خميس الفصح ـ خميس الأسرار او غسل الأرجل 2012!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54924
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

خميس الفصح ـ خميس الأسرار او غسل الأرجل 2012!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »


يُعتبر يوم خميس الفصح من أهم المناسبات التي باركها وحضرها يسوع مع تلاميذه،
أولاً لأن يسوع أراد أن يكمِّل ناموس موسى كتقليد قديم حافظ عليه اليهود بعد خروجهم من مصر ووصولهم إلى فلسطين، وكانوا يعتبرون أكل الفصح من أهم المناسبات التي تُذكِّرهم بحريتهم من عبودية المصريين، ولكن السيد المسيح حوّل هذه الذكرى إلى مناسبة أخرى أخذت بُعداً جديداً في حياة الكنيسة، فقلبت كل المفاهيم فيها رأساً على عقب، فلم يعد الفصح وأكل الخروف فيه مهماً بالنسبة إلى المسيحية، لأن يسوع أسس واحداً من الأسرار التي دخلت إلى حياة المؤمنين، فأصبح جزءاً مهماً من أجل عضويتهم في الكنيسة، وهو سر القربان المقدس.
فعندما سلّم الخبز والخمر إلى تلاميذه قائلاً : خذوا كلوا هذا هو جسدي والخمر قائلاً: هذا هو دمي، أكَّد بهذا القول أن باب التوبة أصبح مشّرعاً أمام كل تائب، وسر جسده ودمه هو الجسر الذي يربط بين الأرض والسماء، بين الخطاة التائبين والآب السماوي، وكما علّمهم اصنعوا هذا لذكري، مازالت الكنيسة تمارس هذا السر المقدس بكل تقاليدها، وعاداتها، ولغاتها، وثقافاتها.

ترتيلة : يا عليل الروح

يا عليلَ الروح، ألا اسمعني وأحمل الأغصان واتبعني

إلى من تنازل، ليخلصنـي ويصلح حالك، وأخوالـي
خاص بحفلة غسل الأرجل


فروميون: الحمد للرفيع السامي الذي تنازل من أجلنا، السبح لرب العلويين ورجاء السفليين، والنار الآكلة المحيية الذي شاء فارتدى برأفته أعضاء الجسد، في حين أن الجنود العلويين يرتاعون من النظر إليه، والملائكة القديسين يسبحونه مطأطئين رؤوسهم أمامه تهيباً، التعظيم لمصدر الحياة وإله الكل الذي أحنى تدبيرياً أمام الترابيين بفضله الجزيل، معلناً مثل التواضع هذا الذي به يليق الحمد.

سدرو: أيها المسيح إلهنا، يا من وأنت رفيع بطبعك مع أبيك وروحك القدوس، ولا تتسع لربوبيتك السموات وسماء السموات، فقد حللت في العذراء، وولدت منها بالجسد متأنساً من أجلنا، واعتمدت فقدست المعمودية لتطهرنا، وصمت فعلمتنا أن ننتصر بالصوم المقدس على عدونا وصنعت العجائب الإلهية تدبيرياً، ودخلت مدينة أورشليم راكباً عفو ابن آتان، فيما كان الأطفال والرضع يمجدونك سراً كما شئت، ثم أكلت الفصح مع تلاميذك بسر تدبيرك المقدس بالذات حيث استودعتهم وصايا محيية وعجيبة وإلهية.

وبعد أن تمت جميع هذه الأمور الخيّرة في ذلك العشاء مكمل الرموز وخاتم الأسرار أفضت، بل حققت وعلّمت مدى وغاية المحبة العظمى، قمت عن العشاء وأنت سيد الكل الملتحف بالنور كرداء، وخلعت ثيابك بمنتهى التواضع، واتزرت بمنديل كعبد وخادم، وأحنيت رأسك لتغسل أرجل تلاميذك بدأً من الصغير إلى الكبير، دهش العلويون وسبحك السماويون، وشكرك التلاميذ وهم منذهلون، إذ علّمتهم وإيانا بواسطتهم وصية المحبة الكاملة بقولك لهم، كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً، وأحبوا بعضكم بعضاً. وبهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إذا كنتم تحبون بعضكم بعضاً، لذلك نبتهل ربنا إلى رحمتك الجزيلة لتوقفنا نحن عبيدك الواقفين أمامك في هذا الحين لإتمام هذه الخدمة المقدسة أن تنجلي عن نفوسنا وأجسادنا جميع أدران الخطيئة بواسطة هذا الماء الذي به يغسل بعضنا أرجل بعض، حاذين حذوى تواضعك، ونصير جدداً بدلاً من عتقاء، وأطهاراً بدلاً من نجسين، ومحبين صادقين بدلاً من مبغضين، وأهّلنا لكي إذا تبصرنا بأعين بصائرنا في تواضعك وتنازلك إلينا، لنطرح عنّا الكبرياء التي دسّها إبليس في جنسنا بمكره البغيض، ونرفع بالتواضع واللطف والمحبة الصادقة الأمور التي علمتنا إياها بالعمل، ونستحق أن نعيّد لك قيامتك المجيدة، ونرفع إليك حمداً وشكراً وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى أبد الآبدين آمين.


القراءة من إنجيل يوحنا 13 : 1 ـ 20
أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى. فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ. يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجَ وَإِلَى اللَّهِ يَمْضِي. قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا. ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ يَا سَيِّدُ أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ. أَجَابَ يَسُوعُ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ. قَالَ لَهُ بُطْرُسُ لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَداً. أَجَابَهُ يَسُوعُ إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ. قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي. قَالَ لَهُ يَسُوعُ ﭐلَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ. لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ لِذَلِكَ قَالَ لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ. فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضاً قَالَ لَهُمْ أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ. أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً وَحَسَناً تَقُولُونَ لأَنِّي أَنَا كَذَلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ. لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ. لَسْتُ أَقُولُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْلَمُ الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ. لَكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ. أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
* الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
نجد في الفصول من الثالث عشر إلى السابع عشر ما قاله يسوع لتلاميذه الليلة السابقة لموته. وقد نطق بهذه الأقوال جميعها في أمسية واحدة حين لم يكن حاضراً سوى التلاميذ، وأعطاهم تعليماته النهائية لتعزيتهم، ولإعدادهم لموته وقيامته، وهي أحداث ستغير حياتهم إلى الأبد.
{كان يلزم في عيد الفصح (العبور) أن يذهب كل الذكور من اليهود، فوق سن الثانية عشرة، إلى أورشليم. وكان عيد الفصح هو الاحتفال بذكرى الليلة التي تحرر فيها بنو إسرائيل من يد فرعون (خر 12)، عندما "عبر" ملاك الله عن البيوت التي عليها علامة دم الحمل، بينما قتل الأبكار في البيوت التي لم تكن عليها تلك العلامة. وكان يعقب يوم الفصح عيد من سبعة أيام يسمى عيد الفطير تذكاراً لخروج بنى إسرائيل السريع من مصر، إذ لم يتسع لهم الوقت ليختمر العجين فخبزوه بدون خمير. وكان بنو إسرائيل يجتمعون ليأكلوا وليمة الفصح التي كانت تشتمل على الحمل، الخمر، أعشاب مرة وفطير. وأصبح يطلق على الأسبوع كله "الفصح" لأنه كان يعقب عيد الفصح مباشرة}.
كان الرب يسوع خادماً نموذجياً وقد بين هذا الاتجاه لتلاميذه. فقد كان غسل أرجل الضيوف عملاً من أعمال خادم البيت عند وصول ضيوف. إلا أن الرب لف منشفة على وسطه كأدنى عبد وغسل أقدام تلاميذه.
فإن كان يسوع، الله الظاهر في الجسد، مستعداً للخدمة فعلينا نحن أتباعه أن نكون خداماً أيضاً ومستعدين للخدمة بأي طريقة من أجل تمجيد الله.
فهل أنت مستعد أن تتبع مثال المسيح في الخدمة؟
ومن الذي ستخدمه اليوم؟
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين

:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: خميس الفصح ـ خميس الأسرار او غسل الأرجل 2012!

مشاركة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
الغالي المقدسي الشماس أسحق
جعل الله كل أيامك خير وبركة وأمن وسلام
بهذه المناسبة الرائعة التي علمنا بها الرب قمة التواضع
أنه الرب وغسل أرجل تلاميذه هل هناك أعظم من هذا؟
ونحن لا نغفر لبعضنا ولا نكن المحبة لبعض أين نحن من كل هذا ؟
أحل الرب محبته وتزاضعه في قلوبنا لنستحق أن نكون له أبناء وهو أب لنا
بركة الرب معك

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“