من أنتَ ؟ لايهَّمني من تكون ، وإلى أيَّة جهةٍ
تنتمي . ما أصلكَ ، ما فصلكَ ، عربيّاً كنتَ أم
أعجمياً ، مسلماً كنتَ أم نصرانياً ، مؤمناً كنتَ
أم مُلحداً ، صديقاً كنتَ أم عدَّواً ، شجاعاً كنتَ أم جبانا.ً
مادمتَ تقتل أخي البريء ، وما دمتَ تقطع عنه الطريق
ومادمتَ تهدمَ البيوت ، ومادمتَ تنبشَ القبور ، ومادمت
تحرم الطفل حنان أمّه ،وتفجع الأمهاتَ بالبنين
ومادمتَ لاترحم الشيخ العجوز ، وما دمتَ تقصف
الكنائسَ والمساجد وروضة الأطفال والمدارس ودور
المسنين ، مادمتَ ترعبْ الطيور ، ومادمت تحرق
الحقول ، ومادمتَ تعكر وجه السماء ، وتحجب نور القمر
مادمتَ تقلقُ راحة المساكين بأصوات الرصاص والقنابل
مادمتَ تزمجر في الليالي وترتكبَ الفحشاء ، مادمتَ سبباً
لحرمان طفل من قطرة حليب ، وبكاء أمٍ على فقدان إبنها
وزوجة على زوجها ، وأختٍ على أخاها ، وحبيبة على حبيبها
أجل لا يهمَّني من تكون مادمتَ قد حرمتَ الطفل بهجة العيد ،
مادامَ هناكَ خيامٌ في العراء ، مادمتَ تكره السلام
فأنتَ في نظري مجرمٌ وسفاحْ ، وأنتَ في نظري شرٌ مُباح
وأنتَ ذاكَ الوحش القبيح ، وأنت الشيطان الرجيم
لأنكَ تغتال بلدي ، تغتال حبيبتي ، تغتال أهلي .
لايهمني من تكون ، أنتَ مدمِّر ، ولستَ مُعمِر
وأنت مُفسِد ، ولستَ مُصلحْ ، مادمتَ تحملُ السلاح
وتسفكُ الدماء ، وتنتهك الأعراض ، وتدنس المقدسات.
وتذبح الأديان ، وتهدمَ بيت جدّي ، وتكسرَ صور حديقته
لا يهمَّني من تكون ! ولا أتشرّف بمعرفتكَ لا اليوم ولا غداً!
كيفَ تجرأتَ وفعلت فعلتكَ؟ ، وكيفَ طاوعكَ قلبكَ ؟، وكيف
أستغلّيتَ الظروف فعصرتَ على الجرح وزدّتَ النزيف؟
لايهمني من تكون ، ولا أريد أن أعرفَ من تكون !
قد تكون إنساناً ، ولكن مجرّد من صفات الإنسانيّة !
أو تكون إنساناً ، ولكن مجرّد من الإحساس والشعور !
أو تكون إنساناً ، ولكن بداخلكَ وحشٌ فتّاكْ !
ولكن لايهمّني من تكون ، فلابدَّ أن يأتي يوماً وتزول
ولابُدَّ أن ينجلي الغمام ، وتزهو الزهور ، وتشرق
شمس العزّ من جديد ، ويضحك الربيع ، وترقص
الطيور على الأغصان مع هفهفات النسيم ، ويعود
الطفل إلى داره وينعم بالدفىء والأمان ويفرح بيوم
العيد وبهجة العيد وألعاب العيد، ويغفو على صدرِ
أمّه وينام نوماً عميق .
لايهمّني من تكون ، وأنا غيرُ مهتم بمن تكون !
ما يهمُّني هو وطني ، متى ستنقشع الظلمات عنهُ ؟
ومتى تعود إليه أمواج الفرح ؟ ومتى ترحل عنهُ
الذئاب الضواري وقطاع الطرق والأشباح ؟
ومتى يلتمَّ شملَ المهجَّرين ويلتقي الأحباب بالمحبين ؟
ومتى يصحو وطني على صباحٍ جميل ليتنفسَ
الصعداء ويبدأ يوماً سعيد ؟
فأنا لا يهمّني من تكون !
