الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بي فله حياة أبدية. أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة. العالم فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين: كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟ فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه. كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد.(إنجيل يوحنا 6)
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ إن كلمة "يؤمن" المستخدمة هنا معناها "الاستمرار في الإيمان". فإننا لا نؤمن مرة واحدة وحسب بل نستمر في الإيمان والثقة به.
كان رؤساء اليهود يطلبون من يسوع، على الدوام، أن يثبت لهم سبب كونه أفضل من الأنبياء الذين عندهم. ويشير الرب يسوع هنا إلى الخبز النازل من السماء (المن، انظر عدد 11: 7-9) الذي أعطاه موسى لأجدادهم. كان ذلك الخبز جسدياً ووقتياً. وكان الناس يأكلونه فكان يقوتهم ليوم واحد، وكان عليهم أن يحصلوا على المزيد منه كل يوم، ولم يقدر هذا الخبز أن يمنعهم من الموت أو يمنع الموت عنهم. أما الرب يسوع، الأعظم من موسى جداً، فيقدم ذاته خبزاً روحياً نازلاً من السماء يشبع إلى التمام، ويقودنا إلى الحياة الأبدية.
ـ كيف يمكن ليسوع أن يعطينا جسده خبزاً لنأكله؟ إن أكل "خبز الحياة" معناه اتحادنا بالمسيح. ويتم هذا الاتحاد بطريقتين :
1 ـ بالإيمان بموته وبقيامته
2 ـ وبتكريس ذواتنا للحياة كما يطلب منا معتمدين على تعليمه في إرشادنا، وواثقين في الروح القدس قوة لنا.
ـ كانت هذه الرسالة مثيرة، فقد بدت عملية أكل الجسد وشرب الدم وحشية، ولم يقدر رؤساء اليهود أن يحتملوا قول الرب يسوع. لأن الشريعة تحرم شرب الدم (لا 17: 10، 11). ولم يكن الرب يسوع، بالطبع، يتحدث عن الدم بالمعنى الحرفي. بل كان يقول إن حياته ينبغي أن تصير حياتهم، لكنهم لم يقدروا أن يقبلوا هذا المفهوم. وقد استخدم بولس الرسول، فيما بعد، تعبير الجسد والدم في حديثه عن التناول (انظر 1كو 11: 23-26).
ـ إن عشاء الرب هو تصوير منظور للإنجيل : موت المسيح لأجل خطايانا، فهو يركز على ذكرى موت الرب يسوع، والرجاء المبارك لمجيئه ثانية، كما أنه أنشأ شركة بين المؤمنين، وهو يقوي إيماننا من خلال شركتنا مع المسيح ومع المؤمنين الآخرين.
وللمسيح المجد من الآزل وإلى أبد الآبدين آمين.
[/size]الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ إن كلمة "يؤمن" المستخدمة هنا معناها "الاستمرار في الإيمان". فإننا لا نؤمن مرة واحدة وحسب بل نستمر في الإيمان والثقة به.
كان رؤساء اليهود يطلبون من يسوع، على الدوام، أن يثبت لهم سبب كونه أفضل من الأنبياء الذين عندهم. ويشير الرب يسوع هنا إلى الخبز النازل من السماء (المن، انظر عدد 11: 7-9) الذي أعطاه موسى لأجدادهم. كان ذلك الخبز جسدياً ووقتياً. وكان الناس يأكلونه فكان يقوتهم ليوم واحد، وكان عليهم أن يحصلوا على المزيد منه كل يوم، ولم يقدر هذا الخبز أن يمنعهم من الموت أو يمنع الموت عنهم. أما الرب يسوع، الأعظم من موسى جداً، فيقدم ذاته خبزاً روحياً نازلاً من السماء يشبع إلى التمام، ويقودنا إلى الحياة الأبدية.
ـ كيف يمكن ليسوع أن يعطينا جسده خبزاً لنأكله؟ إن أكل "خبز الحياة" معناه اتحادنا بالمسيح. ويتم هذا الاتحاد بطريقتين :
1 ـ بالإيمان بموته وبقيامته
2 ـ وبتكريس ذواتنا للحياة كما يطلب منا معتمدين على تعليمه في إرشادنا، وواثقين في الروح القدس قوة لنا.
ـ كانت هذه الرسالة مثيرة، فقد بدت عملية أكل الجسد وشرب الدم وحشية، ولم يقدر رؤساء اليهود أن يحتملوا قول الرب يسوع. لأن الشريعة تحرم شرب الدم (لا 17: 10، 11). ولم يكن الرب يسوع، بالطبع، يتحدث عن الدم بالمعنى الحرفي. بل كان يقول إن حياته ينبغي أن تصير حياتهم، لكنهم لم يقدروا أن يقبلوا هذا المفهوم. وقد استخدم بولس الرسول، فيما بعد، تعبير الجسد والدم في حديثه عن التناول (انظر 1كو 11: 23-26).
ـ إن عشاء الرب هو تصوير منظور للإنجيل : موت المسيح لأجل خطايانا، فهو يركز على ذكرى موت الرب يسوع، والرجاء المبارك لمجيئه ثانية، كما أنه أنشأ شركة بين المؤمنين، وهو يقوي إيماننا من خلال شركتنا مع المسيح ومع المؤمنين الآخرين.
وللمسيح المجد من الآزل وإلى أبد الآبدين آمين.