داء يلتهم قمح الحسكة .. وتعليمات الإرشاد " متهمة

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سهيل شمعون
عضو VIP
عضو VIP
مشاركات: 662
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 9:16 am

داء يلتهم قمح الحسكة .. وتعليمات الإرشاد " متهمة

مشاركة بواسطة سهيل شمعون »

صورة
يعيش فلاحو الحسكة -مدينة الذهب الأصفر (القمح) قلقاً عارماً هذه الأيام نتيجة إصابة ما يعرف بـ(الصدأ الأصفر) مساحات كبيرة من مزروعاتهم، هذا ما سيذهب بفرحهم لهطول الامطار الغزيرة هذا العام في محافظتهم، وبتعبهم طيلة العام أدراج الرياح.

تلقت سيريانيوز العديد من الشكاوى من فلاحين أصيب زرعهم بالصدأ البرتقالي متسائلين عن دور دائرة الوقاية ومديرية الزراعة لما يحصل، وبحسب روايات البعض فإن "القصة بدأت مع بدايات آذار نتيجة للشح الأمطار في تلك الفترة وارتفاع جو الحرارة مما هيأ الجو لانتشار المرض، واتت تعليمات مديرية الزراعة لتزيد الطين بلّة وخاصة في الحقول المروية".


الفلاحون: الصدأ أكل رزقنا

يوم السبت الماضي قامت سيريانيوز بتفقد المزروعات على طريق عام الحسكة – القامشلي وكان ملاحظا بالعين المجردة الإصابات الكبيرة على امتداد الطريق، هذا ما أكده العديد من فلاحي المنطقة الذين أجمعوا على: " إنهم لم يروا مثل هذه الآفة من قبل وبهذا التأثير من قبل خاصة مع نسبة الهطولات المطرية التي شهدتها المحافظة هذا العام"، وأضافوا "أنهم شهدوا العديد من المواسم التي توافق فيها وفرة الأمطار مع وفرة المحصول "وأردفوا أن "هذه الآفة لم تظهر في الحقول بهذا الشكل من قبل بل كانت تحدث على نطاق ضيق وتصيب ساق النبات في المساحات الكثيفة"، وتساءلوا عن "أسباب ظهور هذا المرض ومدى تأثيره على الإنتاج ودور المديرية ودوائرها الإرشادية والجهات المعنية الأخرى في إيجاد حلول لانتشار الآفة.. وعن آثارها المستقبلية وهل ستترك آثاراً في الأرض للمواسم القادمة" .

وربط الفلاحون انتشار المرض بشكل كبير في "الأراضي البعلية وخاصة الغربية ومن أهم مسبباته الحرارة الزائدة وقلة الري ومن الممكن التصدي له بسهولة" .



رئيس اتحاد فلاحي الحسكة : التوجيه كان خاطئاً

بدوره رئيس اتحاد الفلاحين في الحسكة خضر المحيسن اتهم "بطء الجهات المعنية في اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول المناسبة هي التي أدت إلى استفحال الإصابة فالجهود المبذولة في حل المشكلة ما زالت دون المستوى المطلوب".

وحول ما يقال أن الأمطار والرطوبة الزائدة هي سبب هذا المرض قال المحيسن :" أن موسم عام 1988 م كان مشابهاً لهذا العام من حيث غزارة المطر إلا أنه لم يصب القمح بأي مرض وأن هذا المرض لأول مرة يصيب حقولنا" مضيفاً أن "الفلاح إننا ينتظر من مصلحة الزراعة والوحدات الإرشادية توجيهه وإرشاده لمكافحة المرض قبل أن يستفحل إلا أن هذا التوجيه كان خاطئاً بعدم السقاية مما أدى إلى انتشار المرض بشكل أكبر والخطأ ارتكبته المديرية لأن النتائج أثبتت عكس ذلك وكان الري أفضل من عدم الري لأن من سقا الأرض خفت عنده الإصابة ‏ لذا علينا الابتعاد عن دور التنظير في معالجة الأزمات وتفعيل دور المديرية ودوائرها ووحداتها الإرشادية التي باتت مثل قلتها".

ووجدت دائرة وقاية المزروعات والوحدات الإرشادية للتصدي لمثل هذه الحالات المرضية وتلعب دور كبير في الحد منها .



رئيس مصلحة الوقاية : المشكلة مناخية

من جهته المهندس فهر المشرف رئيس مصلحة وقاية المزروعات في مديرية الزراعة في الحسكة رد على الاتهامات بإصدار تعليمات خاطئة معتبرا ان سبب الإصابة هي "الرطوبة العالية والفروق بدرجات الحرارة"، وعن دورهم في معالجة المشكلة قال "تمّ تشكيل لجان في المصالح الزراعية ودائرة الوقاية والبحوث العلمية جالت على مناطق الحقول المصابة بهدف دراسة الوضع على أرض الواقع وتوجيه المزارعين بتنظيم السقاية والتخفيف من استخدام السماد وخصوصاً الآزوتي وعدم استخدام المبيدات الكيماوية لعدم جدواها".

وتابع رئيس وقاية المزروعات موضحا ان "لدرجة الحرارة دوراً مهماً في حدوث الإصابة ولكل نوع من أنواع الصدأ درجة حرارة مفضلة / صدأ الأوراق 18ـ 22/ صدأ الساق /25ـ 35/ الصدأ الأصفر الذي أصاب حقول الشعير / 10ـ 15/ ويلعب الفرق الواسع بين درجات الحرارة في الليل والنهار دوراً كبيراً في حدوث الإصابة وبذلك فإن الإصابة تحدث تبعاً للظروف المناخية وتتغير نتيجة لذلك مواعيد ومناطق حدوثها والنوع السائد من الأصداء " .

وأضاف "الأصداء هي أمراض فطرية خطيرة تصيب محاصيل مختلفة مثل القمح والشعير" مضيفاً أن "الأصداء على القمح ثلاثة أنواع تختلف حسب الفطر المسبب وموقع وشكل الإصابة والظروف المناخية لكل منها وقد توجد إصابة مختلطة بأكثر من نوع معاً".

مبيناً أن "المساحة الإجمالية المصابة في الحسكة وصلت إلى أكثر من /187/ ألف هكتار تتركز في المناطق الغربية من المحافظة، وطالت الإصابات أصناف الأقماح الطرية وبالأخص ( شام 8 ) بشكل أوسع والذي أبدى حساسية أكثر للمرض فيما كانت الأصناف القاسية مقاومة بشكل أكبر".

الجدير ذكره أنه لم يسبق أن استفحل المرض بهذه الطريقة من قبل في الحسكة رغم تشابه الظروف الجوية في الأعوام التي شهدت مطراً وفيراً، ويعتبر هذا المرض الآن حديث الشارع في الحسكة الذين أنعم الله عليهم بالمطر فجاء هذا الوباء ليلتهم الزروع .
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ أخبار محلية!“