ما يهمَّني هو وطني
أن يكون سعيد !.
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
[/size]تنتمي . ما أصلكَ ، ما فصلكَ ، عربيّاً كنتَ أم
أعجمياً ، مسلماً كنتَ أم نصرانياً ، مؤمناً كنتَ
أم مُلحداً ، صديقاً كنتَ أم عدَّواً ، شجاعاً كنتَ أم جبانا.ً
مادمتَ تقتل أخي البريء ، وما دمتَ تقطع عنه الطريق
ومادمتَ تهدمَ البيوت ، ومادمتَ تنبشَ القبور ، ومادمت
تحرم الطفل حنان أمّه ،وتفجع الأمهاتَ بالبنين
ومادمتَ لاترحم الشيخ العجوز ، وما دمتَ تقصف
الكنائسَ والمساجد وروضة الأطفال والمدارس ودور
المسنين ، مادمتَ ترعبْ الطيور ، ومادمت تحرق
الحقول ، ومادمتَ تعكر وجه السماء ، وتحجب نور القمر
مادمتَ تقلقُ راحة المساكين بأصوات الرصاص والقنابل
مادمتَ تزمجر في الليالي وترتكبَ الفحشاء ، مادمتَ سبباً
لحرمان طفل من قطرة حليب ، وبكاء أمٍ على فقدان إبنها
وزوجة على زوجها ، وأختٍ على أخاها ، وحبيبة على حبيبها
أجل لا يهمَّني من تكون مادمتَ قد حرمتَ الطفل بهجة العيد ،
مادامَ هناكَ خيامٌ في العراء ، مادمتَ تكره السلام
فأنتَ في نظري مجرمٌ وسفاحْ ، وأنتَ في نظري شرٌ مُباح
وأنتَ ذاكَ الوحش القبيح ، وأنت الشيطان الرجيم
لأنكَ تغتال بلدي ، تغتال حبيبتي ، تغتال أهلي .
لايهمني من تكون ، أنتَ مدمِّر ، ولستَ مُعمِر
وأنت مُفسِد ، ولستَ مُصلحْ ، مادمتَ تحملُ السلاح
وتسفكُ الدماء ، وتنتهك الأعراض ، وتدنس المقدسات.
وتذبح الأديان ، وتهدمَ بيت جدّي ، وتكسرَ صور حديقته
لا يهمَّني من تكون ! ولا أتشرّف بمعرفتكَ لا اليوم ولا غداً!
كيفَ تجرأتَ وفعلت فعلتكَ؟ ، وكيفَ طاوعكَ قلبكَ ؟، وكيف
أستغلّيتَ الظروف فعصرتَ على الجرح وزدّتَ النزيف؟
لايهمني من تكون ، ولا أريد أن أعرفَ من تكون !
قد تكون إنساناً ، ولكن مجرّد من صفات الإنسانيّة !
أو تكون إنساناً ، ولكن مجرّد من الإحساس والشعور !
أو تكون إنساناً ، ولكن بداخلكَ وحشٌ فتّاكْ !
ولكن لايهمّني من تكون ، فلابدَّ أن يأتي يوماً وتزول
ولابُدَّ أن ينجلي الغمام ، وتزهو الزهور ، وتشرق
شمس العزّ من جديد ، ويضحك الربيع ، وترقص
الطيور على الأغصان مع هفهفات النسيم ، ويعود
الطفل إلى داره وينعم بالدفىء والأمان ويفرح بيوم
العيد وبهجة العيد وألعاب العيد، ويغفو على صدرِ
أمّه وينام نوماً عميق .
لايهمّني من تكون ، وأنا غيرُ مهتم بمن تكون !
ما يهمُّني هو وطني ، متى ستنقشع الظلمات عنهُ ؟
ومتى تعود إليه أمواج الفرح ؟ ومتى ترحل عنهُ
الذئاب الضواري وقطاع الطرق والأشباح ؟
ومتى يلتمَّ شملَ المهجَّرين ويلتقي الأحباب بالمحبين ؟
ومتى يصحو وطني على صباحٍ جميل ليتنفسَ
الصعداء ويبدأ يوماً سعيد ؟
فأنا لا يهمّني من تكون !
ما يهمَّني هو وطني
أن يكون سعيد !.
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد