رسالة يوحنا الرسول الأولى
ص 1
وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به: إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة
إن قلنا: إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق
ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية
إن قلنا: إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا
إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم إن قلنا: إننا لم نخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست فينا.
الشرح
غاية التجسد أن نتعرف على ربنا ومخلصنا ونقبل الشركة معه، مقدمًا رأسمالها كله أي النور، وأما مساهمتنا نحن الذين في الظلمة والضعف، فباتحادنا مع النور تزول ظلمتنا لنسلك في النور.
هذا ما ينبغي أن نعلنه. فمن يجرؤ ويقول أن اللَّه فيه ظلمة؟!
ما هو النور؟ وما هي الظلمة؟ فربما يقصد الرسول مفهومهما العام.
اللَّه نور. يقول البعض أن الشمس نور والقمر نور والشمعة نور. إذن لابد أن يكون ذلك النور أعظم بكثير من هذا كله. بل وأكثر سموًا وعلوًا. فما أبعد اللَّه عن المخلوق!!
يمكننا أن نقترب من هذا النور إن عرفناه، وسلمنا له نفوسنا لتستنير به. فنحن بأنفسنا ظلمة، ولا نصير نورًا إلاَ إذا استنرنا به هو وحده!
وإذ نحن متعثرون بذواتنا ينبغي ألا نتعثر به. ومن ذا الذي يتعثر به إلاَ الذي لا يدرك أنه خاطئ؟!
وماذا تعني الاستنارة به سوى أن يعرف الإنسان أن نفسه قد أظلمت بالخطية. ويرغب في الاستنارة بالنور فيقترب منه. وكما يقول المزمور: اقتربوا إلى الرب واستنيروا، ووجوهكم لا تخزى (مز 34: 5). فإنك لن تخجل من هذا النور عندما يكشف لك ذاتك، ويعرفك أنك شرير. فتحزن على شرَّك، وعندئذ تدرك جمال النور.
ويقول العلامة أوريجينوس: حقًا إن اللَّه هو النور الذي يضيء أفهام القادرين على تقبل الحق، كما قيل في المزمور 36 بنورك نعاين النور. أي نور به نعاين النور، سوى اللَّه الذي يضيء الإنسان فيجعله يرى الحق في كل شيء، ويأتي به إلى معرفة اللَّه ذاته الذي يدعى الحق. فبقوله بنورك يا رب نعاين النور يعني أنه بكلمتك وحكمتك أي بابنك نرى فيه الآب.
عندما يقول يوحنا أنه لا توجد ظلمة في نور اللَّه يؤكد أن كل أنوار الآخرين يشوبها بعض العيوب.
اللَّه هو نور الأذهان الطاهرة، وليس نور الأعين الجسدية. هناك (في السماء) سيكون الذهن قادرًا على معاينة هذا النور، الذي حتى الآن لا تقدر أن تعاينه.
والحق هو نور، فإن لم نُسر حسب الحق فنحن في الظلمة.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الأآبدين آمين.
ص 1
وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به: إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة
إن قلنا: إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق
ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية
إن قلنا: إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا
إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم إن قلنا: إننا لم نخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست فينا.
الشرح
غاية التجسد أن نتعرف على ربنا ومخلصنا ونقبل الشركة معه، مقدمًا رأسمالها كله أي النور، وأما مساهمتنا نحن الذين في الظلمة والضعف، فباتحادنا مع النور تزول ظلمتنا لنسلك في النور.
هذا ما ينبغي أن نعلنه. فمن يجرؤ ويقول أن اللَّه فيه ظلمة؟!
ما هو النور؟ وما هي الظلمة؟ فربما يقصد الرسول مفهومهما العام.
اللَّه نور. يقول البعض أن الشمس نور والقمر نور والشمعة نور. إذن لابد أن يكون ذلك النور أعظم بكثير من هذا كله. بل وأكثر سموًا وعلوًا. فما أبعد اللَّه عن المخلوق!!
يمكننا أن نقترب من هذا النور إن عرفناه، وسلمنا له نفوسنا لتستنير به. فنحن بأنفسنا ظلمة، ولا نصير نورًا إلاَ إذا استنرنا به هو وحده!
وإذ نحن متعثرون بذواتنا ينبغي ألا نتعثر به. ومن ذا الذي يتعثر به إلاَ الذي لا يدرك أنه خاطئ؟!
وماذا تعني الاستنارة به سوى أن يعرف الإنسان أن نفسه قد أظلمت بالخطية. ويرغب في الاستنارة بالنور فيقترب منه. وكما يقول المزمور: اقتربوا إلى الرب واستنيروا، ووجوهكم لا تخزى (مز 34: 5). فإنك لن تخجل من هذا النور عندما يكشف لك ذاتك، ويعرفك أنك شرير. فتحزن على شرَّك، وعندئذ تدرك جمال النور.
ويقول العلامة أوريجينوس: حقًا إن اللَّه هو النور الذي يضيء أفهام القادرين على تقبل الحق، كما قيل في المزمور 36 بنورك نعاين النور. أي نور به نعاين النور، سوى اللَّه الذي يضيء الإنسان فيجعله يرى الحق في كل شيء، ويأتي به إلى معرفة اللَّه ذاته الذي يدعى الحق. فبقوله بنورك يا رب نعاين النور يعني أنه بكلمتك وحكمتك أي بابنك نرى فيه الآب.
عندما يقول يوحنا أنه لا توجد ظلمة في نور اللَّه يؤكد أن كل أنوار الآخرين يشوبها بعض العيوب.
اللَّه هو نور الأذهان الطاهرة، وليس نور الأعين الجسدية. هناك (في السماء) سيكون الذهن قادرًا على معاينة هذا النور، الذي حتى الآن لا تقدر أن تعاينه.
والحق هو نور، فإن لم نُسر حسب الحق فنحن في الظلمة.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الأآبدين آمين.