الرسالة إلى مؤمني تسالونيكي2 ص2
ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه، أن لا تتزعزعوا سريعاً عن ذهنكم، ولا ترتاعوا، لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا: أي أن يوم المسيح قد حضر لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولاً، ويستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبوداً، حتى إنه يجلس في هيكل الله كإله، مظهراً نفسه أنه إله. أما تذكرون أني وأنا بعد عندكم، كنت أقول لكم هذا؟ والآن تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. لأن سر الإثم الآن يعمل فقط، إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن ، وحينئذ سيستعلن الأثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم، في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سروا بالإثم.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ ثم ينطلق الرسول بولس في حديث حول نهاية العالم ومجيء المسيح ثانية، فيقول إن العالم مقبل على آلام ومتاعب عظيمة، لكن الشر لن يسود لأن المسيح سيأتي ثانية ليدين كل الناس. ومع أن الرسول بولس لا يذكر سوى القليل من العلامات على نهاية الأزمنة، فإنه يركز، مثل المسيح (مر 13)، لا على أحداث معينة، بل على حاجة كل إنسان للاستعداد لمجيء المسيح بأن يحيا حياة صالحة يوما بعد يوم. فإذا كنا مستعدين، فلا حاجة بنا إلى القلق بالنسبة لما سيحدث، فالله هو المهيمن على كل الأحداث.
ـ تستخدم عبارة {يوم الرب} في الكتاب المقدس بطريقتين : نهاية الأزمنة (التي بدأت من أيام المسيح، والتي نعيش فيها الآن)، ويوم الدينونة النهائية (الذي سيأتي). ويؤكد الرسول بولس أن يوم الدينونة لم يأت بعد.
ـ عندما كتب الرسول بولس إلى التسالونيكيين للمرة الأولى، كانوا في خطر فقدان الرجاء في مجيء المسيح ثانية، ولكنهم الآن انجرفوا إلى أقصى الطرف المضاد، فقد ظن بعضهم أن يسوع قد يأتي في أي لحظة، فأراد الرسول بولس أن يعيد التوازن بذكر بعض الأحداث التي لابد أن تسبق مجيء المسيح ثانية.
ـ لقد ظهر على مر التاريخ أضداد للمسيح، أفراد يمثلون الشر بصورة مصغرة. فقد ظهر أضداد للمسيح في كل جيل، وسيوالون الظهور إلى أن يقوم {الإنسان المتمرد}. فقبيل المجيء الثاني مباشرة سيظهر إنسان بالغ الشر، وسيكون أداة للشيطان وتسيطر عليه قوة الشيطان، بل لعله الشيطان نفسه، فسيكون ضد المسيح هذا هو (ابن الهلاك). ومن الخطر أن تصف بعض الأفراد بأنهم {أضداد للمسيح}، وتحاول التنبوء بمجيء المسيح على أساس هذه الافتراضات. فالرسول بولس يذكر {ضد المسيح}، لا لكي يجعلنا نعرفه، بالضرورة، بل ليحفزنا على إعداد أنفسنا لمواجهة أي شيء يمكن أن يتهدد إيماننا. فإذا كان إيماننا قويا، فليس لنا أن نخشى ضد المسيح، فواجبنا هو أن نكون متأهبين لمجيء المسيح، وأن ننشر الأخبار الطيبة (الإنجيل)، حتى يكثر عدد المستعدين.
ـ إن التمرد يعمل الآن كأنه سر يمكن أن تترجم لأن سر الإثم يعمل الآن. ويستخدم الرسول بولس كلمة {سر} للدلالة على شيء لا يستطيع أحد اكتشافه، ولكن سيعلنه الله. فسر الإثم، إذا، هو القوة الخفية الماكرة الخبيثة التي تنبع منها كل خطية. فالمدنية لها قشرة رقيقة من الآداب نتيجة لقوة القانون، والتربية، والعلم، والعقل. ومع أننا نرتعب من الأفعال الإجرامية، إلا أنها لاشيء أمام الرعب الحقيقي لانطلاق الإثم الكامل، وسيحدث هذا عندما ترفع القوة الحاجزة. ولماذا سيسمح الله بحدوث هذا؟ لكي يكشف للناس والأمم شرهم وفسادهم، وليريهم عن طريق الاختبار المر البديل الحقيقي لسيادة المسيح، فالناس بدون الله، لا يستطيعون أن يتصرفوا أفضل من الحيوانات الضارية. والإثم يعمل الآن، إلى حد ما، ولكن {الإنسان المتمرد} لم يظهر بعد.
