ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ودفنتُ وجهي في ثراكَ
وأسلمتُ رأسي للقدر
ياوطنا" هزّني الشوقُ إليه
وتعالى في أذني صوتُ المطر
أحسّ بنبضاتٍ تدقّ في صدري
كأنها موسيقى الشرقِ وصوتُ الوتر
وأنينٌ في حنجرةِ فيروزَ يعلو
عودوا ..وكيفَ يعودُ الدهر..؟
هيهاتَ فمَن راحَ لن يعودَ
حتى يعلن الإلهُ ساعةَ الصفر
فياوطنَ الأعاصيرِ والحروبِ والموتِ
أحببتكَ وأحببتُ رأيكَ الحر
فمن ترابكَ صنعتُ جبهتي
ومن مياهكَ تدفقَ الدمُ في الصدر
اشتقتُ إلى ملاعبِ الصبا وأهلٍ
وكرومٍ وبيادرَ وأصدقاءِ و القمر
ولهذا دفنتُ وجهي في ثراكَ
وقلتُ للغيومِ .. أنزليْ المطر .
توما بيطار