أسفار الكتاب المقدس!

[Alrban Rabola]

الأسفار الشعريّة أو الحكميّة
بقلم الأب الربَّان رابولا صومه
مدرس بدير وإكليريكية مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا / سوريا.
تمهيد !
ماتعريف الكتاب المقدس: ينفردُ الكتاب المقدس عن باقي الكتب، بأنهُ كتاب الله، وكلام الله، ودستور الله التشريعي والقانوني للعالمين السماوي والأرضي. بل هو فكر سرّ الله الخفي المدّون في صفحاته الجليلة، فيخاطب البشر من خلال هذا الدستور المقَنن والذي يُعرف بالكتاب المقدس. هو كتابٌ واحدٌ مقدس لا كتابان مقدّسان ومصدرٌ واحد لا مصدران وإلهٌ واحد لا إلهان. وهذه القداسة ليست حصراً بكتاب العهد الجديد فحسب بل بعهديه، وبما أنَّ كاتبُه هو الله بالذات بواسطة الوحي الإلهي أو التحدث شفهياً إلى أنبيائهِ وأصفيائهِ ليعلنوا خلاص الله وخطة الله للبشر كقول الرسول بولس: ( كما اختارنا فيهِ قبل تأسيس العالم. اذ سبق فعينَّنا للتبني بيسوع المسيح لنفسهِ حسب مسرَّة مشيئَتهِ. أف 1: 4) إذاً هو معصومٌ من الخطلِ والزللّ " الخطأ والذنب ".
هذا الكتابُ ليس مجرد كتاب يحوي بين طيّاتهِ ما يخص كلمة الله بل أيضاً إنسانياً. فهو كاملاً من ناحية الكلمة المكتوبة إلهياً وكذلك الأمر إنسانياً. ولهذا يحوي أمور تتعلق بالتاريخ البشري كخلقة الأنسان الأول ومراحل الأنسان التي مرّ فيها عبر الزمن، كما يتضمن قضايا اجتماعية، وعلمية وسياسية وقومية ووطنية وحروب ومعارك وشخصيّات وقامات روحية وتاريخية عظيمة يُشَارُ لها بالبنان. وهذا لا يعني أنه فقد الطابع الروحي والخلاصي الذي يدور حولهُ منذ تأسيس العالم ومسألة خلاص الأنسان من ربقة الخطيئة " فساد الطبيعة البشريَّة " بمسيَّا المنتظر أي المسيحَ " ماشيحا ـ مشيحو، Messiah " يوحنا.1: 41) وهذا هو الهدف الأساسي من كتابة الكتاب المقدس، من تكوينه إلى رؤيته " الله والأنسان " وخلاص الأنسان. فالأسفار المقدسة هي قانونية بامتياز ولم تُجمع بمجهود بشري بل بسلطان الله والكنيسة بالهام الروح القدس على حد قول الرسول بولس بوق الإنجيل: ( كما اختارنا فيهِ قبل تأسيس العالم لنكون قديسين. إذ سبقَ فعينَّنا للتبني بيسوع المسيح لنفسهِ حسب مَسرَّة مشيئتهِ. أف 1: 4) ويؤكد هذا أيضاً الرسول بطرس: ( عالمين هذا أولاً أنَّ كُلَّ نبؤة الكتاب المقدس ليست من تفسير خاص. لأنهُ لم يأتِ نبَؤة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مَسوقين من الروح القدس.( 2بط: 1: 20) ومن هذا المنطلق نرى فيه كتاباً روحياً بالدرجة الأولى ويوافق القضايا العلمية والاجتماعية والفلسفية ولكن ليس كتاباً علمياً أو أدبياً ومن هذا المنطلق نجدَهُ أحياناً مؤدباً ومهذباً ومعلماً للكنيسة وللمؤمنين كقول الرسول بولس: ( وبخ أنتهر عِظ بكل أناةٍ وتعليم. 2تي 4: 2) كلُّ الكتاب هو موحىً به من الله ونافعٌ للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر. 2تي 3:16 )
الكتاب المقدس ـ كثُبو قاديشو، ܟܬ̣ܒܐ ܩܕܝܫܐ ـ HOLY BIBLE
يتألف الكتاب المقدس من عهدين: القديم والجديد، ونحن نقول الكتاب المقدس وليس الكتابان المقدسان لأنهُ كتاب واحد لكتاب واحد هو الله بواسطة الوحي الإلهي وروحهِ القدوس وأنبيائهِ ورسلهِ الأطهار. هو مقدسٌ لأنهُ يتحدث عن شخص الله القدوس, وهنا نعلن وحدة الكتاب بهذه اللفظة والهدف الأساسي منه ... هو خلاص الأنسان من الخطيئة وتجديد طبيعة الأنسان بيسوع المسيح "1كورنثوس 15: 52" ونحيا حياة روحية يوميَّة معاشة، ونتمتع بحياة أبديَّة مع المسيح يسوع. كقول نبيُّ الله داود في أهمية دراسة الكتاب المقدس، الذي رأى في كلمة الله هي السراج والنور والسبيل الذي يرشدُنا إلى طريق الحق في وسط خضم هذا العالم المظلم. ( سراجٌ لرجليَّ كلامُكَ ونورٌ لسَبيلي. (119: 105)
وفي العهد الجديد يَحثُنا رب المجد أن نتمتع بكلمتهِ ونتأمل بأقوالهِ ونلهجُ بها ليلاً ونهاراً لعلّنَا نحد الحياة الأبدية لخلاصنا كقوله الإلهي: " فتّشوا الكُتبَ لأنَّكُم تظنّونَ أنَّ لكُم فيها حياةً أبديَّةً. وهي الَّتي تَشهَدُ لي " ( يوحنا 5: 39) أما الرسول بولس يرى في الكتاب المقدس خيرَ وسيلة وسبيل للوصول إلى ميناء الأيمان والخلاص من خلال دراسته لفكر المسيح كقوله لتلميذه تيموثاوس: لأنك منذ الطفولة تعرف الكتبَ المقَدَّسةَ القادِرةَ أن تُحَكِّمكَ للخلاصِ، بالأيمانِ الذي في المسيحِ يسوعَ. ( 2تيم 3: 15)

[إسحق القس افرام]

موضوع ديني فيه الفائدة وزوادة لنا في هذا الصباح المبارك
حفظك الرب يسوع آمين

[بنت السريان]

لبكتاب المقدس برمّته
" كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ."
شكرا قدس أبونا رابولا المبارك
يرعاكم الرب ويحفظكم ننتظر دائما مواضيعكم ومداخلاتكم

بنت السريان