبين تدخله في حرية الإنسان فهو لا يتدخل في حرية الإنسان ولم يفرض الرب نفسه على أحد ولم يمنع أحد من الإبتعاد عنه ,
(عندما ظهر الرب لشاول لم يُجبره على الإيمان واتباعه بل لقد أعلن له الرب الحق وأوضح له بأن مايقوم به شاول هو مخالف للحق والمحبة وهذا ما أكده شاول عندما قال " أنا الذي كنت قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفترياً لكني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان " كان يعتقد بأنه بأعماله يُرضي الرب مثل داعش اليوم لذا يصنع الله الأمر نفسه بأن يٌعلن ذاته لهؤلاء الناس تارة برؤى وتارةً بأحلام فيفهمون أن مايصنعونه هو ضد الله فيقبلونه مخلصاً ورباً ولا يجبرهم على ذلك ) لم يتدخل الرب ليجبر أورشليم أن تستمع إليه وتقبل محبته ورأفته وإرادته رغم أنه يستطيع ذلك لكن ليست هذه طريقته فهو لا يسلب حريتنا التي سبق وأعطانا إياها .
وأيضا الرب يتدخل من خلال المحافظة على العالم من الهلاك ليُعطي للإنسان فرصة للتوبة والرجوع , ويحفظ العالم مازال يضع يديه على هذا العالم وإذا شال يده أتدرون ماذا سيحصل للعالم ؟؟!! سيقتل بعضه البعض , فالعالم الذي نعيش فيه يحوي بذاته على أسباب تدميره والتي تتمثل في الكم الهائل من القنابل النووية والبكتيريا والفيروسات التي صنعها البشر خصيصاً لتدمير البلاد ... أتعلمون كم يوجد قنابل نووية في العالم ؟؟!! ( أميركا لوحدها لديها مايكفي لتدمير العالم 16 مرة روسيا 5 مرات ...الخ !!!! ) فإذا ما قرر الله سحب يده وتدخلاته لبقاء القانون والحق معلن فلسوف يتدمر العالم بدقائق معدودة .
يتدخل الرب بحياتنا بقدر ما نسمح له نحن بأن يتدخل وهذا مايفسّر لنا استطاعة الرب التدخل في حياة أولاده المؤمنين أكثر من غيرهم , ليس كل المؤمنين يُعطوه الحق الكامل في التدخل فالبعض يُمسك على الله الكثير من الأمور وبالتالي الله يحترم حريتهم فلا يتدخل , فليس كل أولاد الله يختبرون حضوره وتدخله في حياتهم بنفس المقدار أو أن يروه بظروف حياتهم سواء السعيدة أو الحزينة بنفس الوضوح , ليس لأن الله عنده محاباة فيفضل شخص عن أخر بل لأن الإنسان هو من يختار درجة قربه من الله وليس الله هو من يقرر درجة القرب هذه , (وهذا مايُفسر تدخل الرب عند طلبه بإيمان وثقة بشفاء من مرض ما أو ألم ، فيكسر القانون البيولوجي لجسم الانسان ويشفيه " اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم . يع 4:8 " "وتطلبونني فتجدونني إذا تطلبونني بكل قلبكم . إر 29:13 " ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يٌحبون الله . رو 8:28 " )
ومبادئ تدخل الله في حياة الإنسان هو أنه لا يسمح بأن نجرّب فوق ما نستطيع , ويُعطي مع التجربة المنفذ
قد يسأل مُشكك بأن الإنسان يتأثر بالإيجابيات والسلبيات في المجتمع وفي الشرور والمفاسد التي تحدث والألام والإضطهاد والسؤال هل ستبقى هكذا يارب دون أن تتدخل ؟؟!! سبق وذكرت بأن الرب يتدخل بقدر ما نسمح له بالتدخل للحفاظ على المؤمنين ولكن هذا التدخل ضمن هذه المبادئ ( بأن لا نجرّب فوق ما لا نستطيع وأنه يعطي مع التجربة المنفذ ) أي لا يمنع حرية الأشرار من ارتكاب شرهم وبما أن الحرية الممنوحة من الرب هي محدودة فلا يسمح لهم بأن يجربونا فوق ما لانستطيع ( سمح الرب لامرأة فوتيفار أن تُلقي يوسف ظلماً في السجن فأعطاه الرب المنفذ بعين مدير السجن , سمح لإخوته برميه بالبئر فأتى راؤبين وأنقذه من أن يقتلوه , سمح لهم أن يبيعوه لكن أعطاه نعمة بعين فوتيفار ... وهذا السماح يدل على أن الرب لا يتدخل بحرية الأخرين المعطاة سواء كانت خيرة أم شريرة وفي حال كانت شريرة يتدخل الرب ليساعدنا ويُعطينا المنفذ)
كل هذا من دون ما يُغير القانون , فبقدر ما سمحوا له بأن يتدخل ومن دون تغيير مشيئة أحد , أو كسر قانون احترام حريتهم واختياراتهم سواء أكانت شريرة أم خيرة .
أخيراً عندما نفهم طريقة تعامل الرب المحب لنا والقوانين الصالحة التي وضعها وللأحداث التي تعصف بنا وكيفية سير الحياة , وأننا لسنا نلعب أدوار مكتوبة ومقدرة لنا مسبقاً كروبوتات ، عندها فقط نعلم مقدار عدل ومحبة الرب واحترامه لحريتنا واختياراتنا.
شوقي قسيس ..... مع محبتي

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 17070
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: هل أنا مسيّر أم مخيّر ؟؟

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“