الخير والشر مبدآن لايلتقيان.. بقلم الأب الربَّان رابولا صومي ـ سوريا
- Alrban Rabola
- مرشد روحي
- مشاركات: 300
- اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
- مكان: سوريا
الخير والشر مبدآن لايلتقيان.. بقلم الأب الربَّان رابولا صومي ـ سوريا
م20.8.2014 Syria.
قصة
الصرَاع الدَائم
وفي غفلةٍ من الزمن وبعيداً عن رقابةِ العيون هناك التقى شخصان, خير وشر. وبعد أن تصَافحَا أو قُل تصفَّاعا. جلسا يتناقشان او يتنافسان. كلٌ منهما يريد من الأخر أن يترك المجال له كاملاً, وكلٌ منهما لايريدُ أن يصنع حلفاً مع الثاني وكلٌ منهما يتحجج أن الحقَّ حقهُ وأن الثاني مغتَصبٌ له, وكلٌ منهما يريدُ نهائياً القضاء على خصمه. في أسلوب قصصي أكتبُ قصة هذا اللقاء الظريف الطريف الرائع واضعاً إنطباعاتي الشخصية الذاتية الفردية كإنسانٍ حر يحيا في المجتمع وكرجلِ دين مواكباً تحديات العصر....!!
جُنح الظلام الدامس
الخير والشر مبدآن لايلتقيان:
في ليلة ساجية من ليالي الشتاء القارس والبشرية تتخبطُ خَبطةً عشواء فالتقى الزعيمان (الخير والشر)، والعجبُ أنَّ هذا اللقاء يهدف إلى الأتفاق والمصالحة والمصارحة والطمأنينة رغم الفوارق والحواجز الأسمنتية الكبيرة التي لاتجمعهما. فالعداوةُ قديم العهد وكامنة، والمعركةُ ضارية للغاية مُذ ان كان الأنسان فتىً يافعاً وإلى يومنا هذا.وبعد حديثٍ ذي شجون دار بينهما لكي ينّقطوا النقاط على على الحروف بدأ الخير يشرح رؤيته الثاقبة واهدَافهُ السامية وغايتُه القصوى من هذه الحياة وماهي رسالته.
وقال: ياصديقي القديم ألاتعلم أنني موجود قبل الوجود ومولود مع واجد الوجود.أو لاتدري أنني صفة جوهرية من طبيعته الخيِّرة المطلقة اللامتناهية التي يتوق المرءُ بشغفٍ لايوصف للتعرف عليَّ ويسبر غور طبيعتي فيجعلني جزءاً لايتجزأ من كيانه، أما هدفي هو إسعاد الأنسان وبناء الأنسان.
الشر: شَمر على ساعده وأنبرى قائلاً: ما بالك ياهذا يامن تسمي نفسك خيرٌ وتأله ذاتك جاعلاً طبيعتك من طبيعة الله الأزلي السرمدي الأبدي مالك السماء والأرض، وموّجهاً سهامك الحادّة إلى صدري، وأنت على دراية تامة أنني أسعى بكل قوتي في إسعاد الأنسان أكثر مما تتوقعه والدليل القاطع ألبي ما يطلب ويحتاج من مأكل ومَشرب وملبس وغير ذلك من خدمات إنسانية يتوق المرء إليها لا تتوفر لديك وكلها مجاناً.
الخير: نعم وألف نعم تُسعد الأنسان ولكن سعادة مادية زائلة وهي إلى حين لذلك تنهدم في زمنها وبما ان طبعك بعكس حقيقة ما تفعل وتقدم من مظاهر ظاهرية فهذه ليست إلاَّ للأغراء والأغواء. أما أنا أمنحُه الراحة النفسية وأمتعه بحياة السلام وأجعل منه رجلاً شجاعاً عصامياً يعتمد على الله وقوته الذاتية لا يتطفل على الأخرين بعكس برنامجك المؤذي ومخططك الجهنمي الذي لايمس لخير وسعادة الأنسان بصلة.
إغتاظ الشر متسائلاً: وما العمل إذن......؟؟؟
الخير: الحق تريد ياترى.....؟!!
الشر: أجل......!!!
الخير: أن تغير نهجك وطريقة تعاملك في الحياة مع البشر وتجعل التطبعُ يغلب طبعكَ الفاسد الملتوي وتعود لطبيعتك الأولى الملائكية.......؟!
الشر: وكيف يكون هذا...... الخير تبديل اسمك من شر إلى خير ومن مقاوم إلى مسالم ومن شيطان إلى ملاك...؟؟؟
الشر: بأعلى عقيرته...!! مستحيل...... مستحيل ....لا... لا وألف لا...... وهكذا هي البشرية أمس واليوم وإلى الأبد وسيبقى الخير والشر مبدآن لايلتقيان لأنهما طبيعتان مختلفتان......!!
إلى هنا أعاننا لرب
كُتب في القاهرة ـ مصر 12 شباط 1998م
المرة الثانية في دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا ـ دمشق.
الأب رابولا.
- سعاد نيسان
- مشرف
- مشاركات: 17037
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm
Re: الخير والشر مبدآن لايلتقيان.. بقلم الأب الربَّان رابولا صومي ـ سوريا
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .