ويبقى السؤال: ماذا يريد المسيح أن يقول لنا؟ علينا أن ندرك أن قول المسيح يسبقه التطويبات (مت 5: 1 – 12) ويتبعه الأعمال الحسنة المرئية (مت 5: 16). فلا نستطيع أن نكون مؤثرين في العالم بدون تغيير حقيقي في القلب وبدون أن تصبح الفضائل المسيحية جزءا من هويتنا المسيحية. ولا نستطيع أن نكسب العالم للمسيح بدون أعمال حسنة تدفع الناس إلى تمجيد الله وإلى بداية رحلة الإيمان. فليس كل من يقول "يا رب يا رب" هو ملح خال من الفساد. تعلقنا بالسيد المسيح وتمسكنا بالله وبكل وصاياه مفتاحُ تأثيرنا في العالم. وتمسكنا بالمسيح يدفعنا إلى التأثير على البشر من حولنا بقلب مليء بالمحبة. ويدفعنا أيضا إلى نشر القيم والفضائل المسيحية حيثما يوجد ظلمة. وهنا أتساءل هل تَرْكُنا للتحديات السياسية في بلادنا يتوافق مع دعوة المسيح أن نكون ملح الأرض؟ هل تركنا للتشريعات التي تتحكم بحياة البشر وللقوانين التي تضع معايير العدالة متوافق مع إيماننا المسيحي؟ هل ابتعادنا عن القادة السياسيين وحرمانهم من التفاعل مع السيد المسيح يساهم في نشر البركة في بلادنا؟ ليس السؤال عن أي بقعة في الأرض يجب أن يكون الملح متواجدا فيها. وليس السؤال عن أي منطقة مظلمة يجب أن يدخل إليها نور المسيح. ولكن السؤال هو كيف نذهب إلى هناك دون أن يفسد الملح؟ وربما يكمن الجواب في النتائج التي تقول "ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16).
