تأمل لراهب سرياني في أخبار القيامة / للأب رابولا صومي.
- Alrban Rabola
- مرشد روحي
- مشاركات: 300
- اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
- مكان: سوريا
تأمل لراهب سرياني في أخبار القيامة / للأب رابولا صومي.
تأمل في أخبار القيامة لراهب سرياني ...!
للأب الربان رابولا صومي.
15 أيار 2016م
ولما كانت عشيةُ ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسطِ وقال لهم سلامٌ لكم. " يوحنا 20: 19 ـ 23 "
عشية ذلك اليوم هو يوم أحد القيامة مساءً كما جاء في الترجمة السريانية " رمشو دحاذ بشابو. وهكذا القداس الإلهي هو يوم الرب لأنه اليوم الرباني فيه يلتقي المؤمنين مع الرب يسوع من خلال سر الإفخارستيا ـ الشكر الإلهي. كما جاء في سفر الرؤية: كنت في الروح في يوم الرب ـ أي يوم الأحد. 1: 10 ) في هذا اليوم نفسه التقى مع مريم المجدلية والمريمات ومن ثم مع بطرس ويوحنا أمام القبر الفارغ، وأخر النهار مساءً مع التلاميذ ما عدا توما " لوقا : 24: 1 ـ 12" ويوحنا. 20: 24 )
كان التلاميذ يجتمعون كعادتهم في استمرار في العلية كما كانوا متعودين مع معلمهم . وظن بعضهم أن رسالة المسيح قد انتهت مع صلب المسيح ولذلك كانوا حيارى ما بين التعليم والصلب والقيامة...!! وبما أنهم يهود ويعرفون عداوة اليهود لهم بكونهم من نفس المجتمع والبيئة، وثانياً: شكوكهم الممنهج وليس المطلق في قيامة المسيح وأسئلة عديدة تراودهم...؟! وهكذا كانوا يجتمعون بهذا المكان وهم مرتعبون ويراقبون كل خطوة بإهتمام تحدث على درجات السلم المؤدية للعليّة أو أي همسة صوت تأتي لهم. بل كانوا يتوقعون من الجند الروماني في أي لحظة يقرعون الباب ويلقوا القبض عليهم ، ولذلك كانوا في حالة من الحذر والخوف والقلق لا مثيل له ولا وصف في تلك اللحظات الخاطفة والخافتة والرهيبة من ذاك المساء كقول مار أفرام السرياني: الرسل خراف ودعاء في العلية كانوا مجتمعين، ينتظرون الوعد كما وعدهم المخلص. وبينما هم في خوف وهلع ظهر الرب يسوع وقال لهم بلغة فلسطين السريانية العبرية الآرامية: شالوم الياقيم ، إليخيم. بالسرياني شلومو لكلخون ـ سلام لجميعكم. وكأن يقول لهم هل أنتم مرتاحون من شر المتاعب والآوجاع الجسدية والضمير والروح ، أو هل أنتم مهيئون نفسياً لقبول حقيقة القيامة ...؟ إذاً السلام كان ضرورياً جداً لكي يهدأ من روعهم ويمنحهم الثقة والثبات والايمان والشجاعة. باللغة السريانية المقدسة تأتي بهذه المعاني روحيا ونفسياً وجسدياً ، ليست فقط الاطمئنان على الحالة الجسدية أو عبارة عن عادة لبداية أي لقاء مع الأخر. ومن هذا المنطلق دخلت الكلمة في طقس الكنيسة السريانية وباقي الكنائس المسيحية ونستخدمها بكثرة قائلين: السلام لجميعكم كقول الرب يسوع: سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. " يوحنا 14: 27"
إلى هنا أعاننا الرب.