هذه اللغة البائسة...!!

[القس جوزيف ايليا]

هذه اللغة البائسة...!!
بصوت مرتفع واضح لا ارتعاش فيه أدين بشدة الجريمة البشعة بحق ثلاثة أشخاص على يد سفاح أميركي في أميركا....
لا لأن الضحايا عرب
ولا لأنهم مسلمون...
بل لأن هؤلاء أخوتي في الإنسانية كما أن ضحايا شارلي إيبدو هم كذلك أخوتي
وانطلاقاً من هذا المفهوم
فكل من قتل ويقتل وسيقتل حيثما كان
وكيفما كان هو أخي...
فهؤلاء بشر بصرف النظر عن انتمائهم الديني أو المذهبي أو العرقي لهم كل الحق في حياة آمنة وليس لأحد مهما كان أن ينزع منهم هذا الحق...
وأنا على ثقة تامة بأن هذا المجرم المتوحش سينال ما يستحقه من الجزاء العادل حسب الضوابط القانونية المرعية في بلد ديمقراطي متقدم يحاكم رؤساءه فكم بالحري مجرميه ..
فلا خوف من هذه الناحية إطلاقاً
وإنما الخوف كل الخوف من هذه اللغة البائسة التي نسمعها من هنا وهناك والتي تكشف عن عقلية بدوية قبلية ما زالت للأسف تهيمن على كل مفاصل تفكيرنا وسلوكنا لتوقفنا هكذا عراة أمام العالم كأناس تفصلهم عن التمدن والتحضر مسافات شاسعة
إذ نلتفت فقط إلى دين القتيل أو إلى جنسه
دونما مراعاة لكونه إنساناً قبل كل شيء...!
فإن كنا حقاً مؤمنين لنا كل هذا الحس الإنساني المرهف فلترتفع أصواتنا مدويةً لتدين كل عمليات القتل وأشكاله في كل مكان من العالم
قائلةً لجميع القتلة :
كفاكم توحشاً وبطشاً...!
فإنه لعار على الإنسانية كلها ألا تتحد لمواجهة هؤلاء الوحوش وطردهم عن عالمنا...
ولنكف عن هذه اللغة الشقية اللعينة التي تقيم جدراناً سميكةً بين الإنسان وأخيه الإنسان على أساس من الانتماء الديني أو العرقي أو المذهبي أو القومي
إنها ذات اللغة التي أخرجتنا من التاريخ
وحطمت أضلاع بلادنا ولا زالت
فمتى نتخلص منها
ونسترجع لغتنا الإنسانية الراقية التي يها نخاطب الآخر المختلف قائلين له :
أنت أخونا
ما يصيبك يصيبنا
وما يشقيك يشقينا
و لكل قاتل نقول :
أنت عدونا وعدو الله والإنسانية.....!
بهذه اللغة نكون أقرب إلى إنسانيتنا
وإلى إيماننا من تلك اللغة البائسة الشقية
----------------
القس جوزيف إيليا
١٣ - ٢ - ٢٠١٥