الأحد السابع بعد العنصرة
إنجيل القدّيس متّى .35-27:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ مُجتازٌ، تَبِعَهُ أَعمَيانِ يَصيحانِ وَيَقولان: إِرحَمنا يا ٱبنَ داوُد!
فَلَمّا دَخَلَ ٱلبَيتَ دَنا إِلَيهِ ٱلأَعمَيانِ، فَقالَ لَهُما يَسوع: هَل تُؤمِنانِ أَنّي أَقدِرُ أَن أَفعَلَ ذَلِك؟ قالا لَهُ: نَعَم يا سَيِّد.
حينَئِذٍ لَمَسَ أَعيُنَهُما قائِلاً: كَإيمانِكُما فَليَكُن لَكُما!
فَٱنفَتَحَت أَعيُنُهُما. فَنَهاهُما يَسوعُ قائِلاً: إِحذَروا أَن يَعلَمَ أَحد!
أَمّا هُما، فَخَرَجا وَشَهَراهُ في تِلكَ ٱلأَرضِ كُلِّها.
وَبَعدَ خُروجِهِما قَدَّموا إِلَيهِ إِنسانًا أَخرَسَ بِهِ شَيطان.
فَلَمّا أُخرِجَ ٱلشَّيطانُ تَكَلَّمَ ٱلأَخرَسَ، فَتَعَجَّبَ ٱلجُموعُ قائِلين: لَم يَظهَر قَطُّ مِثلُ هَذا في إِسرائيل!
أَمّا ٱلفَرّيسِيّونَ فَكانوا يَقولون: إِنَّهُ بِرَئيسِ ٱلشَّياطينِ يُخرِجُ ٱلشَّياطين.
وَكانَ يَسوعُ يَطوفُ في جَميعِ ٱلمُدُنِ وَٱلقُرى، وَيُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم، وَيَكرِزُ بِبِشارَةِ ٱلمَلَكوتِ، وَيَشفي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعفٍ في ٱلشَّعب.
فانفَتَحَت أَعينُهُما
إِلهُنا يأتي ولا يَصمُت (مز50 :3). لقد أتى المسيح إلهنا، ابن الله، بطريقة خفيّة في مجيئه الأوّل؛ لكنّه سيأتي بطريقة علنيّة في مجيئه الثاني. عندما أتى في الخفاء، لم يعرفه سوى خدّامه؛ أمّا عندما سيأتي في العلن، سيعرفه الأخيار والأشرار. عندما أتى في الخفاء، كان ذلك ليُحاكَم؛ عندما سيأتي في العلن، سيكون هو الحاكم. في السابق، حُكم عليه وبقي صامتًا وقد تنبّأ النبيّ بهذا الصمت قائلاً: سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ (أش53: 7)، لكنّ إلهنا يأتي ولا يصمت؛
الآن، ما يسمّى سعادة هذا العالم هو ملك للأشرار أيضًا؛ وما يسمّى بؤس هذا العالم هو ملك للأخيار أيضًا. إن كان أناس لا يؤمنون سوى بالحقائق الحاليّة ولا يؤمنون بالحقائق المستقبليّة، فهذا لأنّهم يرون أنّ الخيرات والمآسي الموجودة في هذا العالم الحالي هي ملك للأخيار والأشرار بدون تمييز. وإن كانوا يسعون إلى الغنى، فهم يرون أنّه ملك للأشرار كما للأخيار. وإن كانوا يشمئزّون من الفقر ومن مآسي هذه الحياة، فهم يرون أنّها تعذّب ليس فقط الأشرار، بل أيضًا الأخيار ويقولون في سرّهم: إنّ الربّ لا يُبصر (مز94: 7)، وهو لا يهتم بالمسائل الإنسانيّة. هو يتركنا نمشي عشوائيًّا في قعر هاوية هذا العالم، ولا يُرينا عنايته الإلهية بشيء. وإن كانوا يحتقرون تعاليم الله، فذلك لأنّهم لا يرون حكمه يتجلّى.
يحتفظ الربّ بأمور كثيرة للحكم الآتي، لكنّه يحكم على بعض الأمور الآن، حتّى يرتعب أولئك الذين يجعلهم ينتظرون الحكم النهائي ويتوبوا. لأنّ الربّ لا يحبّ أن يعاقب بل أن يخلّص، ولهذا السبب هو يصبر على الأشرار حتّى يصبحوا أخيارًا.
[/size]إنجيل القدّيس متّى .35-27:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ مُجتازٌ، تَبِعَهُ أَعمَيانِ يَصيحانِ وَيَقولان: إِرحَمنا يا ٱبنَ داوُد!
فَلَمّا دَخَلَ ٱلبَيتَ دَنا إِلَيهِ ٱلأَعمَيانِ، فَقالَ لَهُما يَسوع: هَل تُؤمِنانِ أَنّي أَقدِرُ أَن أَفعَلَ ذَلِك؟ قالا لَهُ: نَعَم يا سَيِّد.
حينَئِذٍ لَمَسَ أَعيُنَهُما قائِلاً: كَإيمانِكُما فَليَكُن لَكُما!
فَٱنفَتَحَت أَعيُنُهُما. فَنَهاهُما يَسوعُ قائِلاً: إِحذَروا أَن يَعلَمَ أَحد!
أَمّا هُما، فَخَرَجا وَشَهَراهُ في تِلكَ ٱلأَرضِ كُلِّها.
وَبَعدَ خُروجِهِما قَدَّموا إِلَيهِ إِنسانًا أَخرَسَ بِهِ شَيطان.
فَلَمّا أُخرِجَ ٱلشَّيطانُ تَكَلَّمَ ٱلأَخرَسَ، فَتَعَجَّبَ ٱلجُموعُ قائِلين: لَم يَظهَر قَطُّ مِثلُ هَذا في إِسرائيل!
أَمّا ٱلفَرّيسِيّونَ فَكانوا يَقولون: إِنَّهُ بِرَئيسِ ٱلشَّياطينِ يُخرِجُ ٱلشَّياطين.
وَكانَ يَسوعُ يَطوفُ في جَميعِ ٱلمُدُنِ وَٱلقُرى، وَيُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم، وَيَكرِزُ بِبِشارَةِ ٱلمَلَكوتِ، وَيَشفي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعفٍ في ٱلشَّعب.
فانفَتَحَت أَعينُهُما
إِلهُنا يأتي ولا يَصمُت (مز50 :3). لقد أتى المسيح إلهنا، ابن الله، بطريقة خفيّة في مجيئه الأوّل؛ لكنّه سيأتي بطريقة علنيّة في مجيئه الثاني. عندما أتى في الخفاء، لم يعرفه سوى خدّامه؛ أمّا عندما سيأتي في العلن، سيعرفه الأخيار والأشرار. عندما أتى في الخفاء، كان ذلك ليُحاكَم؛ عندما سيأتي في العلن، سيكون هو الحاكم. في السابق، حُكم عليه وبقي صامتًا وقد تنبّأ النبيّ بهذا الصمت قائلاً: سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ (أش53: 7)، لكنّ إلهنا يأتي ولا يصمت؛
الآن، ما يسمّى سعادة هذا العالم هو ملك للأشرار أيضًا؛ وما يسمّى بؤس هذا العالم هو ملك للأخيار أيضًا. إن كان أناس لا يؤمنون سوى بالحقائق الحاليّة ولا يؤمنون بالحقائق المستقبليّة، فهذا لأنّهم يرون أنّ الخيرات والمآسي الموجودة في هذا العالم الحالي هي ملك للأخيار والأشرار بدون تمييز. وإن كانوا يسعون إلى الغنى، فهم يرون أنّه ملك للأشرار كما للأخيار. وإن كانوا يشمئزّون من الفقر ومن مآسي هذه الحياة، فهم يرون أنّها تعذّب ليس فقط الأشرار، بل أيضًا الأخيار ويقولون في سرّهم: إنّ الربّ لا يُبصر (مز94: 7)، وهو لا يهتم بالمسائل الإنسانيّة. هو يتركنا نمشي عشوائيًّا في قعر هاوية هذا العالم، ولا يُرينا عنايته الإلهية بشيء. وإن كانوا يحتقرون تعاليم الله، فذلك لأنّهم لا يرون حكمه يتجلّى.
يحتفظ الربّ بأمور كثيرة للحكم الآتي، لكنّه يحكم على بعض الأمور الآن، حتّى يرتعب أولئك الذين يجعلهم ينتظرون الحكم النهائي ويتوبوا. لأنّ الربّ لا يحبّ أن يعاقب بل أن يخلّص، ولهذا السبب هو يصبر على الأشرار حتّى يصبحوا أخيارًا.