يا ابن داؤد
ارحمني

بقلم
بنت السريان
ذات يوم
ضاقت بيَ الدنيا
وغرقت في بحر همومي
أسندت ظهري لجذع شجرة
وأطلقت لروحي العنان
تحلّق نحو الافاقِ البعيدة
كم تمنيت لوتحررتُ
من ثقل جسدي
هذا الذي علته الكدمات
بائس أنا و مشتت التفكير
في متاهات الحياة
فهي لا تعنيني أكثر من
ظلام مستديم
ولقمة عيش تبللها العبرات
وفي خضّمِّ دوّامةأفكاري
حُمِلتُ على متن موجة
طافتْ بي حول الكون
اخترقتْ أصناف الغيوم
وسبرتْ فضاء الأفلاك
والنجوم
وسط أصواتٍ فهمها يتعذّر
وكنُهها غير معلوم
صخبُ الشهب والنيازك
يزعج الفضاء الخارجي
جلبة ليس منها مفرّ
مكنوناتها ,عصيّة ترجمتها
تسألتُ بسرّي
كم أنت مزعج أيها الأنسان
وكم بنفسك تفخر؟؟؟
نحوالقمر دنوت
رجوته أن يفيدني بالمختصر
لم يجبني هو الآخر
حملق بي شزراً
أشاح بوجهه عنّي
كأنّي به
مُقرفٌ من حماقة البشر
ويا لعجبي!
ما أجمل القمر!!!
كنهه غامضة
بتوقيت ينجز عمله
ويغازل موج البحر
بالمد والجزر
تندّى جبيني بالخجل
وأحسست بالخطر
فعمدتُ للهبوط وبالعجل
امتطيت صهوة موج البحر
أخذتني بعيداً
أبحث في السرادق والوديان العميقة
هالني عالماً مغايراً لعالمنا
الكل يحدّق بي شزراً
وكأني به يقول :
ارحل عنّا يا ابن آدم
أصحابك
تركوا المباديء والقيم
بالنفط الأسود
ونفايات التجارب النووية
مياهنا لوّثوها بالسمّ
وهنا تقوّضت أركان أحلامي
حرب ٌضروسٌ ضدّي
تشنّها حيتان البحرهذه
فأنا منبوذ ومهدد بالافتراس
إن لم أعد من حيث أتيت
وأحفظ ماء وجهي
وللمرة الثانيةأدركت خيبة أمالي
قذفني موج البحر
على الرمل مطروداً
مبتور الأمنية
صفر اليدين
اجتاحتني
دوامة أفكار متضاربة
أتخبّط في متاهاتها
لم تعد الحياة تهمني
صرخت بأعلى صوتي
ليت أمّي لم تلدني
سرت الهوينى أتلمّس طريقي
ودموعي تنهمر كالمطر
جلست على قارعة الطريق أستجدي
وأتحسس ما أصابني من كدمات
أمشي يمينا أرتطم بشجرة
وأعبر طريقاً أصطدم بصخرة
وحيداًخضت نهر آلامي وعذاب سنيني
هذا شأني في الحياة
فقد ولدّت أعمى
أصوات ضجيج إقتربت مني
خشيتُها
فأنا معتاد على
رشق حجارتها
كلّما مرّت بقربي
دنت ْمنّي
كانت على غير عهدي بها
لم يصبني أذىً منها
استطعت أن أميّزفي حديثها
اسم يسوع الناصري
بكل قدرتي جملة واحدة نطقتها
يا ابن داؤد ارحمني
مرقس 10 :47
كلماتي كأنها وسط الزحام ضاعت
نهروني أن أسكت
لكن صراخي إشتد
وصوت بكائي علا
ألوًح بكلتي يدي
ولاختراق الزحام أجاهد عبثاً
رآني يسوع وقف وناداني
سألني ماذا تريد أن أفعل بك؟
قلت يا سيّدي أريد أن أبصر
أجابني يسوع إذهب
إيمانك قد شفاك
وللوقت أبصرت وتبعته في الطريق
مرقس 10 : 46 - 51
صوبت نظري
نحو الأفق البعيد وبكيت
بكيت فرحا ومجدّت الله وقلت:
اشكري يا نفسي ربَّكِ
ولا تنسي جميع حسناته
الذي يجدد كالنسر شبابك
ها قد أعاد إليك نظرك
حاججت التاريخ بكل قوّتي
إن كان الكون قد شهد قبلاً
مثل ما فعل يسوع!!!!
منذ الدهر لم يسمع قط
أن أحدا فتح عيني مولوداً أعمى
ومن يستطيع فعل ذلك
سوى الله وحده!!!
نعم لم ولن يشهد التاريخ
سوى يسوع الإله الذي فتح عينيّ
أنا المولود أعمى
به أمنت
أعترف بالمعجزة التي فعلها بي
أكرز بها
في وقت مقبول وغير مقبول
أبشّر أصحاب العاهات المستديمة ِ
بأن يسوع الإله قادرأن يعيدهم أصحّاء
ويعالج كل أمر مستحيل
فلا يقطعوا الرجاء
وليكن إيمانهم ثابت وقوي بقدرته
فينالوا منه الشفاء
بقي علي أن أكشف عن هويّتي
لاقول إني المولود أعمى بار تيماوس
ابن تيماوس
فمن أراد معرفة المزيد عنّي
عليه بالكتاب المقدّس
أنجيل مرقس الاصحاح العاشر
من العدد46 - 51
ليقف على كامل قصتي
بحذافيرها
ويجد لكل داء دواء
ولكل علّة شفاء
فيسوع ربّي قادرُ
أن يشفي كلَّ عاهة ويزيل البلاء
بنت السريان
سعاد اسطيفان