كما يُحرِّك النسر عُشه وعلى فراخه يرف ، ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه ، هكذا الرب وحدهُ اقتاده (تث 12،11:32)

يرى أبونا السماوي أنه من اللازم أن يهز عُُُُُُُُُُُشنا وقد يسمح بأن يقلبه رأساً على عقب لنختبر القدرة على الطيران في الهواء بالقوة المُذخّرة لنا فيه . وحينذاك نشعر بالأذرع الأبدية من تحت لترفعنا ، وقبضة القدير دائما تمسكنا . فليت كل أولاد الله يتكلوا على شخصه الوحيد المُبارك ، القادر أن يخلّصهم من كل ظرف صعب سمحت العناية بان يجوزوا فيه . وإذا كانت كل معاملات الله معنا إنما بحِكمة صُنعت ، فلا شك أن الآلام والظروف المعاكسة جميعها قد ترتبت لتنقي جمالنا الروحي ، ولتجعل ثمار الروح فينا أكثر لمعاناً وبهاء . فيا مَن أهتز عُشه واضطربت راحته ، وفي الظاهر بِلا سَند ولا ملجأ ، لا تَقُل في قلبك : {{ مَن يُريني خيراً }} إعلم أن يد القدير العطوفة هي التي امتدت إليك للبركة . امتدت إليك يد الإحسان لتكشف عنك الحُجب التي خيَّمت عليك ، ولتُريك نعمة جديدة . إن الله يسمح بأن يحرمك بعض الراحة ويمنع بعض الامتيازات الزمنية ، لكي يجعلك أقوى إيماناً وأثبت يقيناً به .