المحبة!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 55068
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

المحبة!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر، ملتصقين بالخير. وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية، مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة. غير متكاسلين في الاجتهاد، حارين في الروح، عابدين الرب ، فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة مشتركين في احتياجات القديسين، عاكفين على إضافة الغرباء. باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا. فرحاً مع الفرحين وبكاء مع الباكين. مهتمين بعضكم لبعض اهتماماً واحداً، غير مهتمين بالأمور العالية بل منقادين إلى المتضعين. لا تكونوا حكماء عند أنفسكم. لا تجازوا أحدا عن شر بشر. معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس. إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس. لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب، لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أجازي، يقول الرب. فإن جاع عدوك فأطعمه . وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه. لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ يعرف السواد الأعظم منا كيف يظهرون المحبة من نحو الآخرين، وكيف يتحدثون بلطف، ويتحاشون جرح مشاعر الآخرين، ويبدون الاهتمام بهم. بل قد نبرع في خداع أنفسنا، فقد تجيش عواطفنا عندما نسمع باحتياجات الآخرين، أو قد نثور عندما نسمع عن ظلم، ولكن الله يطالبنا بالمحبة الصادقة التي تتأصل في الأعماق تحت السطح، وتسمو على مجرد التصرفات والمشاعر. فالمحبة الحقيقية تعني العمل، عمل شيء من أجل من نحبهم ليكونوا أناسا أفضل. إنها تقتضينا بذل وقتنا ومالنا واهتماماتنا. وليس في قدرة إنسان أن يحب جماعة بأكملها، ولكن الكنيسة المحلية، جسد المسيح، تستطيع ذلك. فابحث عن أناس في حاجة إلى محبتك العاملة، وابحث عن طرق تستطيع بها أنت ورفقاؤك من المؤمنين أن تتحدوا معا في محبة كل جماعتكم في اسم المسيح.
ـ نستطيع إكرام الآخرين بطريقين : فطريق العالم لها دوافع وأهداف تسعى إليها. ففي العالم، نكرم رؤساءنا لكي يكافئونا، ونكرم مرؤوسينا ليعملوا بجد، ونكرم الأغنياء ليساهموا في مشروعاتنا، ونكرم الأقوياء ليستخدموا نفوذهم لخيرنا وليس ضدنا. أما طريق الله في إكرام الآخرين، فتختلف عن ذلك تماماً، فنحن، كمسيحيين، نكرم الناس لأنهم قد خلقوا على صورة الله، إخوتنا وأخواتنا في المسيح، ولأننا نشكر الله من أجل مايبذلونه لبنيان جسد المسيح.
ـ إن كرم الضيافة المسيحية يختلف عن أسلوب العالم في الترحيب بالآخرين، فالترحيب يتركز في أسرة المضيف، إذ يجب أن يكون بيتهم بلا عيب، وأن يكون طعامهم جيد الإعداد ووفيرا، ويجب أن يبدوا منشرحين لطفاء. أما الإضافة المسيحية، فإنها، على عكس ذلك، تتركز على الضيوف، على حاجتهم، سواء على حاجتهم إلى مكان يقيمون فيه، أو إلى طعام مغذ، أو إلى آذان صاغية، أو إلى قبول، فهذه لها المكانة الأولى من الأهمية. ويمكن أن تكون الإضافة في بيت ينقصه الترتيب، ويمكن أن تكون حول مائدة عشاء بسيطة. بل قد تكون والمضيف والضيف كلاهما منهمكان في عملهما الروتيني. فلا تخش أن تقدم ضيافتك لمجرد أنك تحس بالإرهاق أو بالمشغولية، أو لأنك أفقر من أن تمتع ضيفك.
ـ تلخص هذه الأعداد لب الحياة المسيحية، فلو أحببنا أحداً، كما يحبنا المسيح، فلابد أن يكون لدينا الاستعداد لأن نغفر. وإذا كنا قد اختبرنا نعمة الله، فلابد أننا نود توصيلها للآخرين. واذكر أن النعمة هي الإحسان لمن لا يستحق، فإعطاء العدو جرعة ماء ليس تبريراً لأفعاله الرديئة فنحن نعيها تماماً بل ونغفرها، ونحبه رغم ذلك مثلما فعل معنا الرب تماماً.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى ابد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: المحبة!

مشاركة بواسطة ابن السريان »

صورة

شكراً لك أخي الغالي الشماس أسحق
شكراً لك على هذه المواضيع الروحية الرائعة
فالله محبة ومن هنا كانت عظمتها
من يحب بأخلاص فذاك هو أبن الله الحق
لأن بالمحبة تسعى لتحقيق تعاليم الله
لتكن بركة هذه الأيام معكم ومعنا
بأنتظار الجديد بركة الرب معك


آخر رفع بواسطة إسحق القس افرام في الخميس سبتمبر 15, 2016 9:48 pm

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“