على مترين
من الخام الأبيض
بقلم
سعاد اسطيفان
بنت السريان
على راحتيّ حملت كفني
بمحض إرادتي
وعلى أنغام لحن جنائزي
أتيتكم بمفردي
حاملاً بين دفّتي صدري
قلب يلهج بمحبّتي
رسا قاربي بمرفأ
يخشى الإبحار
بين تلافيف تحدّياته
شراعه ممزّق
ومجذافي مكسور
وعليَّ حتمية المنازلة
رغم صوت الرعد
وهدير السيول
اليمُّ يعجُّ بقراصنة البحار
وعما قليل
يتهادى موكب عروسٍ
ملّتِ الأنتظار
دموعهاعصيّة
وقلبها يصطلي على جمر النار
تساءلوا عن هويتي
شعرتُ برياح الغدر
تحملني
بعيداً عن وطني
مبتور الآمال
ترشق قلبي شهقات
كأطراف النصال
بصمت أحمل ألمي
وأفتح صدري للنبال
قرأتُ لهم مزاميري
أمعنوا في عنادِ
إجهاض كينونتي
لا حول لي ولا قوّة احتمال
لن أتخلّى عن محبّتي
الشمس غنّت خيوطها
عزفت لحناً جديداً
فوق مشارف الريح
تأوّهت السماء
تردد وتعيد
حذار حذار
يا أهل الأرض
طفح الكيل وتراكمت الألام
من عهد بعيد
انهالت دموع الغيمات
تزيل غبار الشر عن وجه الأرض
رحيقها عبّق الكون
براعم الأمل أزهرت
في رياض الشهب
حول أذيال القمر
نشرتُ عطر محبتي
و ما زلتُ على كفّي
أحمل كفني
يدندن لحن أنشودتي
مجسّداً جلال الحب
في صومعتي
من سكرتي صحوت
ربّة الشعر بمعيّتي
أوتار قيثارتها
تعزف لحناً
هيّج ما في جعبتي
فدوّنت
على مترين من الخام الأبيض
قصيدتي
أودعت فيها حكايتي