الرب راعيَّ



كم تبدو أعمال إلهنا معنا جميلة وعجيبة عندما نبتدىء أن نرى قصد قلبه من جهتنا ! كثيراً ما نرى الوالدين يفكرون ويتعبون في إعداد أولادهم للمركز الذي يظنون أنه افضل ما يليق لهم في الحياة . إذا وضعنا في بالنا أن هذا القصد موجود في قلب الله من نحونا نحن أولاده ، فلا نستغرب التدريبات التي يراها لازمة لنا . ليس ما أراه أنا لازماً ، لأني لا أستطيع بحال من الأحوال أن أصل إلى إدراك ما يراه الله أفضل لي . وعندما أرى انه يقودني إلى التمتع بقصده من جهتي ، يصبح لديَّ المفتاح لتفسير كثير من معاملاته وتحركات يده معي . وهو لا شك قادر على تتميم قصده ، ولكنه يريدنا أن نكون فاهمين هذا القصد ومسرورين به . إن الطفل لا يُفطم في لحظة ، ولكنه قد يجوز في تدريبات كثيرة مؤلمة قبل أن يتم فِطامهُ . إلا أنه بعد ذلك يصير أحسن صحة وأقوى بنياناً . إن شوق قلب الآب هو أن يتملكنا الشعور بأننا سنكون في المجد ، بدرجة تحقّر أمامنا كل شيء هنا . لا بد أن يتحقق قصد أبينا من جهتنا ولذلك يجب أن نُفطم عن أمور هذا العالم الزائلة ويكون غرضنا ان نُمجّد الله في كل شيء .