ألأب ثاوذورس داود Abouna Theodoros Daoud
14 januari 2018 ·
إذهب وأخبرهم ………
بئس الزمن الذي تجرّأ فيه عبيد الأرض الأشرار على تقييم قديسي السماء.
بئس الزمن الذي تجرّأ فيه الخالون من النعمة والفضيلة أن يعلّموا عن النعمة والفضائل.
إحذروا كهنة ضد المسيح
كل تعليم يفرّغ الكتَاب المقدس من روحانيته مادحاً الحرف هو من روح ضد المسيح وإن عَلَّمَه كاهن أو أسقف أو بطرك أو بابا أو ملاك من السماء.
كل تعليم يفرّغ الكنيسة من ثمار الروح القدس، أي من القداسة والحق والسلام الذي من فوق ومن جمال العبادة الحقّة هو من روح ضد المسيح وإن نادى به أو عَلَّمَه كاهن أو أسقف أو بطرك أو باب أو ملاك من السماء.
ليس إنسان ولا ملاك اشتراكم بدمه إلا المسيح، أنتم خراف المسيح وليس خراف سلطة باعت نفسها لضد المسيح.
كما قال الكتَاب : ميّزوا الأرواح واليوم نقول ميّزوا الرعاة. من ثمارهم تعرفونهم. من أشكالهم تعرفونهم، من تعاليمهم تعرفونهم، من سياراتهم تعرفونهم، من لباسهم تعرفونهم،من التزامهم أو انحرافهم تعرفونهم. أبناء المسيح ليسوا عبيداً لبشر بل لله. لا تُطِيعُوا من لا يُطيع التقليد، هكذا قال القديس مكسيموس المعترف وإن كان مطراناً أو بطركاً أو بابا.
إنه زمن الحقيقة، إنه زمن الإرتداد. مُخطيء من يظن أن العدو سيأتي من خارج الكنيسة، سيأتي من الداخل وإلا لما سمح المسيح ليهوذا وهو رسوله أن يبيعه بفضة. هذا كان درساً لنا ورسالة حتى ننتبه أن الخيانة ستحصل من الداخل.
فتشوا عن رؤساء كهنة وكهنة ورهبان قديسين بسطاء، تأكدوا أنهم باعوا العالم من أجل المسيح ولم يبيعوا المسيح من أجل العالم.
إن الحرب على الكنيسة الْيَوْم هي من الداخل والخارج، ثمة ذئاب تسللوا إليها بلباس حملان مع شهادات لاهوت أسود وعلوم أرضية ملحدة، لكن ثمة حسنة كبرى من هذه الحرب أنها توقظ النائمين لتدعوهم كي يهبّوا إلى الدفاع عن إيمان الكنيسة القويم وإيمان آبائهم وعن خلاصهم، كما وأنها تقوي المؤمنين وتنمّيهم روحيّاً.
لقد سقط الغرب في فراغ الدين وأنشأ ديناً فارغاً، إلهه الإنسان وقد أتى دور الشرق. هم لا يعلمون من نحن فلنُرهم، فلنُرِ الغرب والشرق والسماء وما فوقها والأرض وما تحتها أننا أمناء حتى الشهادة وأننا وإن كنا خطأه وبسطاء وفلاحين ومتعلمين وأمييّن ………… فنحن في النهاية كنيسة المسيح وعائلته وأهل بيته وكرامته من كرامتنا وكرامة أمّه وقديسيه من كرامتنا وأن لا كرامة لنا إن لم نُعلي كرامة من صُلب من أجلنا وكرامة آبائنا الذين ماتوا على الإيمان الحسن ليحفظوا لنا الإيمان الحسن.
إذهب وأخبرهم ………
فوقف الأب الكاهن وقبّل يد الشيخ الروحي مودّعاً وطالباً صلواته.
ثم سمعت الشيخ يردد بغيرة مباركة وحزن بادٍ على وجهه :
بئس الزمن الذي تجرّأ فيه عبيد الأرض الأشرار على تقييم قديسي السماء.
بئس الزمن الذي تجرّأ فيه الخالون من النعمة والفضيلة أن يعلّموا عن النعمة والفضائل.
بئس الزمن الذي يرعى فيه الذئابُ الخرافَ.
وأنا أردد في قلبي: آمين، آمين وآمين
الأب ثاوذورس داود