قصة ملك: الحلقة 2

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

قصة ملك: الحلقة 2

مشاركة بواسطة ابن السريان »

الحلقة 2
قِصَّةُ مَلِكِ

رَأَيْتُ نَفْسِيْ فِيْ رِحْلَةٍ صَيْدُ لِلْغِزْلَانِ مَعَ جُنُوْدِيَ وَفَجْأَةً خَافَ جَوَادِيْ فَجَرَىَ بِيَ فِيْ الْغَابَةِ بَيْنَ الْأَشْجَارِ
مُبْتَعِدَا عَنْ الْجُنُوْدِ فَلَمْ أَرَىَ أَمَامِيْ لِسُرْعَتِهِ وَمَا هِيَ أَلَّا لَحَظَاتِ رَمَىَ بِيَ الْجَوَادُ فِيْ بِئْرِ عَمِيْقٍ جَدَّا فَسَقَطَتْ
عَلَىَ شَجَرَةِ كَانَتْ جُذُوْرُهَا ضَارِبَةً فِيْ جِدَارِ الْبِئْرِ وَبَعْدَ أَنْ عَرَفْتُ بِأَنَّنِيْ بِأَمَانِ عَلَىَ الْشَّجَرَةِ فَبَدَأَتْ أَصْرُخُ
عَلَىَ جُنُوْدِيَ لِيُخْرَجُّوْنِيّ مِنْ الْبِئْرِ فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ وَهُمْ يَبْحَثُوْنَ عَنِّيْ وَأَقْتَرِبُ بَعْضُهُمْ مِّنَ الْبِئْرِ وَيَنْظُرُوْنَ
فِيْهِ وَيَصْرُخُوْنَ عَلَيَّ فَكُنْتُ أَرَاهُمْ وَأُسْمِعَهُمْ وَأُجِيبَ عَلَيْهِمْ لَكِنْ يَبْدُوَا هُمْ لَا يَسْمَعُوْنِيْ وَلَا يَرَوْنِيَ حَتَّىَ فَقَدُوْا الْأَمَلْ بِجَوَابِيْ فَرَحَلُوا فَبَقِيَّتُ أَنَا وَقَدَرِي فِيْ الْبِئْرِ فَتَوَقَّفَتِ عَنِ الْصُّرَاخِ بَعْدَ أَنْ غَابَ صَوْتْ الْجُنُوْدِ
فَتَأَمَّلْتُ الْمَوْضِعِ الَّذِيْ أَنَا فِيْهِ فَلَمْ يُفِدْني لَا تَاجِيَّ الْمَلَكِيِّ وَلَا مَكَانَتِيْ وَلَا الْذَّهَبِ الَّذِيْ أَحْمِلُهُ مِنَ أِخْرَاجِيّ مِنْ الْبِئْرِ أَسْتَسْلَمْتَ لِلْوَاقِعِ وَتَفَحَّصَتْ الْمَكَانِ الَّذِيْ سَقَطَتْ بِهِ .
أَجَابَ الْعَجُوزِ : هَيَّا أَكْمَلَ يَا سَيِّدِيْ فَهُوَ عَلَامَةٌ لَكُمْ وَبِأُذْنِ أَلَهَيَّ سَيَكُوْنُ خَيَّرَا لَكُمْ
فَقَالَ الْمَلِكُ: أَيُّ خَيْرٍ وَأَنَا فِيْ حَالٍ لَا أَحْسُدَ عَلَيْهِ الْمُهِمْ بَيْنَمَا أَتَفَحَّصُ الْمَكَانِ سُمِعَتْ أَصْوَاتُ مِنْ قَاعِ الْبِئْرِ
تَصْرُخُ وَتَطْلُبُ الْنَّجْدَةِ وَفَجْأَةً دِوُى صَوْتْ كَالْرَّعْدِ قَائِلا هَذَا مَا جَنَتْهُ أَيْدِيَكُمْ وَتَسْتَحِقُّوْنَ هَذَا الْعِقَابَ ثُمَّ اخْتَفَتْ كّلْ الْأَصْوَاتِ فَدَبَّ الْخَوْفُ وَالْفَزَعُ مِنْ سُقُوُطِي فِيْ قَاعِ الْبِئْرِ وَسَتَكُوُنُ نِهَايَتِيِ مَثَلُهُمْ . لَكِنْ قُلْتُ فِيْ قَرَارٍ نَفْسِيْ سَوْفَ يَعُوْدُ جُنُوْدِيَ مَرَّةً ثَانِيَةً لِلْبَحْثِ عَنِّيْ وَأَكِيدُ سَيَجِدُوْنِيّ وَيُخْرَجُّوْنِيّ وَبَيْنَمَا أُصَارِعُ أَفْكَارِيِ شَاهَدْتُ مَشْهَدَيْنِ غَرِيْبَيْنِ أَحَدُهُمَا سَارَ وَالْآخَرُ ضَارَّ
فَقَالَ الْعَجُوزِ: مَا هُمَا سَيِّدِيْ الْمَلِكُ ؟
الْسَّارَّ كَانَتْ الْشَّجَرَةُ تُحَمِّلَ أَنْوَاعِا كَثِيْرَةٌ مِنَ الْثِّمَارِ فَأَخَذْتُ أَكَلَ مِنْهَا لِأَنَّهَا تِبْقِيْنَيْ عَلَىَ قَيْدِ الْحَيَاةِ
أَمَّا الْضَّارُّ وَالْمُخِيفُ هُوَ فِأْرَانٌ أَحَدُهُمَا أَبْيَضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ كَانَا يَدُوْرَانِ حَوْلَ جُذُوْرُ الْشَّجَرَةِ وَيَأْكُلُوْنَ مِنْهَا أَثْنَاءَ دَوَرَانِهُمْ مِمَّا أَخَافِيّ سَيَأْتِيَ يَوْمٌ وَيَقْطَعُوْنَ الْجُذُوْرُ كُلَّهَا وَهْنَا سَأُسْقِطُ فِيْ قَاعِ الْبِئْرِ الْمُخِيْفُ
مَا هِيَ لحَطَاتِ حَتَّىَ تَسَارِعَ دَوَرَانِ الْفَأْرَيْنِ فَدَبَّ فَيَّ الْخَوْفِ أَكْثَرَ وَخَاصَّةً بِّوُصُوْلِهِمْ لِآِخَرَ جِذْرُ حَامِلٌ الْشَّجَرَةِ فَيَكُوْنُ مَصِيْرِيٌّ الْعَذَابِ فَصَرَخَتْ بِأَعْلَىْ صَوْتِيّ فَسَمِعْتُ صَوْتَا حَنُونَأَ يُنَادِيْ أِدْعُونِيْ سَأُنْقِذُكَ
لَكِنْ لَمْ أَعْرِفْ صَاحِبِ هَذَا الْصَّوْتُ وَلَمْ أَرَاهُ أَبَدا وَأَخَتَفَى ثُمَّ صَرَخَتْ بِكُلِّ قُوَّةٍ أَّنْقِذُوْنِيْ وَأَسَتَيَقَّظَتْ مِنْهُ.
أَجَابَ الْعَجُوزِ : كَمَا تَوَقَّعَتْ أَنَّهَا أَشَارَةً لَكُمْ يَا سَيِّدِيْ الْرَّبَّ أَرَادَ أَنْ يُنْقِذَ حَيَاتِكْ مِنْ الْهَلَاكِ الْآتِيَ
فَقَالَ الْمَلِكُ: كَيْفَ هَذَا أَيُّهَا الْحَكِيْمُ ؟؟
أَجَابَ : أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ تَرَىَ نِهَايَتُكْ إِنَّ لَمْ تَعُدُّ لَهُ وَتَسْمَعُ كَلَامِهِ لِيُنْقِذَكَ كَمَا سَمِعْتُ فِيْ الْحُلْمِ .
الْمَلِكُ : مَا تَفْسِيْرُ الْحُلُمَ هَيَّا أَخْبَرَنِيْ فَأَنَا عَلَىَ أَحَرِّ مِنَ الْجَمْرِ
فَقَالَ لَهُ الْعَجُوزِ: يَا جَلَالَةَ الْمَلِكُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ حَيَاةً يَعِيِشُهَا عَلَىَ الْأَرْضِ ثُمَّ تَأْتِيَ نِهَايَتِهِ وَيَنْتَقِلُ لْحَيَاةِ أُخْرَىَ
الْمَلِكُ: هَلْ الْمَوْتُ يَمَسَّ الْمُلُوْكِ الْعِظَامَ مِثْلِيّ مِثْلَ بَقِيَّةِ الْنَّاسِ
قَالَ الْعَجُوزِ: إِنَّ الْمَوْتَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُلْكِ أَوْ خَادِمٌ بَيْنَ سَيِّدٍ وَعَبْدُ الْجَمِيْعَ تَحْتَ سُلْطَانِهِ مُتَسَاوُونَ
الْمَلِكُ: هَذَا يَعْنِيْ مَوْتِيَ لَا مَحَالَةَ ؟؟
الْعَجُوزِ: أَجَلٍ سَيِّدِيْ كُلُّنَا سَنَمُوتُ وَلَنْ يَبْقَىْ سِوَىْ وَجْهِ الْلَّهْ خَالِقُ الْكَوْنِ
الْمَلِكُ: هَيَّا أَخْبَرَنِيْ أَوَّلَا تَفْسِيْرِ الْحُلْمِ الَّذِيْ أَرْهَقَنِيْ وَيُقْلِقُنِيْ جَدَّا وَالْآنَ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلَ
الْعَجُوزِ: لَا تَقْلَقْ يَا سَيِّدِيْ سَأَشْرَحُ لَكِ وَأُفَسِّر حِلْمِكَ ,كنت في رحلة الحياة...... يَتَّبِعْ فِيْ الْحَلْقَةِ الْقَادِمَةِ
أخوكم : أبن السريان

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي“