جمع كثير في ثياب بيض!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54970
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

جمع كثير في ثياب بيض!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

رؤيا يوحنا اللاهوتي
الأصحاح 7
بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده، من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل
وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش، والشيوخ والحيوانات الأربعة، وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله قائلين: آمين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين. آمين وأجاب واحد من الشيوخ قائلا لي: هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض، من هم؟ ومن أين أتوا فقلت له: يا سيد، أنت تعلم. فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف من أجل ذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله، والجالس على العرش يحل فوقهم لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم، ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم.

الشرح
الثياب البيض هي ثوب القداسة الذي يناله رجال العهد القديم بسبب رجائهم في دم حمل الله الذي يطهر من كل خطية (1 يو 1: 7). أما بالنسبة للعهد الجديد فيقول الأسقف فيكتورينوس إنهم: تطهروا بالمعمودية في دم الحمل، فصارت ثيابهم بيضاء، حافظين النعمة التي تقبلوها.
وبياضها هو انعكاس إشراقات المجد الإلهي عليها، إذ في تجليه صارت ثيابه بيضاء كالنور (مت 17: 2)، فنكون كالملائكة السمائيين، إذ رأت مريم ملاكين بثياب بيض جالسين (يو 20: 12).
وهذا اللون كما يقول القديس إكليمنضس السكندري هو لون الحق الطبيعي، فإن كان يلزم أن يطلبوا لونًا آخر فإن اللون الطبيعي للحق يكفيهم إذ يلبسون الحق ويكون مجدهم!
وتحمل الثياب البيض علامة الطهارة والنقاوة كما تحمل سمة الغلبة (رؤ 3: 5). لهذا تزين الكنيسة أولادها بالثياب البيض بعد عمادهم مباشرةً.
أمّا سعف النخل فيحمل علامة الغلبة والنصرة، إذ لا يدخل السماء غير المنتصرين، ولا يقدر أن يجد المتراخون لهم فيها موضعًا. كما يشير إلى حياة الابتهاج، إذ كانوا يحملونه في عيد المظال الذي كانوا يحفظونه تذكارًا للدخول إلى الأرض المقدسة. كما استخدم سعف النخل عندما اهتزت قلوب الشعب بالفرحة عند دخول الرب أورشليم.
وتظهر فرحتهم من التسبيح المستمر قائلين بصوت عظيم، أي في غيرة مقدسة متقدة: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف.
إن الخلاص الذي لنا هو لإلهنا، لأن لا فضل لنا فيه بل يرجع الفضل لمحبة الآب ونعمة الابن وشركة الروح القدس.
ولا يقف الملائكة جامدي العواطف تجاه خلاصنا بل يشاركوننا بهجتنا إذ يقول:
في وسط هذا الحب السماوي يختلط علينا الأمر، هل يشاركنا السمائيون سرورنا بالخلاص فيترنمون معنا بهذه التسبحة، مقدمين معنا ذبيحة الشكر، أم نحن الذين نشاركهم عملهم، فنشترك معهم في تسابيحهم السماوية؟ على أي حال فالكل في شركة حب وشركة عمل واحد هو التسبيح لله.
إن الوجود مع الله يحرر اللسان لكي ينطلق بالتسبيح، ويفتح القلب لتخرج التشكرات، ويحول كل مخلوق إلى قيثارة تتغنى وتترنم بتسابيحٍ وحمدٍ وشكرٍ لا نهائي.
يقول القديس أغسطينوس: كما أن عظمته غير متناهية هكذا تسبحته غير متناهية. فإن شئت تسبيح الله دائمًا فَغِر من سيرة الملائكة وتسبيحهم.
وإننا نجسر فنقول إن كل عبادة مهما كبرت أو صغرت إن خلت من عنصر التسبيح تفقد حياتها وكيانها ووجودها، وما عمل الكنيسة إلا التسبيح الدائم.
ففي كنيسة العهد القديم يقول المرتل سبع مرات في النهار سبحتك
(مز 119: 164). وكان دانيال يجثو ثلاث مرات في النهار مصليًا وحامدًا الله (دا 6: 10).
وفي كنيسة العهد الجديد لم نرَ شيئًا سوى تسابيح يومية في كل صنوف العبادة وفي كل المناسبات، وذلك لإيمانها أن الإنجيل هو بشارة مفرحة، وأن عملها هو عمل ملائكي سماوي، لهذا تدرب أولادها على التسبيح.
فكما يقول القديس باسيليوس: إن التسبيح لله هو عمل خاص بالملائكة. ولهذا يرى غريغوريوس النيسي أننا بالتسابيح نصير متساوين مع الملائكة من جهة الكرامة. ويقول البابا أثناسيوس الرسولي: الروح المستقرة تنسى آلامها، وبترتيل الكلمات المقدسة تتطلّع بفرح إلى المسيح وحده.
نعود مرة أخرى إلى ما رآه الرسول وسمعه
إنهم أتوا من الضيقة العظيمة واغتسلوا بدم المسيح. إنهم الكنيسة المنتصرة، الذين صبروا للنهاية فخلصوا (مت 10: 22). وسبب قبولهم كقول ابن العسال هو هرق دم الحمل عنهم وعن غيرهم. بهذا صار لهم شرف عظيم، وصاروا كذبائح زكية طاهرة مقبولة لدى الآب، إذ ابيضت ثيابهم، وتلألأت بدم الحمل. فقد قيل عن كل واحد منهم وهم الذين ارتبطوا بالأسد الخارج من سبط يهوذا: غسل بالخمر لباسه، وبدم العنب ثوبه (تك 49: 11).
هذا ما يناله المجاهدون، يكفيهم أنهم يصيروا أمام العرش الإلهي يخدمونه ليلًا ونهارًا في هيكله. وما هيكل الله إلاّ الله نفسه، إذ يقول الرسول عن السماوات: لم أر فيها هيكلًا، لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها (رؤ 21: 22).
وما هي خدمتهم وعملهم إلاّ التسبيح الدائم، قائلين مع المرتل: أمام الملائكة أرتل لك (مز 138).
يا للمجد! يحل الجالس على العرش فوقهم، أو كما جاء في اليونانيّة يظللهم. إنه يسترهم ويحفظهم ويخفيهم فيه!
وإذ هم فيه لا يجوعون، ولا يعطشون، ولا يضربهم حر، ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع مياه يوردهم (إش 49: 10).
يرون الخروف الذي في وسط العرش، فلا يحتاجون إلى شيء بعد، إذ هو العريس المبهج المفرح، يقدم ذاته خبزًا وشرابًا وراحة وسلامًا. فنقول بحق: الرب راعي فلا يعوزني شيء، في مراعٍ خضرٍ يربضني، وعلى مياه الراحة يوردني (مز 23: 1).
عجيب هو الحمل الوديع الذي قام برعايتنا منذ خلقنا وقبل الناموس، وامتدت رعايته خلال الناموس وفي عهد النعمة، ويبقى راعيًا يدللنا في الفردوس وفي الأبدية أيضًا. يا لها من قوة حب وروعة في الرعاية واهتمام يفوق كل زمان ليبقى أبديًا!
وللمسيح المجد.



:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 17070
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: جمع كثير في ثياب بيض!

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

:tawdee: ملفونو
على هذه المعلومات
الرب يديمك
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: جمع كثير في ثياب بيض!

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

إنهم أتوا من الضيقة العظيمة واغتسلوا بدم المسيح.
إنهم الكنيسة المنتصرة، الذين صبروا للنهاية فخلصوا مت 10: 22
[/size]

شكراً لك شمّاس على نقل الجواهر إلينا..
أجعلنا يارب من المتسربلين باللون الأبيض
آمين

فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54970
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: جمع كثير في ثياب بيض!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

ونحن نتضرع إلى الرب يسوع المسيح أن نكون مع الذين أختارهم بثياب بيضاء صافية
وفقك الرب أخي الكريم أبو بول.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54970
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: جمع كثير في ثياب بيض!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

الشكر دائماً وأبداً للرب يسوع المسيح
الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا
وفقكِ الرب أختنا العزيزة والنشيطة سعاد
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
marta
عضو
عضو
مشاركات: 289
اشترك في: الاثنين مارس 04, 2013 7:35 pm

Re: جمع كثير في ثياب بيض!

مشاركة بواسطة marta »

الرب راعي فلا يعوزني شيء، في مراعٍ خضرٍ يربضني، وعلى مياه الراحة يوردني (مز 23: 1).
وفقك الرب ملفونو إسحق
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“