الحرية / بقلم الأب الربَان رابولا صومي ـ دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا ـ دمشق.
- Alrban Rabola
- مرشد روحي
- مشاركات: 300
- اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
- مكان: سوريا
الحرية / بقلم الأب الربَان رابولا صومي ـ دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا ـ دمشق.
الحرية
25 أب 2014م
بقلم الاب الربَّان رابولا صومي.
تمهيد:
وقفَ زعيم أمام أعظم تمثال للحرية، ماجياً متأملاً وقائلاً: إيه أيتها الحرية كم من الشرور أُقترفت باسمك.وكم من الدول تنادي بالحرية أصبحت الآن تعاني معاناة قاسية، الدول التي تتآوى حرية التعبير حرية الكلمة وحرية الدين والمعتقد وحرية الأنسان الشخصية تصاب وتُوسم بالتخلف والتقهقر مع موكب الزمن وموكبهِ، وقد تُطلق عليه اسم الدول العالم الثالث ومسمّى دول النامية أو النائمة. فإن الحرية إن كانت تملك أن تفعل أم إنَّ الحرية أن تملك أن لاتفعل. أجل بكت الحرية مرة عبر محطات الزمن ولاتزال تبكي وستبقى تبكي إلى إنقضاء الدهر. في حوار كسؤال له عدة أجوبة ضع التسؤلات وأمامه الحلول.
مقال تأملي روحي أدبي.
الحريةٌ عروس والشهيد عريسُهَا والدم شَاهدُها. هي صفة من صفات الله القديرالأزلي الأبدي سكبها على الأنسان ليتمتع بها فيحرك مشاعره واحاسيسه للخير أو للشر. والحرية المُثلى أن يعيش المرء بحرية مقننّة مشرّعة لايسلب حرية الأخر. ولو قُيدّ الأنسان بدون حرية فما كان مصيره ياترى..؟! حقاً كان مثل كنَّارة التي يعزف عليها أخر أو مركبة يقودها الغير. فالله يلطفه العظيم لم يرغب أن يضع الأنسان في موقف الصمَد بل ميّزه ببنيته الفيسولوجيا وزيّنه بالحرية الممنهجة والمطلقة بأطار دستوري وقانوني عن أشياء كثيرة وساواه بالملائكة ليكن حراً طليقاً. تأملوا الشمس والقمر وسائر الكواكب والعنادل وزهور الحقل وأكثر الأشياء الأخرى التي هي أعظم منا بشيء كيف أنها لم تعطِ الحرية الذاتية بل كلها مرتبطة بالأمر والنهي أي تعمل فقط ماأُمرت بعملهِ ليس إلاَّ. إذن الحرية وُضعت في الأنسان لأجل الأنسان وفائدة الأنسان وخدمة الأنسان. أما السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يدرك المرء بقيمة هذه العطية التى مُنحت له....؟ يدركها من خلال عدم قدرته أن يستخدم شيئاً وهو بحاجة إلى إستعمالهِ. على سبيل المثال لا الحصر إذا كان الأنسان عديم السؤال فهو عديم الحرية لأنَّ الكائن المقيّد لايسأل، فالسؤال إنما هو لمن كان طليق النطق والكلام والكائن الطليق يسأل لأن إرادته حرّة مثال الأبكم الذي لايسطتيع ان يسأل لأن لسانه معتقل. أما الناطق فيستطيع أن يسأل لأن لسانه طليق. فبالأبكم المُعتقَل إذاً تبيّنَ ماهية الكائن المقيّد وبالناطق الطليق فمنهُ تَعلَم ماهية الحرية. فكما أن الفم طليق، هكذا أيضاً الحرية طليقة وكما أن اللسان الأبكم مُعتَقل، كذلك والكائن المقيَّد فلا لذاك كلمة الفم، ولا لهذا حرية. والآن لندع قليلاً ما ذكرناه ونختبر الحرية التي في ذواتنا ونجرب السلطان الذي وُضع في نفوسنا. وننظر هل إذا كان لنا هذا السلطان أم لا؟ إذ منا وفينا نستطيع أن نتعلم عن الحرية. أجل الحرية أُعطيت للأنسان ليميّز بين الخير والشرأي وهُب له كل شيئ حسن ولكن هو بالذات يحوَل كما تطلب أهوائه ونزواته وشهواته البعيدة عن الحقيقة. إذن لو كانت خلقتنا رديئة لكانت الملامة على الخالق، ولكن لمّا كانت حريتنا زائغة ورذيلة فالملامة تقع على عاتقنا وكاهلنا، وإذا كُنا عديمي الحرية فَلِما إذن تُحاسَب إرادتنا. أجل إذا كانت الحرية مفقودة فينا فقد دانها الله ظلماً، وإن هي موجودة فقد حاسبها بالحق. وهنا ترتبط الشريعة ما بين المحاسبة والحرية، ذلك أن محاسبة الحرية إنما هي لتجاوزها تحديد الدياّن فماذا تُرى ينتفع الخالق الصادق يخدعه إيّانا إذ أعطانا الشريعة في حين أنه لم يعطِنا الحرية..؟ فلو أنه لم يعطِنا الحقّ، لنا أن نسأله لِمَ لم يعطِها.؟ بل لو أن الحرية مفقودة فينا، لحقَ لنا أن نقول فقط أنه لم يعطِنا ذلك أن الأسئلة والمباحثات إنما تتوّلدوا دائماً من الحرية الذاتية. أجل ان الحوار وأخاه الأستقصاء،هما ابنا الحرية فقبلَ أن تبرهن إتضّحَ لنا أن الحوار هو وليد الحرية فلا معنى بعد هذا للتساؤل إذا كانت هناك حرية ام لا وإن تساءلت إعترفت بوجود الحرية. تُرى من الذي يسألك َ؟ أهي إرادتكَ أم قوة أخرى....؟! وهكذا تحولت الحرية إلى أهداف وغايات مادية لذلك نجد كثير من البشر يخضعون لأمور لايقبلها ضميرهم ولا روحهم ولكن تقبلها إرادتهم المطلقة واسفاه.. وآسفاه ... وحسرتاه ... !!! حقاً بكت الحرية مرةً ولاتزال تبكي وستبقى تبكي إلى إنقضاء الدهر.
إلى هنا أعاننا الرب.
دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا.
كُتبت لأول مرة: القاهرة ـ مصر 18 شاط 1998م
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54773
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
Re: الحرية / بقلم الأب الربَان رابولا صومي ـ دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا ـ دمشق.




- Alrban Rabola
- مرشد روحي
- مشاركات: 300
- اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
- مكان: سوريا
Re: الحرية / بقلم الأب الربَان رابولا صومي ـ دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا ـ دمشق.
تودي لمرورك الكريم عام شلومى.. 
