بين كِلتا الصورتين . بقلم فريد توما مراد

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

بين كِلتا الصورتين . بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

بينَ كِلتا الصورتينْ....!
كلما أردتُ الدخولْ إلى موقع ( ديريك ديلان ) العزيز، أستوقفتني
تلكَ الصورة الرائعة المدهشة المتصدرة هذا الموقع ، تلكَ الصورة التي
تحاكي الماضي والحاضر فتجعلكَ تغوص في أعماق الزمن لتفتش عن
خبايا وكنوز طوتها وغيّبتها الأيام والسنين ، وعن ذكرياتٍ تطفو فوق
أمواج الحنينْ ، إنها صورة واحدة لمشهدين ، صورة واحدة لماضٍ بعيد
عِشتهُ وعَرفتهُ ، ولحاضرٍقريبْ أنا غريبٌ عنه !
إنها كنيسة القديسة مارة شموني القديمة والحديثة معاً .
إن أول مايشدَّ إنتباهي هو خلفيّة هاتين الصورتين ،! فعلى جهة اليمين
تشاهد الكنيسة القديمة بحجارتها السوداء وقبتها البيضاء، هي ، هي
ذات الكنيسة التي أعرفها منذ أن فتّحتُ أعيني على هذه الحياة .
أمَّا في الجهة اليسرى فمشهدٌ غريب بالنسبة ليَّ ، وعالمٌ لم أألفهُ من قبلْ .
إنها كاتدرائيّة عظيمة بمنتهى الروعة والجمال ، منتصبة القامة شامخة وكأنها
تحاكي الجبابرة والقياصرة والملوكْ في عصورهم .
لكن دعوني أعود مرّة أخرى إلى خلفية الصورة التي شدّت إنتباهي وأذهلتني
ودعتني أسرح في متاهاتٍ واسعة وأتخّيل وأجول بأعماقي
بين الماضي البعيد والحاضر القريبْ .
خلفية الصورة هي: السماءْ !!!! نعم السماء !!!!
السماءالزرقاءالمبتهجة النقيّة الصافية في( الجهة اليمنى) خلف الكنيسة
القديمة التي هي جزءٌ من الماضي الذي عشتهُ.
والسماء القاتمة الحزينة المتلبدة بالغيوم في( الجهة اليسرى ) .خلف الكنيسة
الجديدة ( الكاتدرائيّة ) التي لاأعرفها إلاّ من خلال الصورة .
إنها سماء ديريك الحبيبة ، كيف كانت بالأمس ،! وكيف أصبحت
اليوم ،!بالأمس كانت تنام مع هداير النسيم المنبعثة من صدور تلكَ
الكروم العاشقة وجهْ القمر ، وتصحو على تنهدات الصباح وهو يستقبل
أنفاس الفجر المندّى ، هكذا كانت ديريك سابقاً ، وهكذا عهدناها وعرفناه
أمّا اليوم فلستُ أدري ماذا جراها ....!
لست أدري من المسؤل عن حزنكِ ياحبيبة ، عن بؤسكِ ، عن دموعكِ ،
عن الشكوى والأنين ، عن الوجعْ ، عن كلِ حسرة تطلقيها ، عن كل شهقة
ندم تشهقيها ،عن هذه الغيوم السوداء، وعن تعكير صفوّ السماء، من المسؤل
عن تشويهْ صورتكِ البهيّة ، لا لستُ أدري من السَبب والمسبب ؟!
أهل نحنُ لأننا تركناكِ ورحلنا وكنّا ظالمين وقساةٌ عليكِ ؟
أم هو الزمن الذي غدر بكِ كما غدر بآزخ الحبيبة من قبلكِ ؟
أم هكذا كُتب علينا منذُ الأزل في كل حِقبة من الزمن : نبني ونشيّد ونغرسْ
ونأسسْ ونجمّل المكانْ ونحولهُ إلى جنة من جنائن النعيم ، ثم نهجرهُ أو نُهجَّر
منه إلى مكانٍ آخرْ لنبدأ من جديدْ .!
نحنُ أشبهْ بطيرالفينيق الأسطوري ، عندما يَهرمْ ويشيخ يُحلِّق بعيداً
نحوَ الشمس وهناكَ يحترقْ ليخرج من رمادهِ طيراً فينيقيّاً جديد .
نعم ليخرجُ من رَمادِنا إنساناً سُريانيّاً جديد .!!!



فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 55009
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: بين كِلتا الصورتين . بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

تحليل جميل ورائع جداً
كاتبنا الحبيب ابن ديريك الحبيبة اخي فريد مراد
كلمات نبيلة في عالم الغربة والحنين إلى تلك المدينة الجميلة التي ترعرنا بها
ديريك يا قلعة الجبابرة
ديريك الحبيبة لم ننساكِ أبداً
أنتِ في مخيلتنا في كل لحظة.
واسمح لي اخي الحبيب ان اولقبك ب ابن ديريك
قواك الله ومنحك ثوب الصحة والعافية كاتبنا السرياني ابن ديريك
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 18004
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: بين كِلتا الصورتين . بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة بنت السريان »

الأخ فريد المبارك
طاوعتك مفردات اللغة
إنصهرت بين أناملك
حكت منها بساطا من المشاعر
نسجته من خيوط الشمس
وصغت سبيكة ذهبية توجت بها أفق شمس السريان
هكذا كتب على أجدادنا
واليوم نشرب من نفس الكأس التي شرب منها أولئك الأبطال
ولعلّ التاريخ يستمر بتدوين الكتابة ويحتفظ بذات الكأس
كي يشرب منها أحفادنا
ترى هل التاريخ يعيد نفسه لنا فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بوركت أجدت وأبدعت في الوصف والتعبير عن القصد

اختكم
بنت السريان
صورة

سعاد اسطيفان
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: بين كِلتا الصورتين . بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

شكراً جزيلاً أخي العزيز الشمّاس إسحق
على ماكتبتهُ بحقي وأنا لاأستحقهُ ، لقب
إبن ديريك هذا شرفاً عظيماً بالنسبة لي
نعم أنا إبن ديريك وفيها فتحتُ أعيني
لأول مرّة على هذه الحياة ، وفيها دفنتُ
ذكرياتي ، وإليها أعود بأحلامي ، رغم
كل ذلك أخشى لو قبلتُ هذا اللقب تؤنّبني
ديريك وتقول : لو كنتَ إبني كما تقول
لماذا هجرتني ورحلتْ !

شكراً لكِ أختي الفاضلة بنت السريان
على مروركِ الكريم ، أنتِ دوماً الرائدة
والسبّاقة وبأمثالكِ نعتز ونفتخر !
نحنُ لانكتب بل نُعبِّر عن ما بداخل
قلوبنا من مكنونات ومشاعر وأحاسيس
جراحُنا مازالت تنزف منذ مئات لا بل
آلاف السنين ونحنُ متوجعون لكننا صابرون
وصامتون ، لكن إيماننا بالرب الفادي يسوع
هو مايخفف علينا أوجاعنا ، ويصبِّرنا
ويقوّينا أكثر فأكثر !

أخوكم بالرب : فريد
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الكاتب والراوي فريد توما مراد“