خطاب القداس الأول لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو كلي الطوبى لا تخافوا

1- كم مرّة يكرر يسوع هذا القول قبل القيامة وبعدها : " لا تخافوا !". واليوم اتساءل : ما وقع هذا الكلام علينا نحن الذين نعيش ظروفاً يومية صعبة، ظروفاً لا نعرف إلى أين تقودنا؟
لقد وبّخ المسيح التلاميذ عندما كانوا في المركب وسط البحر الهائج خائفين : " لماذا أنتم خائفون، يا قليلي الإيمان ؟" (متى 8: 26). أليس هذا التوبيخ موجّه إلينا نحن الخائفين أيضاً ؟ أما يليق بنا أن نجدد ثقتنا وأملنا وشركتنا ووحدتنا؟
ما عشناه من ألم وضيق ومن دماء وشهداء، إن عرفنا، بإمكانه أن يدمجنا في سر المسيح، ويساعدنا كثيراً على معرفة علامات حضور الله بيننا ويوطّد رجاءنا بالروح القدس الذي سيغيّر قلوب الرجال والنساء نحو الأفضل. لابدّ أن تعبر العاصفة وتتحقق طريقة متناغمة من العيش المشترك. لنتخطى مشاكلنا وأزماتنا ولنعد إلى كياننا العميق ومشاعرنا النبيلة بأصالة فنتوحد ونتجدد ونرتقي روحياً وإنسانياً واجتماعياً.
2- إذن وسط الظروف القاسية التي نعيشها، ها هو صوت الراعي الصالح يسوع المسيح ينادينا بكثير من المحبة والرجاء، للخروج من حالة القلق والخوف، والنهوض بقوة لتحقيق الأخوة والشركة والوحدة بيننا. وهذا يتطلب منا : أن نحبّ بعضنا بعضاً وأن نستقبل بعضنا بعضا بحرارة وأن نتقاسم ما عندنا بسخاء وفرح. هذا الاستقبال يشحن إيماننا ورجاءنا ويعزينا، عندها يصبح كل شيء أسهل وأجمل وذا معنى.
3- الأصالة مرتبطة بالتجديد وهو ضرورة. وعدم قبوله يجعلنا نعيش في التاريخ والجمود. ومن هنا سوف نقوم بتجديد طقوسنا وتوحيدها وتأوين أساليب تعليمنا وبنى كنيستنا بحزم وشجاعة بحسب دعوة المجمع الفاتيكاني الثاني والإرشاد الرسولي لكي يفهمها المؤمنون ويشاركوا فيها ويَنشَّدوا أكثر إلى المسيح وكنيستهم. أمام سينودسنا الذي سيُعقد في الخامس من حزيران جدول أعمال مزدحم وملح.
4- وفيما يتعلق بالهجرة هناك أسباب عدة تحدد مسارات هجرة البشر، منها قومية ودينية واقتصادية. وبالنسبة للمسيحي، فلديه حساسية خاصة تجاه الأمان والحرية. فإذا وُجِد الأمان والحرية، يظل المسيحي وإذا أنعدما فإنه يهاجر... أنا لا أشجع أحداً على المغادرة، بل أحثُّ على البقاء والتواصل. هذه أمانة إيمانية ووطنية.
5- برنامجي هو العمل مع الكل في الكنيسة الكلدانية كفريق واحد بروح الأصالة والوحدة والتجدد. سوف أتعاون مع إخوتي الأساقفة والإكليروس والرهبان والراهبات والمؤمنين من كلا الجنسين لبنيان الكنيسة وخير الناس. وبهذه المناسبة أتوجّه إلى بنات وأبناء كنيستنا الكلدانية في بلدنا العراق والعالم وأحييهم وأشكرهم لصلاتهم من أجلي ومن أجل الكنيسة، أشكرهم لشهادتهم الحية للمسيح. وبالرغم من كل الصعاب، لقد أظهروا دائماً تعلقهم بكنيستهم حتّى في وقت المحن والتشرد. تقواهم وسخاؤهم حتى بذل الذات هو مثال حي نفتخر به. وأقول لكل واحد بعبارة سفر الرؤيا : " كُنْ أَميناً حَتَّى المَوت، فسأعْطيكَ إِكْليلَ الحَياة " (الرؤيا 2: 10).
وبالنسبة إلى العمل مع الكنائس الشقيقة سوف نتعاون وننسق مع بعضنا كل ما من شأنه أن يعزز الحضور المسيحي في هذا البلد ويعكس شهادة الوحدة والمحبة. وسنتعاون مع كنيسة المشرق الآشورية في كل المجالات التي تقرب وحدتنا. وإنشاء الله منذ الآن وصاعداً هذه السنة تكون الأخيرة فيها نعيّد القيامة مختلفين، سوف نوحد العيد في العراق.
ومع إخوتنا المسلمين الذين يحبهم ربنا كما يحبنا، سوف نعمق نقاط التقارب الكثيرة بيننا ونحترم نقاط الاختلاف وهذا من تصميم الله الذي خلقنا مختلفين.
واختم طالباً صلاتكم من أجلي لكي يعينني الرب على إتمام ما بدأه من سبقني على هذا الكرسي البطريركي وأن أحافظ على وديعة الإيمان بأمانة وأنقل رسالة المسيح بنقاوة وأكمل مشيئة الله في حياتي وحياة الكنيسة التي أتمنني عليها. شكراً لكم ووفَّقَنا اللهُ وسَدَّدَ خُطانا لخدمة الكنيسة والوُطن والناس.
