قال رب المجد في بشارة يوحنا: لو لم أكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
لقد تحققت الوعود الإلهية، وجاء من كان يتطلع إبراهيم إلى يومه فرآه وتهلل، كما اشتهى بقية الآباء والأنبياء مجيئه. بهذا ليس لهم عذر في رفضهم له. حملوا كراهية سبق فتنبأ عنها الكتاب المقدس (مز 35: 19؛ 69: 4؛ 109: 3).
لا يُفهم هنا كل خطية، بل خطية ما عظيمة... لأن هذه الخطية تحوي فيها كل الخطايا، ومن يتحرر منها ينال غفرانًا لكل خطاياه. هذه الخطية العظمى هي عدم إيمانهم بالمسيح الذي جاء خصيصًا لكي يجدد إيمانهم. لو لم يأتِ لتحرروا من هذه الخطية. بمجيئه صارت حياة غير المؤمنين بالأكثر محفوفة بالدمار كما هو بخلاص الذين يؤمنون. فإنه هو رأس الرسل ورئيسهم صار كما أعلنوا: للبعض رائحة حياة لحياة، وللبعض رائحة موت لموت. (٢ كو ٢: ١٦)
إذ أكمل قائلًا: وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم. ربما يتحرك أحد قائلًا: إن كان يوجد عذر للخطية بالنسبة لمن لم يأتِ المسيح إليهم، ولا تحدث معهم... أجيبه بأنه لهم عذرهم ليس عن كل خطية ارتكبوها، وإنما عن هذه الخطية الخاصة بعدم إيمانهم بالمسيح... هذا وهو يأتي بكنيسته إلى الأمم، ويتحدث معهم. هنا يُشار إلى الكلمات التي قالها: من يقبلكم يقبلني (لو ١٠: ١٦). ويقول الرسول بولس: إذ تطلبون برهان المسيح المتكلم فيَّ (٢ كو ١٣: ٣).
لكن واضح أنهم ليسوا بهذا يهربون من الدينونة. لأن كل من أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك؛ وكل من أخطأ في الناموس، فبالناموس يُدان.(رو ٢ : ١٢). كلمة الرسول يهلك هذه لها رنين مرعب أكثر من القول يُدان، هذا يُظهر أن مثل هذا العذر (بأنه لم يأتِ إليهم المسيح، ولا تحدث معهم) لن ينفعهم شيئًا، بل يضيف عليهم تفاقمًا. فإن الذين يعتذرون بأنهم لم يسمعوا يهلكون بدون الناموس.
وله كل المجد
وميلاد مجيد
[/size]الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
لقد تحققت الوعود الإلهية، وجاء من كان يتطلع إبراهيم إلى يومه فرآه وتهلل، كما اشتهى بقية الآباء والأنبياء مجيئه. بهذا ليس لهم عذر في رفضهم له. حملوا كراهية سبق فتنبأ عنها الكتاب المقدس (مز 35: 19؛ 69: 4؛ 109: 3).
لا يُفهم هنا كل خطية، بل خطية ما عظيمة... لأن هذه الخطية تحوي فيها كل الخطايا، ومن يتحرر منها ينال غفرانًا لكل خطاياه. هذه الخطية العظمى هي عدم إيمانهم بالمسيح الذي جاء خصيصًا لكي يجدد إيمانهم. لو لم يأتِ لتحرروا من هذه الخطية. بمجيئه صارت حياة غير المؤمنين بالأكثر محفوفة بالدمار كما هو بخلاص الذين يؤمنون. فإنه هو رأس الرسل ورئيسهم صار كما أعلنوا: للبعض رائحة حياة لحياة، وللبعض رائحة موت لموت. (٢ كو ٢: ١٦)
إذ أكمل قائلًا: وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم. ربما يتحرك أحد قائلًا: إن كان يوجد عذر للخطية بالنسبة لمن لم يأتِ المسيح إليهم، ولا تحدث معهم... أجيبه بأنه لهم عذرهم ليس عن كل خطية ارتكبوها، وإنما عن هذه الخطية الخاصة بعدم إيمانهم بالمسيح... هذا وهو يأتي بكنيسته إلى الأمم، ويتحدث معهم. هنا يُشار إلى الكلمات التي قالها: من يقبلكم يقبلني (لو ١٠: ١٦). ويقول الرسول بولس: إذ تطلبون برهان المسيح المتكلم فيَّ (٢ كو ١٣: ٣).
لكن واضح أنهم ليسوا بهذا يهربون من الدينونة. لأن كل من أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك؛ وكل من أخطأ في الناموس، فبالناموس يُدان.(رو ٢ : ١٢). كلمة الرسول يهلك هذه لها رنين مرعب أكثر من القول يُدان، هذا يُظهر أن مثل هذا العذر (بأنه لم يأتِ إليهم المسيح، ولا تحدث معهم) لن ينفعهم شيئًا، بل يضيف عليهم تفاقمًا. فإن الذين يعتذرون بأنهم لم يسمعوا يهلكون بدون الناموس.
وله كل المجد
وميلاد مجيد