هو مثلي ..!

[القس جوزيف ايليا]

هو مثلي ..
سوريٌّ هائمٌ بحبّ سوريا وغارقٌ في أوجاعها ..
ورجل دينٍ غائصٌ في قضايا الفكر… .....
وأمور الّلاهوت ..
وأديبٌ عاشقٌ للكلمة .. ومولعٌ بالشِّعر ..!
غير أنّه ما سبق لنا أن التقينا سوى البارحة على صفحات الفيسبوك .. فقد نشر على صفحته قصيدةً مجبولةً بالوجع بمناسبة مرور مائة عامٍ على الإبادة التي تعرّض لها الأرمن والسّريان وشعوبٌ أخرى على يد العثمانيين الأتراك .. قال فيها مِن ضمن ما قال :


والأرضُ... أنبتتِ السّيوفَ… كأنّها
زرْعٌ وحصْدٌ .....أين مهربُ محتمي ..

" مئةٌ " تمرُّ كأنّها " أمسٌ " مضى
هل يغفر التّاريخُ … قتْلَ الآدميّْ… .؟

فكتبتُ تعليقاً على قصيدته هذه قائلاً :

فاسلمْ لنا… .. يا كاهناً ....في شِعره
يصحو صراخُ المشتكي... المتكلّمِ

عن خنجرٍ في الصّدر منغرسٍ .. أما
شبعَ الطّغاةُ … .. من الدّم المتألّمِ .. ؟

يا ربُّ … ..إنّا … نرتجي خيرَ الورى
فارسمْ سلاماً ... . في سَما المتجهّمِ… !

فردّ عليّ بالقول :

شكراً ". أبانا ". يا ابنَ شرْقٍ أينعتْ
فيه القلوبُ … ... ولم تزلْ في مأتمِ

شكراْ صديقي ...… إنّ شِعرَك للظىً
ثلجاً ... ..يبرِّدُ ...جوفه ... .. بتكتّمِ

آهٍ .. وغربتُكَ الكسيرةُ ... لامستْ
فيَّ التّوحّدَ … ليتنا .. لمْ … . نسأمِ ..!

فقلت :

لن يقتلوا الآمالَ ... سوف نعيشها
لغدٍ … جميلٍ ... . قادمٍ … … .مُتبسِّمِ ..!

فتابع يقول :

مرّت علينا… . منذ ..عهدٍ ....قديمها
". مئةٌ " .وعادت كالصواعق ترتمي

كنّا ثوابتَ سوف نبقى … ...رغم مَنْ
حملَ… العداءَ.… . بقلبه.... المتورِّمِ...!

فكتبت :

ستمرّ أخرى… يا أخي .. في شرْقِنا
نمشي على… . دربٍ بها . ...متهدِّمِ

ستهزّنا... البلوى … .بكفّيها….. ولن
تقوى… على… تسليمنا… .. لجهنّمِ..!

فردّ :

لا .. لن تكونَ جهنّمُ الحمرا ..إلّا لمن
قطعوا الرّقابَ بسيفِ حقدٍ .مُجرمِ

إنّ الحياةَ… .. وإن تلوّثَ… ...ماؤها
تعطي الضفافَ ..بجودِها المُتطعِّمِ

تعطي الخلودَ….. لمن تجذّر فيهمُ
حُبُّ الإلهِ.… .. وشبْههِ … ....المتألّمِ… !

فختمتُ معه الحوار … بقولي :

به نرتقي للمجد ... لا نخشى العِدا
ما خابَ.… . مَنْ أصغى لخيرِ مُعلِّمِ.… !!
القس جوزيف إيليا
١ - ٥ - ٢٠١٥