مارانا تا، تعال أيها الربّ يسوع. هللويا
[/size]
1- كم مرّة يكرر يسوع هذا القول قبل القيامة وبعدها : " لا تخافوا !". واليوم اتساءل : ما وقع هذا الكلام علينا نحن الذين نعيش ظروفاً يومية صعبة، ظروفاً لا نعرف إلى أين تقودنا؟
لقد وبّخ المسيح التلاميذ عندما كانوا في المركب وسط البحر الهائج خائفين : " لماذا أنتم خائفون، يا قليلي الإيمان ؟" (متى 8: 26). أليس هذا التوبيخ موجّه إلينا نحن الخائفين أيضاً ؟ أما يليق بنا أن نجدد ثقتنا وأملنا وشركتنا ووحدتنا؟
ما عشناه من ألم وضيق ومن دماء وشهداء، إن عرفنا، بإمكانه أن يدمجنا في سر المسيح، ويساعدنا كثيراً على معرفة علامات حضور الله بيننا ويوطّد رجاءنا بالروح القدس الذي سيغيّر قلوب الرجال والنساء نحو الأفضل. لابدّ أن تعبر العاصفة وتتحقق طريقة متناغمة من العيش المشترك. لنتخطى مشاكلنا وأزماتنا ولنعد إلى كياننا العميق ومشاعرنا النبيلة بأصالة فنتوحد ونتجدد ونرتقي روحياً وإنسانياً واجتماعياً.
2- إذن وسط الظروف القاسية التي نعيشها، ها هو صوت الراعي الصالح يسوع المسيح ينادينا بكثير من المحبة والرجاء، للخروج من حالة القلق والخوف، والنهوض بقوة لتحقيق الأخوة والشركة والوحدة بيننا. وهذا يتطلب منا : أن نحبّ بعضنا بعضاً وأن نستقبل بعضنا بعضا بحرارة وأن نتقاسم ما عندنا بسخاء وفرح. هذا الاستقبال يشحن إيماننا ورجاءنا ويعزينا، عندها يصبح كل شيء أسهل وأجمل وذا معنى.
3- الأصالة مرتبطة بالتجديد وهو ضرورة. وعدم قبوله يجعلنا نعيش في التاريخ والجمود. ومن هنا سوف نقوم بتجديد طقوسنا وتوحيدها وتأوين أساليب تعليمنا وبنى كنيستنا بحزم وشجاعة بحسب دعوة المجمع الفاتيكاني الثاني والإرشاد الرسولي لكي يفهمها المؤمنون ويشاركوا فيها ويَنشَّدوا أكثر إلى المسيح وكنيستهم. أمام سينودسنا الذي سيُعقد في الخامس من حزيران جدول أعمال مزدحم وملح.
4- وفيما يتعلق بالهجرة هناك أسباب عدة تحدد مسارات هجرة البشر، منها قومية ودينية واقتصادية. وبالنسبة للمسيحي، فلديه حساسية خاصة تجاه الأمان والحرية. فإذا وُجِد الأمان والحرية، يظل المسيحي وإذا أنعدما فإنه يهاجر... أنا لا أشجع أحداً على المغادرة، بل أحثُّ على البقاء والتواصل. هذه أمانة إيمانية ووطنية.
5- برنامجي هو العمل مع الكل في الكنيسة الكلدانية كفريق واحد بروح الأصالة والوحدة والتجدد. سوف أتعاون مع إخوتي الأساقفة والإكليروس والرهبان والراهبات والمؤمنين من كلا الجنسين لبنيان الكنيسة وخير الناس. وبهذه المناسبة أتوجّه إلى بنات وأبناء كنيستنا الكلدانية في بلدنا العراق والعالم وأحييهم وأشكرهم لصلاتهم من أجلي ومن أجل الكنيسة، أشكرهم لشهادتهم الحية للمسيح. وبالرغم من كل الصعاب، لقد أظهروا دائماً تعلقهم بكنيستهم حتّى في وقت المحن والتشرد. تقواهم وسخاؤهم حتى بذل الذات هو مثال حي نفتخر به. وأقول لكل واحد بعبارة سفر الرؤيا : " كُنْ أَميناً حَتَّى المَوت، فسأعْطيكَ إِكْليلَ الحَياة " (الرؤيا 2: 10).
وبالنسبة إلى العمل مع الكنائس الشقيقة سوف نتعاون وننسق مع بعضنا كل ما من شأنه أن يعزز الحضور المسيحي في هذا البلد ويعكس شهادة الوحدة والمحبة. وسنتعاون مع كنيسة المشرق الآشورية في كل المجالات التي تقرب وحدتنا. وإنشاء الله منذ الآن وصاعداً هذه السنة تكون الأخيرة فيها نعيّد القيامة مختلفين، سوف نوحد العيد في العراق.
ومع إخوتنا المسلمين الذين يحبهم ربنا كما يحبنا، سوف نعمق نقاط التقارب الكثيرة بيننا ونحترم نقاط الاختلاف وهذا من تصميم الله الذي خلقنا مختلفين.
واختم طالباً صلاتكم من أجلي لكي يعينني الرب على إتمام ما بدأه من سبقني على هذا الكرسي البطريركي وأن أحافظ على وديعة الإيمان بأمانة وأنقل رسالة المسيح بنقاوة وأكمل مشيئة الله في حياتي وحياة الكنيسة التي أتمنني عليها. شكراً لكم ووفَّقَنا اللهُ وسَدَّدَ خُطانا لخدمة الكنيسة والوُطن والناس.
مارانا تا، تعال أيها الربّ يسوع. هللويا