بينَ كِلتا الصورتينْ....!
كلما أردتُ الدخولْ إلى موقع ( ديريك ديلان ) العزيز، أستوقفتني
تلكَ الصورة الرائعة المدهشة المتصدرة هذا الموقع ، تلكَ الصورة التي
تحاكي الماضي والحاضر فتجعلكَ تغوص في أعماق الزمن لتفتش عن
خبايا وكنوز طوتها وغيّبتها الأيام والسنين ، وعن ذكرياتٍ تطفو فوق
أمواج الحنينْ ، إنها صورة واحدة لمشهدين ، صورة واحدة لماضٍ بعيد
عِشتهُ وعَرفتهُ ، ولحاضرٍقريبْ أنا غريبٌ عنه !
إنها كنيسة القديسة مارة شموني القديمة والحديثة معاً .
إن أول مايشدَّ إنتباهي هو خلفيّة هاتين الصورتين ،! فعلى جهة اليمين
تشاهد الكنيسة القديمة بحجارتها السوداء وقبتها البيضاء، هي ، هي
ذات الكنيسة التي أعرفها منذ أن فتّحتُ أعيني على هذه الحياة .
أمَّا في الجهة اليسرى فمشهدٌ غريب بالنسبة ليَّ ، وعالمٌ لم أألفهُ من قبلْ .
إنها كاتدرائيّة عظيمة بمنتهى الروعة والجمال ، منتصبة القامة شامخة وكأنها
تحاكي الجبابرة والقياصرة والملوكْ في عصورهم .
لكن دعوني أعود مرّة أخرى إلى خلفية الصورة التي شدّت إنتباهي وأذهلتني
ودعتني أسرح في متاهاتٍ واسعة وأتخّيل وأجول بأعماقي
بين الماضي البعيد والحاضر القريبْ .
خلفية الصورة هي: السماءْ !!!! نعم السماء !!!!
السماءالزرقاءالمبتهجة النقيّة الصافية في( الجهة اليمنى) خلف الكنيسة
القديمة التي هي جزءٌ من الماضي الذي عشتهُ.
والسماء القاتمة الحزينة المتلبدة بالغيوم في( الجهة اليسرى ) .خلف الكنيسة
الجديدة ( الكاتدرائيّة ) التي لاأعرفها إلاّ من خلال الصورة .
إنها سماء ديريك الحبيبة ، كيف كانت بالأمس ،! وكيف أصبحت
اليوم ،!بالأمس كانت تنام مع هداير النسيم المنبعثة من صدور تلكَ
الكروم العاشقة وجهْ القمر ، وتصحو على تنهدات الصباح وهو يستقبل
أنفاس الفجر المندّى ، هكذا كانت ديريك سابقاً ، وهكذا عهدناها وعرفناه
أمّا اليوم فلستُ أدري ماذا جراها ....!
لست أدري من المسؤل عن حزنكِ ياحبيبة ، عن بؤسكِ ، عن دموعكِ ،
عن الشكوى والأنين ، عن الوجعْ ، عن كلِ حسرة تطلقيها ، عن كل شهقة
ندم تشهقيها ،عن هذه الغيوم السوداء، وعن تعكير صفوّ السماء، من المسؤل
عن تشويهْ صورتكِ البهيّة ، لا لستُ أدري من السَبب والمسبب ؟!
أهل نحنُ لأننا تركناكِ ورحلنا وكنّا ظالمين وقساةٌ عليكِ ؟
أم هو الزمن الذي غدر بكِ كما غدر بآزخ الحبيبة من قبلكِ ؟
أم هكذا كُتب علينا منذُ الأزل في كل حِقبة من الزمن : نبني ونشيّد ونغرسْ
ونأسسْ ونجمّل المكانْ ونحولهُ إلى جنة من جنائن النعيم ، ثم نهجرهُ أو نُهجَّر
منه إلى مكانٍ آخرْ لنبدأ من جديدْ .!
نحنُ أشبهْ بطيرالفينيق الأسطوري ، عندما يَهرمْ ويشيخ يُحلِّق بعيداً
نحوَ الشمس وهناكَ يحترقْ ليخرج من رمادهِ طيراً فينيقيّاً جديد .
نعم ليخرجُ من رَمادِنا إنساناً سُريانيّاً جديد .!!!
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
كلما أردتُ الدخولْ إلى موقع ( ديريك ديلان ) العزيز، أستوقفتني
تلكَ الصورة الرائعة المدهشة المتصدرة هذا الموقع ، تلكَ الصورة التي
تحاكي الماضي والحاضر فتجعلكَ تغوص في أعماق الزمن لتفتش عن
خبايا وكنوز طوتها وغيّبتها الأيام والسنين ، وعن ذكرياتٍ تطفو فوق
أمواج الحنينْ ، إنها صورة واحدة لمشهدين ، صورة واحدة لماضٍ بعيد
عِشتهُ وعَرفتهُ ، ولحاضرٍقريبْ أنا غريبٌ عنه !
إنها كنيسة القديسة مارة شموني القديمة والحديثة معاً .
إن أول مايشدَّ إنتباهي هو خلفيّة هاتين الصورتين ،! فعلى جهة اليمين
تشاهد الكنيسة القديمة بحجارتها السوداء وقبتها البيضاء، هي ، هي
ذات الكنيسة التي أعرفها منذ أن فتّحتُ أعيني على هذه الحياة .
أمَّا في الجهة اليسرى فمشهدٌ غريب بالنسبة ليَّ ، وعالمٌ لم أألفهُ من قبلْ .
إنها كاتدرائيّة عظيمة بمنتهى الروعة والجمال ، منتصبة القامة شامخة وكأنها
تحاكي الجبابرة والقياصرة والملوكْ في عصورهم .
لكن دعوني أعود مرّة أخرى إلى خلفية الصورة التي شدّت إنتباهي وأذهلتني
ودعتني أسرح في متاهاتٍ واسعة وأتخّيل وأجول بأعماقي
بين الماضي البعيد والحاضر القريبْ .
خلفية الصورة هي: السماءْ !!!! نعم السماء !!!!
السماءالزرقاءالمبتهجة النقيّة الصافية في( الجهة اليمنى) خلف الكنيسة
القديمة التي هي جزءٌ من الماضي الذي عشتهُ.
والسماء القاتمة الحزينة المتلبدة بالغيوم في( الجهة اليسرى ) .خلف الكنيسة
الجديدة ( الكاتدرائيّة ) التي لاأعرفها إلاّ من خلال الصورة .
إنها سماء ديريك الحبيبة ، كيف كانت بالأمس ،! وكيف أصبحت
اليوم ،!بالأمس كانت تنام مع هداير النسيم المنبعثة من صدور تلكَ
الكروم العاشقة وجهْ القمر ، وتصحو على تنهدات الصباح وهو يستقبل
أنفاس الفجر المندّى ، هكذا كانت ديريك سابقاً ، وهكذا عهدناها وعرفناه
أمّا اليوم فلستُ أدري ماذا جراها ....!
لست أدري من المسؤل عن حزنكِ ياحبيبة ، عن بؤسكِ ، عن دموعكِ ،
عن الشكوى والأنين ، عن الوجعْ ، عن كلِ حسرة تطلقيها ، عن كل شهقة
ندم تشهقيها ،عن هذه الغيوم السوداء، وعن تعكير صفوّ السماء، من المسؤل
عن تشويهْ صورتكِ البهيّة ، لا لستُ أدري من السَبب والمسبب ؟!
أهل نحنُ لأننا تركناكِ ورحلنا وكنّا ظالمين وقساةٌ عليكِ ؟
أم هو الزمن الذي غدر بكِ كما غدر بآزخ الحبيبة من قبلكِ ؟
أم هكذا كُتب علينا منذُ الأزل في كل حِقبة من الزمن : نبني ونشيّد ونغرسْ
ونأسسْ ونجمّل المكانْ ونحولهُ إلى جنة من جنائن النعيم ، ثم نهجرهُ أو نُهجَّر
منه إلى مكانٍ آخرْ لنبدأ من جديدْ .!
نحنُ أشبهْ بطيرالفينيق الأسطوري ، عندما يَهرمْ ويشيخ يُحلِّق بعيداً
نحوَ الشمس وهناكَ يحترقْ ليخرج من رمادهِ طيراً فينيقيّاً جديد .
نعم ليخرجُ من رَمادِنا إنساناً سُريانيّاً جديد .!!!
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد