السلام والفرح!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54882
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

السلام والفرح!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح، الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان، إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون، ونفتخر على رجاء مجد الله وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضاً في الضيقات، عالمين أن الضيق ينشئ صبراً، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزي، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. لأن المسيح، إذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعين لأجل الفجار. فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار. ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت. ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيرا ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب! لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته! وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضا بالله، بربنا يسوع المسيح، الذي نلنا به الآن المصالحة.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ تفتتح هذه الأعداد جزءاً يتضمن بعض المفاهيم الصعبة، ولفهم الفصول الأربعة التالية، علينا أن نحتفظ في أذهاننا بالحقيقة المزدوجة للحياة المسيحية فمن جانب نحن كاملون في المسيح (فقبولنا معه مضمون)، ومن الجانب الآخر نحن ننمو في المسيح (أي نصبح أكثر فأكثر مثله). وفي نفس الوقت لنا مقام ملوك وواجبات عبيد. إننا نشعر، في نفس الوقت، بحضور المسيح وبضغط الخطية. نستمتع بالسلام الذي لنا بالمصالحة مع الله، ومع ذلك نواجه يومياً مشاكل تعيننا على النمو. فإذا وضعنا نصب أعيننا هذين الجانبين للحياة المسيحية، فلن نفشل عندما نواجه التجارب والمشاكل، بل بالحري نتعلم الاتكال على القوة المتاحة لنا من المسيح الذي يحيا فينا بالروح القدس.
ـ الآن لنا سلام مع الله يختلف عن الإحساسات بالسلام مثل اليقين والأمان والثقة، فالسلام مع الله يعني أننا قد صولحنا معه فلم تعد ثمة عداوة بيننا، وليس ثمة خطية تعطل طريق الاتصال به. والسلام مع الله لا يتأتى إلا لأن الرب يسوع قد دفع أجرة خطايانا بموته على الصليب.
ـ نحن عاجزون تماماً عن عمل أي شيء لخلاص نفوسنا، ويجب أن يأتي من ينقذنا. ولم يأت المسيح في الوقت المناسب من التاريخ فحسب، بل جاء في الوقت المعين تماما حسب ترتيب الله، فالله يهيمن على كل التاريخ، وهو يسيطر على تحديد وقت موت المسيح وكيفيته ونتائجه.
ـ ونحن مازلنا خاطئين، هذه عبارة مذهلة! أرسل الله ابنه يسوع المسيح ليموت عوضاً عنا، ليس لأننا كنا على درجة كافية من الصلاح، بل لأنه أحبنا بهذا المقدار. عندما تتنازعك مشاعر الشك في محبة الله لك، اذكر أنه أحبك قبل أن تتجه أنت إليه.
ـ إن المحبة التي جعلت المسيح يموت، هي نفس المحبة التي ترسل الروح القدس ليحيا فينا ويباركنا كل يوم، فالقوة التي أقامت المسيح من الأموات هي نفسها القوة التي خلصتنا، وهي نفسها القوة المتاحة لك في حياتك اليومية. فثق أنك، وقد بدأت حياتك مع المسيح، لك ذخيرة من القوة والمحبة تستمد منها ما يعينك على مواجهة تحديات وتجارب كل يوم. وكما تستطيع أن تصلي طلباً للغفران، تستطيع أن تصلي ملتمساً من الله أن يمنحك ما أنت في حاجة إليه من قوته ومحبته.
ـ كيف يجعلنا موت المسيح أحباء لله؟ الله قدوس ولا يمكن أن يرتبط بالخطية، وكل الناس خطاة وكل خطية تستحق القصاص، وبدلاً من أن يعاقبنا بالموت الذي نستحقه، حمل المسيح خطايانا ودفع أجرة كل خطايانا بموته، وهكذا انفتح طريق الصلح مع الله، فبالإيمان بما عمله المسيح لأجلنا، نصبح أصدقاء له، لا أعداء منبوذين.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“