ـ من يحجز الإنسان المتمرد؟ هناك ثلاثة احتمالات :
1 ـ الحكومة والقانون فكلاهما يعملان على كبح جماح الشر.
2 ـ خدمة الكنيسة ونشاطها وتأثيرات الإنجيل.
3 ـ الروح القدس.
فالكتاب المقدس لا يذكر بوضوح من هو الذي يحجز، ولكن من الواضح أنه لن يحجز إلى الأبد. ولكن ليس لنا أن نخشى هذا، فالله أقوى جداً من {الإنسان المتمرد}، وسيخلص شعبه.
ـ المعجزات التي من الله يمكن أن تعمل على تقوية إيماننا، وقيادة الناس إلى المسيح. ولكن ليست كل المعجزات من الله. كانت لمعجزات المسيح أهميتها ومضمونها، ليس بسبب القوة التي تجلت فيها فحسب، بل بسبب القصد منها أيضاً : أن تعين، أن تشفي، أن تقودنا إلى الله. وسيكون {للإنسان المتمرد} القدرة على فعل المعجزات أيضاً، لكن بقوة من الشيطان، وسيستخدم قوته لإهلاك الناس وقيادتهم بعيداً عن الله، وجذبهم إلى نفسه، فإذا كان هناك من يجذب الانتباه إلى نفسه، فعمله ليس من الله.
ـ فالله يمنح الناس حرية أن يتحولوا عنه وأن يصدقوا أكاذيب الشيطان، ولكن عندما يرفضون الحق فسيتحملون عواقب خطيتهم.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الآبدين آمين.
ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه، أن لا تتزعزعوا سريعاً عن ذهنكم، ولا ترتاعوا، لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا: أي أن يوم المسيح قد حضر لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولاً، ويستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبوداً، حتى إنه يجلس في هيكل الله كإله، مظهراً نفسه أنه إله. أما تذكرون أني وأنا بعد عندكم، كنت أقول لكم هذا؟ والآن تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. لأن سر الإثم الآن يعمل فقط، إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن ، وحينئذ سيستعلن الأثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم، في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سروا بالإثم.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ ثم ينطلق الرسول بولس في حديث حول نهاية العالم ومجيء المسيح ثانية، فيقول إن العالم مقبل على آلام ومتاعب عظيمة، لكن الشر لن يسود لأن المسيح سيأتي ثانية ليدين كل الناس. ومع أن الرسول بولس لا يذكر سوى القليل من العلامات على نهاية الأزمنة، فإنه يركز، مثل المسيح (مر 13)، لا على أحداث معينة، بل على حاجة كل إنسان للاستعداد لمجيء المسيح بأن يحيا حياة صالحة يوما بعد يوم. فإذا كنا مستعدين، فلا حاجة بنا إلى القلق بالنسبة لما سيحدث، فالله هو المهيمن على كل الأحداث.
ـ تستخدم عبارة {يوم الرب} في الكتاب المقدس بطريقتين : نهاية الأزمنة (التي بدأت من أيام المسيح، والتي نعيش فيها الآن)، ويوم الدينونة النهائية (الذي سيأتي). ويؤكد الرسول بولس أن يوم الدينونة لم يأت بعد.
ـ عندما كتب الرسول بولس إلى التسالونيكيين للمرة الأولى، كانوا في خطر فقدان الرجاء في مجيء المسيح ثانية، ولكنهم الآن انجرفوا إلى أقصى الطرف المضاد، فقد ظن بعضهم أن يسوع قد يأتي في أي لحظة، فأراد الرسول بولس أن يعيد التوازن بذكر بعض الأحداث التي لابد أن تسبق مجيء المسيح ثانية.
