الأحد الثاني من الصوم الكبير الأربعيني ـ شفاء الأبرص 2012!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54922
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الثاني من الصوم الكبير الأربعيني ـ شفاء الأبرص 2012!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

أحد شفاء الأبرص 2012

في معجزات السيد المسيح المذكورة في الأناجيل المقدسة، نرى أن الأبرص له دور هام في موضوع الإيمان والمعجزة. وكما اختار القديس متى شفاء الأبرص على قائمة المعجزات
هكذا الكنيسة أيضاً وضعته في ثاني آحاد الصوم بعد أعجوبة قانا الجليل مباشرة، لأن البرص مرض غير قابل للشفاء، وهو معدٍ، لهذا يخص الجماعة، فمريض واحد يستطيع أن ينشر المرض في مجموعة كبيرة من الناس، وهكذا يشبه مرض البرص الخطيئة. فكما شفى يسوع المسيح الأبرص أي ردَّ إليه الحياة، وأعاد إليه الكرامة، وجعله أن يعود إلى حياته الطبيعية ويعيش بين الناس، هكذا يقبل أيضاً الله كل خاطئ يتوب وإلى حظيرة المسيح يعود، فتطهير الأبرص دعوة للعودة إلى الله والكنيسة.

ترتيلة : طُفتَ في الأسواق

طُفت في الأسواق تشفي العليل

طبَّقــت آفــاق أرض الجليل

في بيت ســمعان كفرنـاحـوم

جمهــور سهران جـوّ محموم

فروميون : التسبيح لصانع الحياة ومدّبر المخلوقات كافة، الشكر لغافر الذنوب والآثام، ومطهّر النفوس من برص الخطايا، وواهب من يسأله صالح العطايا، التعظيم للفائض بالعطف والحنان الذي تحنن على الأبرص فأبرأه وطهّر بأمره الإلهي نفسه وجسده، الصالح الذي به يليق السجود والوقار، وبأبيه وبروحه القدوس إياه نسبح في هذا الوقت.

سدرو : لك السبح أيها المسيح ربنا، يا من وعدتنا لنكون بنين لأبيك السماوي، بعد أن رفعت عنا حكم الموت، وجدّدت جبلتنا التي كانت قد بليت بالخطيئة، وغسلتها بالنار والروح القدس، وحذرتنا من السقوط في أشراك إبليس المهلكة، وفتحت السبيل أمامنا لنأتي إليك كلما أثقلت الخطيئة كاهلنا. كما فتحت أمام الأبرص الذي طرده الناموس وأغلق الطريق دونه، فأقبل إليك بشوق وحسن رجاء، وبإيمان عظيم سألك الشفاء بقوله : أنت قادر على تطهيري إن شئت، وطلب إليك أن تنصفه من قسوة الناموس، ملتجِأً إلى مراحمك الغزيرة، ومستعطفاً نعمتك الوفيرة، ومتوسلاً إليك، طالباً إحسانك لتطهِّره من برص النفس والجسد، فلما عاينت صدق إيمانه وثّبت رجاءه، أجبته إلى سؤاله فشفيته نفساً وجسداً بقولك له شئتُ فأطهر، وأمرته بأن يري نفسه للكاهن ويقدم له قرباناً بحسب ما قضت به الشريعة، وبهذا أظهرت أنك فوق الناموس والطبيعة فامتلأ قلبه بالسرور، ولهج لسانه بالحمد والشكران، وطاف المدن والأرياف مبشراً بأعمالك الخارقة، وبقدرتك الإلهية الفائقة، ولهذا نتوسل إلى عنايتك الربانية لتطهر أنفسنا من أدران الخطيئة، وتطرد عنا الأفكار السمجة والهواجس المقلقة الرديئة. وتؤهلنا للوقوف عن جانبك الأيمن في مجيئك الثاني، وأن تجعلنا من بين مختاريك وأحبائك، الذين مارسوا تعاليمك الإنجيلية. ربنا تقبّل بكرمك من ضعفنا هذا البخور الذي عطرناه أمامك، وامنحنا به مغفرة الخطايا، وليكن نوراً مضيئاً يقودنا إلى جنان النعيم، ونيح فيه أرواح موتانا الراقدين على رجاء الإيمان، وتقبّل منا الصوم والصلاة والقرابين، وانظمنا مع الشهداء والقديسين لكي نرفع لك المجد والوقار ولأبيك ولروحك القدوس.
إنجيل لوقا 5 :1 ـ 12
وكان في إحدى المدن ، فإذا رجل مملوء برصا. فلما رأى يسوع خر على وجهه وطلب إليه قائلا: يا سيد، إن أردت تقدر أن تطهرني
فمد يده ولمسه قائلا : أريد، فاطهر. وللوقت ذهب عنه البرص
فأوصاه أن لا يقول لأحد. بل امض وأر نفسك للكاهن، وقدم عن تطهيرك كما أمر موسى شهادة لهم
فذاع الخبر عنه أكثر . فاجتمع جموع كثيرة لكي يسمعوا ويشفوا به من أمراضهم
وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي.

*الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
البرص مرض مخيف لأنه سريع العدوى، ولم يكن له علاج معروف. فهو يدمر النهايات العصبية ويسبب أيضاً تدمير بعض أنسجة الجسم مثل الأصابع والأنف. وأولئك المرضى الذين تتقدم حالتهم في المرض يفقدون الكثير من أنسجة جسمهم. ومع إن البرص مرض لا يشيع بكثرة في هذه الأيام، إلا أن تأثيره على المجتمعات القديمة يشبه لحد كبير تأثير مرض الإيدز على مجتمعاتنا اليوم. وبسبب عدم وجود علاج معروف للإيدز فإن الناس يعاملون المصابين به بطريقة كلها نفور.
كان الناس لا يلمسون مرضى البرص خوفاً من انتقال المرض إليهم. إلا أن يسوع مد يده ولمس الأبرص ليشفيه : وقد نخشى من لمس بعض الناس أو ننفر منهم. لكن ينبغي ألا نخاف، ويجب أن نمد إليهم اليد بمحبة الله. هل يوجد شخص ممن تعرفهم يحتاج للمسة محبة الله في حياته؟
كان الناس يتوافدون لسماع كلمات يسوع، وليشفوا من أمراضهم. إلا أن المسيح كان حريصاً في كثير من الأحيان، على أن ينسحب إلى مكان هادئ منعزل للصلاة. هناك الكثير من الأمور التي تجذب انتباهنا وقد ننخرط فيها.
لكن لابد أن يكون لنا، مثل الرب يسوع، وقت ننسحب فيه إلى مكان هادئ للصلاة.
فالقوة تأتينا من عند الله، ولا يمكن أن ننالها إلا بقضاء بعض الوقت معه، في الصلاة.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الأبدين آمين
:croes1: صومــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً مبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاركــــــــاً :croes1:
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“