كان إشعياء على علم بعمل يوحنا التبشيري، فبينما يُسمي إشعياء المسيح إلهًا وربًا (إش 9: 6) يُشير إلى يوحنا بأنه رسول خادم ومصباح يضيئ قبل ظهور النور الحقيقي. هو كوكب الصبح الذي يعلن عن بزوغ الشمس من وراء الأفق، فتبدد أشعتها الساطعة سجف الظلام الحالكة. كان يوحنا صوتًا لا كلمة، يتقدم المسيح له المجد، كما يتقدم الصوت الكلمة.
بماذا يُنادي هذا الصوت؟ بإنجيل العهد الجديد الذي هو طريق الرب، الذي يرفع النفوس المتضعة إلى الحياة السماوية، ويحطم كبرياء المتشامخين، يُجدد الخليقة التي اعوجَّت لتسلك باستقامة، ويزيل العقبات من أمامها، فيتمجد الرب في البشرية المؤمنة.
ليتك تسير في الطريق الملوكي، لا تنحرف عنه يمينًا ولا يسارًا، إنما يقودك الروح خلال الباب الضيق، عندئذ تنجح كل أمورك عند استجوابك هناك في المسيح يسوع ربنا.
صوت صارخ في البرية، يدوي في البرية هذه الحياة القاحلة، إذ لا تحمل في داخلها شجرة الحياة كما في الفردوس الأول؛ جاء يعلن عن المسيح له المجد شجرة الحياة التي تُغرس في برية طبيعتنا ليقيم منها فردوسًا مثمرًا بحلوله فينا. بهذا المعنى يقول القديس أمبروسيوس: قبل أن يُقيم ابن الله أعضاء الكنيسة بدأ عمله في خادمه يوحنا، لهذا وأخطر القديس لوقا (لو 3: 2) كلمة الله حالًا على يوحنا بن زكريا في البرية... تحقق هذا في البرية الموحشة، لأن بني المستوحشة أكثر من التي لها أولاد (إش 54: 1)، وقد قيل لها: افرحي أيتها العاقر التي لم تلد.(إش 54: 1)... إذ لم تكن بعد قد زُرعت وسط الشعوب الغريبة... ولم يكن بعد قد جاء ذاك الذي قال: أما أنا فزيتونة مخصبة في بيت الله. (مز 52: 8)، ولم يكن قد وهب الكرام السماوي للأغصان ثمرًا (يو 15: 1). إذن فقد رّن الصوت لكي تنتج البرية ثمارًا.
ليُعد طريق الرب في قلبنا، فإن قلب الإنسان عظيم ومتسع، كما لو كان هو العالم. أنظر إلى عظمته لا في كمّ جسدي، بل في قوة الذهن التي تعطيه إمكانية احتضان معرفة عظيمةً جدًا للحق.
إذن فليعد طريق الرب في قلبكم خلال حياة لائقة وبأعمال صالحة وكاملة، فيحفظ هذا الطريق حياتكم باستقامة، وتدخل كلمات الرب إليكم بلا عائق.
وللمسيح كل المجد والوقار وإلى ابد الابدبن امين
بماذا يُنادي هذا الصوت؟ بإنجيل العهد الجديد الذي هو طريق الرب، الذي يرفع النفوس المتضعة إلى الحياة السماوية، ويحطم كبرياء المتشامخين، يُجدد الخليقة التي اعوجَّت لتسلك باستقامة، ويزيل العقبات من أمامها، فيتمجد الرب في البشرية المؤمنة.
ليتك تسير في الطريق الملوكي، لا تنحرف عنه يمينًا ولا يسارًا، إنما يقودك الروح خلال الباب الضيق، عندئذ تنجح كل أمورك عند استجوابك هناك في المسيح يسوع ربنا.
صوت صارخ في البرية، يدوي في البرية هذه الحياة القاحلة، إذ لا تحمل في داخلها شجرة الحياة كما في الفردوس الأول؛ جاء يعلن عن المسيح له المجد شجرة الحياة التي تُغرس في برية طبيعتنا ليقيم منها فردوسًا مثمرًا بحلوله فينا. بهذا المعنى يقول القديس أمبروسيوس: قبل أن يُقيم ابن الله أعضاء الكنيسة بدأ عمله في خادمه يوحنا، لهذا وأخطر القديس لوقا (لو 3: 2) كلمة الله حالًا على يوحنا بن زكريا في البرية... تحقق هذا في البرية الموحشة، لأن بني المستوحشة أكثر من التي لها أولاد (إش 54: 1)، وقد قيل لها: افرحي أيتها العاقر التي لم تلد.(إش 54: 1)... إذ لم تكن بعد قد زُرعت وسط الشعوب الغريبة... ولم يكن بعد قد جاء ذاك الذي قال: أما أنا فزيتونة مخصبة في بيت الله. (مز 52: 8)، ولم يكن قد وهب الكرام السماوي للأغصان ثمرًا (يو 15: 1). إذن فقد رّن الصوت لكي تنتج البرية ثمارًا.
ليُعد طريق الرب في قلبنا، فإن قلب الإنسان عظيم ومتسع، كما لو كان هو العالم. أنظر إلى عظمته لا في كمّ جسدي، بل في قوة الذهن التي تعطيه إمكانية احتضان معرفة عظيمةً جدًا للحق.
إذن فليعد طريق الرب في قلبكم خلال حياة لائقة وبأعمال صالحة وكاملة، فيحفظ هذا الطريق حياتكم باستقامة، وتدخل كلمات الرب إليكم بلا عائق.
وللمسيح كل المجد والوقار وإلى ابد الابدبن امين