ـ لقد ظهر على مر التاريخ أضداد للمسيح، أفراد يمثلون الشر بصورة مصغرة. فقد ظهر أضداد للمسيح في كل جيل، وسيوالون الظهور إلى أن يقوم {الإنسان المتمرد}. فقبيل المجيء الثاني مباشرة سيظهر إنسان بالغ الشر، وسيكون أداة للشيطان وتسيطر عليه قوة الشيطان، بل لعله الشيطان نفسه، فسيكون ضد المسيح هذا هو (ابن الهلاك). ومن الخطر أن تصف بعض الأفراد بأنهم {أضداد للمسيح}، وتحاول التنبوء بمجيء المسيح على أساس هذه الافتراضات. فالرسول بولس يذكر {ضد المسيح}، لا لكي يجعلنا نعرفه، بالضرورة، بل ليحفزنا على إعداد أنفسنا لمواجهة أي شيء يمكن أن يتهدد إيماننا. فإذا كان إيماننا قويا، فليس لنا أن نخشى ضد المسيح، فواجبنا هو أن نكون متأهبين لمجيء المسيح، وأن ننشر الأخبار الطيبة (الإنجيل)، حتى يكثر عدد المستعدين.
ـ إن التمرد يعمل الآن كأنه سر يمكن أن تترجم لأن سر الإثم يعمل الآن. ويستخدم الرسول بولس كلمة {سر} للدلالة على شيء لا يستطيع أحد اكتشافه، ولكن سيعلنه الله. فسر الإثم، إذا، هو القوة الخفية الماكرة الخبيثة التي تنبع منها كل خطية. فالمدنية لها قشرة رقيقة من الآداب نتيجة لقوة القانون، والتربية، والعلم، والعقل. ومع أننا نرتعب من الأفعال الإجرامية، إلا أنها لاشيء أمام الرعب الحقيقي لانطلاق الإثم الكامل، وسيحدث هذا عندما ترفع القوة الحاجزة. ولماذا سيسمح الله بحدوث هذا؟ لكي يكشف للناس والأمم شرهم وفسادهم، وليريهم عن طريق الاختبار المر البديل الحقيقي لسيادة المسيح، فالناس بدون الله، لا يستطيعون أن يتصرفوا أفضل من الحيوانات الضارية. والإثم يعمل الآن، إلى حد ما، ولكن {الإنسان المتمرد} لم يظهر بعد.
ـ من يحجز الإنسان المتمرد؟ هناك ثلاثة احتمالات :
1 ـ الحكومة والقانون فكلاهما يعملان على كبح جماح الشر.
2 ـ خدمة الكنيسة ونشاطها وتأثيرات الإنجيل.
3 ـ الروح القدس.
فالكتاب المقدس لا يذكر بوضوح من هو الذي يحجز، ولكن من الواضح أنه لن يحجز إلى الأبد. ولكن ليس لنا أن نخشى هذا، فالله أقوى جداً من {الإنسان المتمرد}، وسيخلص شعبه.
ـ المعجزات التي من الله يمكن أن تعمل على تقوية إيماننا، وقيادة الناس إلى المسيح. ولكن ليست كل المعجزات من الله. كانت لمعجزات المسيح أهميتها ومضمونها، ليس بسبب القوة التي تجلت فيها فحسب، بل بسبب القصد منها أيضاً : أن تعين، أن تشفي، أن تقودنا إلى الله. وسيكون {للإنسان المتمرد} القدرة على فعل المعجزات أيضاً، لكن بقوة من الشيطان، وسيستخدم قوته لإهلاك الناس وقيادتهم بعيداً عن الله، وجذبهم إلى نفسه، فإذا كان هناك من يجذب الانتباه إلى نفسه، فعمله ليس من الله.
ـ فالله يمنح الناس حرية أن يتحولوا عنه وأن يصدقوا أكاذيب الشيطان، ولكن عندما يرفضون الحق فسيتحملون عواقب خطيتهم.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الآبدين آمين.