اللــــــــــــه محــــــــــبة !

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54934
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

اللــــــــــــه محــــــــــبة !

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

رسالة يوحنا الرسول الأولى
الأصحاح الرابع

أيها الأحباء، لنحب بعضنا بعضاً، لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ومن لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة بهذا أظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا أيها الأحباء، إن كان الله قد أحبنا هكذا، ينبغي لنا أيضا أن يحب بعضنا بعضا الله لم ينظره أحد قط. إن أحب بعضنا بعضا، فالله يثبت فينا، ومحبته قد تكملت فينا بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا: أنه قد أعطانا من روحه ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم من اعترف أن يسوع هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا. الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه
بهذا تكملت المحبة فينا: أن يكون لنا ثقة في يوم الدين، لأنه كما هو في هذا العالم ، هكذا نحن أيضا
لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لأن الخوف له عذاب. وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً
إن قال أحد: إني أحب الله وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره ولنا هذه الوصية منه : أن من يحب الله يحب أخاه أيضاً.


الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ يعتقد كل إنسان أن المحبة هامة، لكننا عادة نعتبرها مجرد شعور وإحساس. أما المحبة الحقيقية، فهي اختيار وعمل، كما يبدو من (1كو 13: 4-7) ومصدر محبتنا هو الله، فقد أحبنا حتى بذل ابنه الوحيد لأجلنا. ويسوع هو قدوتنا في معنى المحبة. فكل ما فعله في حياته وموته تبرز فيه المحبة. والروح القدس يعطينا القدرة على أن نحب. ودائما ما تتضمن محبة الله اختيارا وعملا، فينبغي كذلك أن تكون محبتنا مثل محبة الله. فإلى أي مدى تتضح محبتك لله في اختياراتك وفي أعمالك.
ـ يقول يوحنا "إن الله محبة" وليس أن "المحبة هي الله". ومن خلال تفكير العالم الضحل الأناني عن الحب تغيرت اليوم مفاهيم هذه الكلمات من حولنا، وتلوث مفهومنا عن المحبة. ويظن العالم أن المحبة إحساس بالرضا. وهو مستعد لذلك أن يضحي بالمبادئ الأخلاقية والحقوق الأخرى لينال ذلك "الحب". لكن ذلك ليس هو الحب الحقيقي بل إنه نقيض الحب تماماً أي الأنانية. ولا يمكن أن نطبق على الله فكرة الحب التي ينشرها العالم الشرير. إذ ينبغي أن يستمد تعريف المحبة من الله القدوس العادل الكامل، وينبغي علينا أن نتعلم كيف نحب مثل الله.
ـ يفسر الحب لنا عدة أمور هي:
أ ـ لماذا خلق الله العالم؟ لأن الله محب، فخلق الناس للمحبة.
ب ـ لماذا يهتم الله بالعالم ويرعاه ويعتني به؟ الله يرعي الخطاة لأنه يحبهم.
ت ـ لماذا يعطينا الحرية في الاختيار؟ إن الله يريد منا تجاوب المحبة.
ث ـ لماذا مات المسيح يسوع؟ لأن محبته لنا جعلته يسعى إلى حل قضية الخطية.
ج ـ وأخيرا لماذا ننال الحياة الأبدية؟ لأن محبة الله تعبر عن نفسها لنا إلى الأبد.
ـ لا يقدر أي شيء شرير أو خاطئ أن يبقى في حضرة الله فهو الصلاح المطلق. ولا يمكن أن يتجاوز الله عن الخطية أو يغفلها أو يعذرها أو يتجاهلها كأنها لم تحدث. الله يحبنا، لكن محبته لا تجعله متساهلا في الأخلاقيات. وعلى أية حال، إن كنا نؤمن بيسوع المسيح فلسنا مضطرين إلى تحمل قصاص خطايانا.
ـ يحب بعض الناس التواجد مع غيرهم، فيصادقون الغرباء بسهولة ودائماً ما يحيطون أنفسهم بأصدقاء كثيرين. بينما يخجل البعض الآخر من الآخرين أو لعلهم متحفظون، فلهم قلة من الأصدقاء، ولا يرتاحون للحديث مع من لا يعرفون، كما لا يميلون إلى الاختلاط بالجموع. ولا يحتاج الإنسان الخجول إلى التباسط كي يحب الآخرين. ولا يحدد يوحنا كم من الناس ينبغي أن نحبهم، بل كم نحب الناس الذين نعرفهم بالفعل. ومهمتنا أن نحب بأمانة من يعطينا الله أن نحبهم سواء أكانوا شخصين أم مائتي شخص. فحين يرى الله فينا الاستعداد أن نحب الآخرين يدفع بهم إلينا. ومهما يكن الإنسان خجولا لا يمكن أن يخشى وصية المحبة.
ـ عندما ندخل إلى الإيمان المسيحي ننال الروح القدس. ويعتبر وجود الله في حياتنا دليلاً على انتمائنا الفعلي إليه، وهو يهبنا القوة للحب اعتمد على تلك القوة في الوصول إلى الآخرين. فإن أعوزك التأكيد على خلاصك فأصغ إلى الروح القدس في داخلك.
ـ يوم الدينونة هو اليوم الأخير الذي سنقف فيه جميعا أمام الله ليقدم كل واحد حسابا عن حياته. وبحلول الله في داخلنا بالمسيح لا يكون هناك سبب للخوف من هذا اليوم لأننا خلصنا من العقاب. بل بالعكس قد نتطلع نحو مجيء الدينونة لأنها بالنسبة لنا تعني نهاية الخطية، وبداية العلاقة المباشرة مع الرب يسوع المسيح وجها لوجه.
ـ لو سقطنا فريسة للخوف من الأبدية أو من السماء أو من دينونة الله فيمكن أن نتذكر محبة الله لنا. فنحن نعرف أنه يحبنا محبة كاملة . ويمكننا أن نذيب مخاوفنا بالتركيز أولاً على محبة الله لنا التي لا تقاس، ثم بمحبة الآخرين له من خلالنا. ويمكن أن نثق في ذلك لو كنا قد تعلمنا في هذه الحياة أن نتشبه بالمسيح يسوع.
ـ محبة الله هي مصدر كل محبة بشرية، وهي تنتشر كالنار في الهشيم والقش. وبمحبة الله لأبنائه يشعل جذوة المحبة في قلوبهم وهم بدورهم يحبون الآخرين الذين يستدفئون بحب الله من خلال أولاده.
ـ من السهل أن نقول إننا نحب الله عندما لا يكلفنا ذلك أكثر من حضور الخدمة الدينية أو حضور الكنيسة كل أسبوع. إلا أن الاختبار الحقيقي لمحبتنا لله هو كيفية تعاملنا مع الناس الذين نقابلهم ونتواجد معهم، مثل أفراد عائلاتنا، وأخوتنا من المؤمنين. فلا يمكن أن نحب الله محبة حقيقية ونحن نهمل محبة الناس المخلوقين على شبهه.
موضوع في غاية الأهمية عزيزي القارء، اتمنى لكم كل الخير
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: اللــــــــــــه محــــــــــبة !

مشاركة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
أشكرك أخي الحبيب أسحق
أجل تجلت محبة الله لنا في خلقنا
وظهرت عظمة محبته لنا بأرسال أبنه الوحيد لخلاصنا
فالله محبة فكما أحبنا الله لنحب بعضنا لأجل بعضنا
فبمحبتنا نحيي محبة الله لنا وفينا
بركة الرب معك

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“