الأحد الخامس من الصوم ـ السامري الصالح 2011!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54894
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الخامس من الصوم ـ السامري الصالح 2011!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

أحد السامري الصالح
يبقى مثل السامري الصالح من الأمثال المهمة التي جاءت على لسان السيد المسيح في العهد الجديد.
وقد ذهب شرّاح الكتاب المقدس في تفسير هذا المثل مذاهب شتى، ولكن يبقى سؤال الناموسي الذي جاء إلى يسوع ليجربه قائلاً: يا معلم. ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ هو الدافع إلى ابداء رأي السيد المسيح في قضية الفواصل العرقية والدينية. فمن المعلوم أن هذا السامري الذي كان في طريقه بين أورشليم وأريحا كان عدواً في نظرته إلى اليهود، وفي نظرة اليهود إليه. ولكن السيد المسيح خلال زياراته المتكررة وتعليمه للناس كان يريد أن يؤكد على رفع كل أسباب الكراهية والضغينة والحقد من قلب الإنسان نتيجة نظرته إلى الفواصل العرقية والدينية، وكما قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي : حيث ليس يوناني ويهودي ختان وغرلة بربري سكِّيثي عبد حرٌ، بل المسيح الكل وفي الكل "كولوسي3: 11". والسبب في رفع هذه الحواجز بين أبناء الإنسانية هو: لأن المسيحي أي المنتسب إلى المسيح قد لبس الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة الخالق.
والسامري هنا يمكن أن يكون المسيح ذاته، والإنسان الجريح أن يكون كل إنسان بل الإنسانية جمعاء، و اللصوص هي التجارب والمحن الصعبة التي تُبعد الإنسان عن الله، والحنان هو حنان الله الذي يغدقه على كل من الصالحين والطالحين، ولكن المغزى هو أن تُشعر أن الذي يصنع معك الرحمة هو الأقرب إليك لأنه قريب إلى الله بعمله الصالح. وقراءة هذا الفصل قد تعطي القارئ بحسب بيئته أفكاراً جديدة تدفعه ليفهم عمق هذا المثل.
ترتيلة : يا مكوّن العوالم.
1ـ يا مكون العوالم بقدرة من عدم
يامخلص جنس آدم بحنان وكرم
2ـ اجعل يا رب هذا القربان يمحو ذنبنا العظيم
وجد علينا بالإحسان أيها الفادي الكريم
3ـ ها جسدك لنا يعطى عربوناً للحياة
وكذا دمك المحي ينجي من الممات
4ـ أطلبو فيعطي لكم قد نطق فمك وقال
فامنحنا يارب نعمتك واهديا سبل الكمال.


فروميون : السبح للسيد المسيح الطبيب السماوي الذي جاء ليداوي جراحنا، ويشفي أسقامنا، ويفتح أمامنا خزانة خيراته الإلهية، ومواهبه الروحية، الشكر لرب الأنام الذي مهّد لنا الطريق إلى ميناء الراحة والسلام، الحمد لمن جعل ذاته باب رجاء وعزاء لكل من يقرعه ويلجأ إليه، الذي به يليق المجد والوقار في هذا الوقت.
سدرو : لك الشكر يا مكوّن العوالم ومانح العطايا الحسنة، وصانع العجائب المدهشة، يا من نشلت جنسنا من قعر الخطيئة الآسن وغفرت له سيئاته، وعدت به إلى جنة عدن، أنت الذي ملأت قلوبنا بالعزاء الكامل، وأنعمت علينا نحن الخطاة بفيض مراحمك، وامتلأت نفوسنا عجباً بكثرة معجزاتك، ولهذا نهتف بإيمان صادق قائلين : هذا هو الطبيب السماوي الذي بكلمة منه طهّر الأبرص المعذب. هذا هو الطبيب السماوي الذي أمر المخلّع أن يحمل سريره ويمضي إلى بيته بعد أن منحه الشِّفاء نفساً وجسداً، فتعجب الذين شاهدوا ومجدوا الله على أعماله. هذا هو الطبيب الذي نالت منه نازفة الدم الشفاء بلمسة من طرف ثوبه. هذا هو الطبيب السماوي الذي عالج صيّادين بسطاء فجعل منهم صيّادين مهرة للأنفس التائهة. هذا هو الطبيب السماوي الذي ما حلّت يمينه على مريض إلا وشفاه ومن دائه. هذا هو الطبيب السماوي الذي قال للكنعانية : أذهبي وليكن لك بحسب إيمانك. هذا هو الطبيب السماوي الذي أعطانا عربون الحياة بانتشاله لعازر وابن الأرملة من بين الأموات.
والآن نحن أولاد البيعة المقدسة، نتضرع إلى مراحمك الغزيرة قارعين بابها الواسع، لتتقبل هذا الصوم والصلاة، وتؤهّلنا لعمل الصالحات الباقيات والسلوك في طريق الحياة، وترضى بما نقدمه لك من قرابين وضحايا روحية، وتنيح بها أنفس موتانا المؤمنين، وتقيمنا وإياهم عن جانبك اليمين، ربنا ومتعنا صحبة الأبرار والصالحين، وأبعد عنا المحن والشدائد، وأغفر لنا ما أسأنا به إليك، وأحفظ أسماءنا وأسماء آبائنا في سفر الحياة، وأجلسنا في أحضان ابراهيم، ومتعنا في جنان النعيم لنسبحك وأباك وروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.

القراءة من إنجيل لوقا 10 : 25 ـ 37)
وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. فَقَالَ لَهُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ. فَأَجَابَ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ. فَقَالَ لَهُ بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا. وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي. فَأَجَابَ يَسُوعُ إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ. فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ. فَقَالَ ﭐلَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ ﭐذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: صـــــــــــــــــــــــــومــــــــــــــاً مبــــــــــــــــــــــــاركـــــــــــــــاً :croes1:
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“