نفتخر أيضاً في الضيقات ، عالمين ان الضيق يُنشىء صبراً ، والصبر تزكيه ، والتزكية رجاء ، والرجاء لا يُخزي ، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا .. (رو5،3:5)
-هذه السطور القليلة ، نوجهها إلى إخوتنا الذين على طريق الأختبار المسيحي ، وكثيراً ما يختلط عليهم التمييز بين امرين : ( تجارب الشيطان - وامتحان الإيمان ) ، والفرق بينهما كبير جداً ، بل هما على طرفي نقيض ،الأول منهما : شر كبير ، والثاني : خيرٌ كثير . والشيطان دائماً وباستمرار لا يقصد من تجاربه إلا ضررنا وسقوطنا ، إنه يجد لذته في أن يُظهر ضعفاتنا وأخطائنا ، ويفرح جداعندما يرانا مهزومين أمامه ، ومخدوعين بحيله ومكره . أما الرب فيقصد من وراء امتحان الإيمان فينا أن يقودنا إلى نمو أكثر في الإيمان والصبر والشجاعة الروحية والوداعة والترفع عن أمور هذا العالم . وقد تكون فينا قوة روحية كامنة ، نغفل نحن عن قيمتها وفائدتها إلى أن يدعوها داعي الإيمان ، فإذا ما نشطت صارت فينا ثروة غنية من الأختبارات الروحية .
إن رجال الإيمان كثيراً ما اختبروا في امتحان إيمانهم بركة التواضع والجلوس عند قدمي الرب والرغبة في أن يبقوا كذلك أمامهُ .